Date : 29,03,2024, Time : 12:52:36 PM
3980 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 05 ربيع الأول 1441هـ - 03 نوفمبر 2019م 12:35 ص

هكذا بدأ الشيب يغزو رأس إيران في المنطقة

هكذا بدأ الشيب يغزو رأس إيران في المنطقة
خامنئي و عادل عبد المهدي

قبل نحو شهر، وبعد فترة قصيرة على بداية المظاهرات في أرجاء العراق ضد الحكومة، وصل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، في رحلة جوية ليلية إلى مطار بغداد. وحسب تقرير وكالة الأنباء “اسوشييتد برس” واصل سليماني في طائرة مروحية من المطار إلى قلب “المنطقة الخضراء” في المدينة، وهي المنطقة التي تضم الوزارات الحكومية وجهاز الأمن العراقي إلى جانب السفارة الأمريكية. سليماني الذي هو قائد “قوة القدس” في حرس الثورة الإيراني، فاجأ عدداً من كبار الموظفين في الأجهزة الأمنية العراقية عندما وقف ليدير جلسة كان يجب أن يديرها رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد الهادي.

مراسلو “إي.بي” نجحوا إلى حد ما في التحدث مع موظفَين عراقيين شاركا في اللقاء. أو تلقوا تقريراً لاحقاً عن عقدها. حسب الموظفين، قال سليماني للمشاركين العراقيين: “نحن الإيرانيين نعرف كيف نواجه احتجاجاً كهذا”. في الأيام التالية بدأ العراقيون بالعمل. قناصة، كما يبدو من رجال المليشيات الشيعية، أطلقوا النار على المتظاهرين. نحو 150 من المتظاهرين قتلوا. وعادت المظاهرات وتجددت قبل أسبوع بعد تهدئة لبضعة أسابيع. ومرة أخرى تم إحصاء عشرات القتلى في أرجاء العراق.

ومثلما في المظاهرات التي بدأت منتصف تشرين الأول في لبنان، تركز الاحتجاج في العراق على ادعاءات بشأن الساحة السياسية الداخلية: أداء فاشل للحكومة في مجال الاقتصاد، وفساد وتوجيه أموال لقطاعات ومنظمات قوية مثل المليشيات الشيعية المؤيدة لإيران في العراق وحزب الله في لبنان. وفي الخلفية ثمة مشاعر معينة مناوئة لإيران: متظاهرون في الدولتين طلبوا من طهران عدم التدخل في الشؤون الداخلية. في العراق أحرقوا أعلام إيران وتظاهروا أمام القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء المقدسة بالنسبة للشيعة.

وفي لبنان أيضاً قام حزب الله بقمع المظاهرات، ولكن لم يتم استخدام السلاح الناري حتى الآن. وأرسل زعران التنظيم على دراجات وتم تزويدهم بالهراوات للتشاجر مع المتظاهرين وتخويفهم. ولكنهم فشلوا. في منتصف الأسبوع أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الشريك الكبير لحزب الله في التحالف، عن استقالته إزاء ازدياد الاحتجاج.

سليماني كان محقاً، لإيران تجربة في قمع احتجاجات عامة كبيرة. في العام 2009 قبل سنة ونصف على اندلاع الربيع العربي، قمعت السلطات في طهران بقبضة حديدية مظاهرات بدأت في أعقاب ادعاءات بتزوير الانتخابات الرئاسية. “الثورة الخضراء” فشلت، لكن الإيرانيين حتى الآن يجدون صعوبة في نقل تجربتهم المهنية لحلفائهم في بغداد وبيروت. استمرت المظاهرات في العراق وتسببت بسفك دماء كبير. سقوط الحكومة في بيروت يقلق طهران ورجلها في لبنان، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. في خطاباته الأخيرة، اتهم نصر الله الولايات المتحدة وإسرائيل بتشجيع الاحتجاج من وراء الكواليس. وأول أمس كرر هذا الادعاء أيضاً موقع الإنترنت للزعيم الروحي الإيراني علي خأمنئي.

من الصعب تصديق ادعاءات إيران وحزب الله. بالنسبة لإسرائيل لا توجد في هذه الأثناء دلائل على تداعيات فورية للتوتر في بيروت. جهاز الأمن يتابع باهتمام في هذه الأثناء وهو غير قلق. استمرار المظاهرات في هاتين الدولتين يمكن أن يضعضع ثقة القيادة الإيرانية في نفسها، وهي التي ظهرت مؤخراً كمن تسجل سلسلة نجاحات إزاء عدم الرد الأمريكي على خطواتها العسكرية في الخليج وتراجع إدارة ترامب الذي تخلى عن الأكراد في شمال سوريا.

بنظرة من إسرائيل فإن المظاهرات تضر بالشرعية التي راكمها حزب الله بفضل دمج وزراء من قبله في الحكومة. لقد كان مريحاً جداً لنصر الله الاختباء وراء الحريري. توزيع الغنيمة في الحكومة كما يبدو مكّن حزب الله من توفير مصدر رزق لنشطائه بواسطة انضمامهم إلى الجهاز البيروقراطي في الوزارات التي أصبحت تحت سيطرته. كان هذا مكسباً صافياً في فترة يعاني فيها حزب الله من انخفاض المساعدات المالية من إيران، من جراء تشديد العقوبات الأمريكية.

في السابق اتخذ حزب الله خطوات أكثر عنفاً. هذا ما حدث في 2008 عندما هدد حزب الله بمواجهة مباشرة مع الحكومة، بعد أن طلبت منه إبعاد مقاتليه عن منشأة في مطار بيروت ووقف تشغيل شبكة قطرية للهواتف المحمولة تابعة له. على المدى البعيد يمكن لمواجهة داخلية متواصلة في لبنان أن تعرّض إسرائيل للخطر: في العام 2006 صادق نصر الله على اختطاف جنود الجيش الإسرائيلي، الذي تبين فيما بعد أنه خطوة البداية لحرب لبنان الثانية، وبسبب توتر داخلي في لبنان. وكان حزب الله في تلك الأثناء في ضائقة من نوع آخر. الحريري ورجاله اتهموه، وكما يبدو بحق، بقتل الحريري الأب، رفيق، رئيس الحكومة الأسبق. وفي حينه ازدادت في لبنان دعوات نزع سلاح الحزب، وهو وعد لم يتحقق حتى عندما تم تضمينه في اتفاق الطائف في 1989. التصعيد مع إسرائيل استهدف تمكين نصر الله من العودة وطرح نفسه كمدافع عن لبنان. ولكن في نهاية المطاف حدث العكس بالضبط؛ خرج الاستفزاز عن السيطرة، وكثيرون في الدولة اتهموا نصر الله وحزبه بالدمار الكبير الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في الحرب.

عدم الهدوء في لبنان والعراق ينعكس بصورة غير مباشرة أيضاً على ما يحدث في ساحة أخرى وهي الساحة الفلسطينية. ما يظهر كموجة أخرى من أحداث الربيع العربي يثير مجدداً الآمال التي تبددت بتعزيز الإجراءات الديمقراطية في الدول العربية. النظامان الفلسطينيان، السلطة في الضفة الغربية وحماس في القطاع، يعانيان من عدم الشرعية الجماهيرية. فالانتخابات الأخيرة جرت في العام 2006. رئيس السلطة محمود عباس يدرك الانتقاد المتزايد عليه في الضفة، وأيضاً النموذج المغري: احتجاج حديث وعلماني بطبيعته وغير عنيف، يضعه المتظاهرون في بيروت لإخوانهم في رام الله ونابلس. وهذا في خلفية الحوار العلني الذي يجري مع حماس حول إمكانية إجراء انتخابات جديدة للبرلمان والرئاسة.

ما بدأ كلعبة اتهامات بين عباس وحماس، يمكن أن ينتهي بشكل آخر. وكما يقول الباحث ميخائيل ملشتاين، من مركز ديان في جامعة تل أبيب، بأن هناك -في المناطق- ديناميكية متدحرجة تحدث وتتطور، وهي أقوى من المصالح الأساسية للطرفين. يمكن أن يحدث وضع يخاف فيه المعسكران المتخاصمان من أن يظهرا كمن يعارضان العملية الديمقراطية، لذلك سيظهران الاستعداد للتقدم نحو الانتخابات. التطورات، قال ملشتاين للصحيفة، يمكن أن تؤثر أيضاً على إسرائيل. ومثلما في العام 2006 من شأن الفلسطينيين أن يطالبوا سكان شرقي القدس أيضاً بأن يصوتوا في الانتخابات. في حينه، خضعت حكومة شارون وأولمرت للضغط الذي استخدمته عليها إدارة بوش. في الظروف السياسية الحالية يصعب تصديق أن حكومة إسرائيلية برئاسة نتنياهو أو حتى غانتس، ستسمح لنفسها بتنازل كهذا.

قطاع الأمن النسبي

في الوقت الذي يغلي فيه لبنان، وتسفك الدماء في شوارع العراق، ولا تكف إسرائيل وإيران عن تبادل التهديدات، فإن قطاع غزة ما زال هادئاً، بقدر ما (أمس أطلق صاروخ من هناك، ولكنه لم يتسبب بأضرار). منذ شهرين وعدد الأحداث في القطاع منخفض جداً بعد نحو سنة ونصف صاخبة جداً.

تذكير قصير: بعد عملية الجرف الصامد التي انتهت أواخر آب 2014 بنوع من التعادل المخيب للأمل، كانت ثلاث سنوات ونصف من الهدوء النسبي على حدود القطاع. قادة حماس في غزة اعتمدوا على ضخ مساعدات دولية من أجل إعادة إعمار القطاع، وغالباً اهتموا بالحفاظ على هدوء نسبي أيضاً من خلال الإدراك بأن اشتعالاً آخر سيكون مرسوماً لا يستطيع الجمهور الغزي تحمله إزاء الدمار الذي أحدثته إسرائيل في العملية الأخيرة.

ولكن الأموال تباطأت في القدوم، والإحباط في غزة ازداد إلى أن اندلع في يوم الأرض في نهاية شهر آذار 2018. يأس السكان التقى مع ضائقة القيادة التي سارعت إلى الركوب على ظهر هذا النمر خوفاً من أن يخرج ضدها ويفترسها.

هكذا قادت حماس عشرات المظاهرات العنيفة في أيام الجمع على طول الجدار، أكثر من 300 شخص من غزة قتلوا منذ ذلك الحين، معظمهم من المشاركين في المظاهرات الذين أطلق عليهم قناصة الجيش الإسرائيلي النيران أثناء محاولة اختراق الجدار. ولكن المظاهرات بدأت باستنفاد الزخم. إن عدد المتظاهرين انخفض مؤخراً، 5 آلاف في كل أسبوع، وقوة الاحتكاك مع الجيش انخفضت، وبدأت حماس حواراً داخلياً حول الفائدة الكامنة في استمرار المظاهرات، إنجازاتها كانت قليلة، وفي المقابل، ثمة عبء ألقاه آلاف المصابين بنار القناصة، وأصبح جهاز الصحة في غزة لا يحتمل.

وبسبب الأهمية الرمزية التي يعزوها الجمهور في غزة للمظاهرات، لم يتقرر بعد وقفها نهائياً. ولكن انخفاض دافعية المشاركين في المظاهرات وانخفاض تأثير المظاهرات أصبحت واضحة. وعدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع انخفض في هذه الأشهر. في المقابل، تواصل الأموال القطرية تدفقها إلى القطاع كالعادة، 30 مليون دولار شهرياً، والدفعة الشهرية الأخيرة تم نقلها في بداية هذا الأسبوع مع اهتمام إعلامي قليل.

ضبط النفس لقادة حماس ربما ساهم في الإدراك بأن أنظار الإعلام العربي موجهة إلى ساحات أخرى، أكثر اشتعالاً، وعلى رأسها ما يحدث في العراق ولبنان. مع ذلك، يجدر التذكير بما هو صحيح دائماً في غزة، التوجه يمكن أن يتغير برمشة عين بسبب مصابين في حادثة معينة أو بسبب عملية تبادر إليها إسرائيل. الهدوء -قال هذا الأسبوع ضباط كبار في الجيش- يقف على جليد رقيق جداً وهش.

يجدر الاهتمام بظاهرتين في هذا الشأن، على إحداهما يشير الحادث الذي تم الحديث عنه باقتضاب من قبل المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء: طائرات لسلاح الجو اعترضت طائرة بدون طيار حلقت على ارتفاع 12 ألف قدم قرب الحدود مع إسرائيل. هذا دليل أول على وجود قدرة استثنائية كهذه، وهو يشير إلى تقدم تكنولوجي معين في قدرة التنظيمات الإرهابية في القطاع. إن الطيران بهذا الارتفاع يمكن أن يشوش عمل الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في الجنوب، وربما يشكل ثغرة لمهمات جمع المعلومات الاستخبارية وحتى هجوم فلسطيني مستقبلي.

الظاهرة الثانية مرتبطة ببهاء أبو العطا، قائد الجهاد الإسلامي في شمال القطاع، الذي يمارس منذ زمن سياسة مستقلة مستفزة لإسرائيل، من خلال تجاهل الضغوط التي تستخدمها حماس على تنظيمه. عندما كانت هناك اشتعالات مؤقتة مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة كان أبو العطا قد وقف خلف معظمها. في إحدى المرات أطلق صواريخ على الجنوب رداً على هجمات إسرائيل في سوريا ولبنان، بتشجيع من إيران. إذا كان هناك من هو قادر على تخريب الهدوء المؤقت في القطاع فهو هذا الرجل.

 

هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد