ماذا يحتاج غانتس ليشكل الحكومة ويكسر مفهوم الزعامة السائد؟
صورة تسليم التكليف لبني غانتس في هذا الأسبوع من أجل تشكيل الحكومة، أعلنت بصوت مرتفع عما اختفى فيها أكثر مما قالته عما كان حاضراً فيها، وذكرت بالشعار القديم للمجلة الفرنسية “باريماتش”، “وزن الكلمات – صدمة الصور”.
الرئيس عمل حسب هذه الطريقة: ها هو الرئيس مع شخص آخر ليس بنيامين نتنياهو. هكذا تم حفر هذه الحادثة في وعي الجمهور في الدقائق الأولى، عندما ألقى الرئيس خطابه. إن غياب بنيامين نتنياهو احتل مكانه حضور بني غانتس وعبر عن الصعوبة الأولى لاستيعاب ما حدث بالفعل. من هذه اللحظة بخاف نتنياهو، وهي اللحظة التي حاول تأجيلها بقدر استطاعته.
وعندما فتح غانتس فمه وبدأ بالحديث ملأ حضوره الجسدي، والوعي والعين تعودا على التغيير. ها هو يقف أمامنا.. شخص أعطي الإمكانية لتشكيل حكومة وترؤسها. مسألة الاحتمالات والإمكانية هي مسألة مهملة حالياً. لغانتس 28 يوماً من أجل إقناع الجمهور بأنه رئيس الحكومة القادم. ولنتنياهو الفترة نفسها للعمل بيأس ويفقد صبره، وهو غارق في طي النسيان بين ماضيه ومستقبله، ويستغل كل لحظة بشكل جيد.
إن أهمية المعركة على وعي الجمهور مفهومة لنتنياهو بكل تفاصيلها، لذلك، هو يوظف كل طاقته في سيناريو واحد، وهو وجوقة مساعديه الرقميين يحذرون مرة تلو الأخرى في الشبكات الاجتماعية من حكومة أقلية بتأييد من القائمة المشتركة ودعم افيغدور ليبرمان.
لماذا؟ ستتساءلون؛ علينا الحذر من احتمالية غير واقعية للأسف؟ وهذا بسبب ذلك بالضبط. صور غانتس مع المستشار الخاص للرئيس الأمريكي، كوشنر، في اللقاء المخطط له يوم الأحد، مثلاً، تجعل قشعريرة الغضب والخوف تسري في نتنياهو وأبناء عائلته. لهذا، طالما أنهم يكررون سيناريو لا أمل منه، فإنهم يعززون رسالة ليس لغانتس، بحسبها، أي احتمالية لتشكيل الحكومة. وبناء على ذلك، لن يكون في الحقيقة رئيس الحكومة القادم.
كوشنر إلى إسرائيل قريباً وتحذيرات يمينية من تشكيل حكومة أقلية تؤيدها “المشتركة”
بسبب ذلك، على غانتس أن يستغل الأسابيع الأربعة المقبلة من أجل التحدث مع الجمهور، وأقل من ذلك مع رؤساء الأحزاب؛ وعليه التحدث مع الناخبين، ويتحدث أقل مع ممثليهم في الكنيست. الجمهور منذ زمن لا يصدق السياسيين، وأثناء تشكيل الحكومة يحتقرهم بشكل خاص. هذه حقيقة مؤسفة، لكنها تستدعي الاستعداد أيضاً. على غانتس أن ينشئ علاقات مع الجمهور ويلتقي رؤساء السلطات المحلية في المدن العربية وبلدات التطوير.
الآن ونتنياهو بعيد عن طريقه، عليه الالتقاء مع منظمات المجتمع المدني وأشخاص يترأسون حركات للتغيير الاجتماعي. وكلما تعمق التغيير الفكري، من المعقول أكثر أن تظهر الاستطلاعات زيادة في ملاءمة غانتس لرئاسة الحكومة. الاستطلاع الأول الذي تحدث عن التساوي بين غانتس ونتنياهو سيكون محطم التوازن. والطريق إلى تشكيل حكومة سيكون أكثر سهولة، لأن الجمهور عندما يكون مستعداً لأن يرى غانتس رئيس حكومة بعد أكثر من عقد طور فيه نتنياهو صورة الشخص الذي لا يمكن استبداله، فإن ممثليه في الكنيست سيعرفون إلى أين تتجه الرياح.
رغم الميل إلى استخدام مجازات من عالم لعبة البوكر، فإن الفترة القريبة القادمة تنتمي إلى حقل آخر، حقل الصور المرئية التي يتم تخزينها في ذهن الجمهور، وتكوّن من خلال اندماجها مع بعضها فهم جديد للواقع: بنيامين نتنياهو لم يعد رئيساً للحكومة. وعلى غانتس أن يملأ منطقة التخزين الأخرى، حسب رأيي، بصور الزعامة الجديدة كي يخترق الحاجز المغلق. لذلك، من الواضح كي ينجح في الأسابيع المقبلة بهذه المهمة، ألا يوافق على خطة الرئيس وأن يعطي نتنياهو أولوية في التناوب. أصدقاؤه في قيادة “أزرق أبيض” يفهمون ذلك أفضل منه، وعليهم فعل كل ما في استطاعتهم لمنع حدوث هذا الخطأ.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews