كيف يمكن لإسرائيل أن تواجه إيران وحماس من خلال السلطة الفلسطينية؟
رفع رئيس الوزراء مؤخراً المشكلة الإيرانية على اعتبارها خطراً فورياً. ليس واضحاً كم يرتبط الأمر بالعقدة السياسية الحزبية، ولكن من الواضح أن إيران تشكل خطراً جسيماً تفاقم جداً في عهد ولاية نتنياهو.
مع تسلمه مهام منصبه، لم يكن الإيرانيون في سوريا، أما الآن فيتواجدون هناك. في بداية ولاية نتنياهو كان الحكم في غزة ضعيفاً ومزوداً بصواريخ لمسافات لم تكن قد وصلت إلى مركز البلاد بعد، بينما كانت إسرائيل في حينه مزودة بالقبة الحديدية. منذئذ، تعززت قوة حماس بقدر مقلق، وازداد عدد الصواريخ التي تحت تصرفها وتعاظمت قوتها، ويصل مداها إلى تل أبيب ومطار بن غوريون، بل إلى أبعد من ذلك. فضلاً عن ذلك، فعل نتنياهو كل ما في وسعه كي يعزز حكم حماس في غزة، وأطلق سراح أكثر من ألف مخرب مقابل أسير اسرائيلي واحد، وحوّل دفعات لحماس وسمح لها وللجهاد الإسلامي بأن يطلقا على إسرائيل نحو 500 صاروخ في يوم واحد دون رد حقيقي. كما عمل نتنياهو على إضعاف أبو مازن في الضفة والحفظ والفصل بينها وبين حكم الإرهاب المتعزز في غزة.
والآن لإيران سلسلة من إمكانيات العمل ضدنا: من قطاع غزة ومن خلال حماس والجهاد الإسلامي، من سوريا ولبنان، بل ومن العراق، من كل هذه الأماكن يمكن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. يمكن عمل ذلك أيضاً من إيران نفسها، ولكن ليس واضحاً إذا كانت حاجة للإيرانيين بذلك. وبالتوازي، طرأ في عهد نتنياهو تدهور في علاقات إسرائيل مع محافل عظيمة القوة. فسفريات نتنياهو العاجلة إلى بوتين وصداقته مع الرئيس ترامب، التي أصبحت تعلقاً مطلقاً بما يبدو اليوم كسند متهاو… لا يمكنها أن تغطي على الضربات التي تعرضنا لها، وبقدر لا بأس به بسبب المشكلة الفلسطينية. لقد ضاع تأييد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، مثلما ضاع تأييد أجزاء واسعة من يهود أمريكا، ولعلاقاتنا مع أوروبا غير قليل من النقاط الحساسة. كما أن المقاطعة التي تفرضها علينا دوائر مختلفة في العالم بعيدة عن التبدد.
نقف إذن أمام مشكلة مزدوجة: دونية على المستوى الدولي عقب العقدة مع الفلسطينيين، ومشكلة وجودية على المستوى العسكري مع إيران. هذا خليط خطير. المشكلة مع إيران هي في هذه اللحظة التي بلا حل. قد تكون هناك حاجة إلى ضخ المال لشراء أسلحة حديثة وتطوير أدوات أكثر تطوراً للدفاع ضد الصواريخ، ولكن الإمكانات المالية محدودة. وبالتالي، فعلينا أن نعمل كل ما في وسعنا كي نقلص المشكلة على المستوى الدولي. والسبيل إلى ذلك يبدأ بالامتناع عن الاستفزازات مثل الضم أو الإعلان عن الضم، مثلما انطلقت على لسان نتنياهو قبيل الانتخابات. ثانياً، علينا أن نصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، ولهذا الغرض يجب التوقف عن سياسة تعزيز حماس في غزة على حساب أبو مازن. الحل مع حماس في غزة عسكري، ولشدة الأسف من شأن الثمن أن يكون أعلى بكثير من الثمن الذي كنا مطالبين به قبل عقد لو أن نتنياهو حرص على أن يفي في الوقت المناسب بوعده إسقاط حكم حماس. وبالتوازي، يجب السعي إلى تسوية مع السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن.
إن الفجوة بين الطرفين تمنع، على ما يبدو، تحقيق سلام كامل، ولكنها لمدى بعيد تبدو ممكنة. مثل هذه التسوية، إذا تحققت، ستفتح لنا الباب لحلف علني مع الدول السنية في المنطقة، ستسحب من الإيرانيين إحدى الذرائع التي يتذرعون بها للعمل ضدنا، وستساعدنا على المستوى الدولي وتضعنا في المواجهة مع إيران في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي نحن فيه اليوم.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews