Date : 29,03,2024, Time : 11:30:36 AM
4366 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 17 صفر 1441هـ - 17 أكتوبر 2019م 01:09 ص

هكذا أصبح الأكراد عالقين في الحزام الأمني

هكذا أصبح الأكراد عالقين في الحزام الأمني

في التاسعة مساء خيم الظلام على سوريا. وعلى الشارع السريع ام4 الذي يربط بين قرية تل تمار والقامشلي، برزت نقطة تفتيش كانت مضاءة كشجرة عيد الميلاد. حتى فترة غير بعيدة كانت القوات الكردية تسيطر على هذا الحاجز، لكنه الآن مهجور. ثمة شاحنة واحدة تسافر بسرعة وفيها مقاتلون أكراد من وحدات الدفاع الشعبي (واي.بي.جي)، الذين يقومون بإخلاء مواقعهم. “ننسحب”، همس أحد المقاتلين من النافذة، “النظام قادم”.

قبل أسبوع ونصف ظهر كل شيء مختلفاً، ولكن منذ أعلن ترامب انسحاب قواته من شمال سوريا، تغير عالم الأكراد، وخاصة مناطق سيطرتهم. سارع اردوغان إلى الإعلان عن تحويل أجزاء من هذه المناطق المحاذية للحدود إلى منطقة أمنية. وعملية تركيا قد بدأت.

تم دفع الأكراد نحو الزاوية، وهرب المواطنون وانسحب المقاتلون واضطر القادة إلى البحث عن أحلاف جديدة. في هذا الأسبوع، توصلوا إلى اتفاق مع نظام بشار الأسد، وبعد اندلاع الحرب الأهلية في الدولة أقام الأكراد سلطة محلية خاصة بهم لا تخضع لسيطرته. ومنذ ذلك الحين تغيرت الأمور، وفي السنوات الأخيرة حدثت المعارك في مناطق أخرى. ويعتبر الأسد في هذه الأثناء الأقل شراً، وربما هو الذي سيوقف تقدم المقاتلين الأكراد والمليشيات التي تعمل معهم.

الآن، حيث يتفكك النظام الكردي، تبدو نهاية مبادرة الأكراد السياسية حانت، وتحولت إلى واقع على الأرض. “طلب النظام من الأكراد مراراً الاستسلام الكامل بدون مقابل”، قالت اليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد بحوث السياسات الخارجية. “الأكراد ضعفاء جداً في هذه الأثناء وليست لديهم أدوات ضغط”. نيكولا سراد، المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، يأخذ ما يحدث عدة خطوات إلى الأمام، قال: “في نهاية المطاف، يعدّ الاتفاق بين الأكراد ونظام الأسد الخطة الأولى قبل ضم شمال وشرق سوريا إلى الدولة التي سيترأسها الأسد”.

في الوقت الحالي، لم يتم بعد نشر التفاصيل الدقيقة عن الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا. ولكن السطر الأخير واضح “مقابل الدفاع الذي ستوفره دمشق، سترفع بعض المدن التي هي تحت سيطرة الأكراد العلم السوري مرة أخرى”.

ولكن الحماية في هذه الأثناء غير مكتملة بعد، والهرب من مناطق المعارك في ذروته. 160 ألف مدني على الأقل هربوا حتى الآن من بيوتهم، هذا ما تقدره الأمم المتحدة، انتقل عدد منهم إلى أماكن أخرى في سوريا، أكثر بعداً عن ذلك “الحزام الأمني”. حاول آخرون الذهاب أبعد من ذلك. الإثنين، في السادسة صباحاً، شوهدت عشرات السيارات قرب المعبر الحدودي سيمالاكا. في الطرف الآخر كردستان العراقية. شخص من كثيرين الذين أشرفوا على المعبر، محمد علي، وهو الكردي ابن 58 سنة من سكان تل تمار، التي تقع في الجهة الجنوبية لـ “قطاع اردوغان”، تقريباً خارج منطقة الخطر. صمم عليّ على اجتياز الحدود مع زوجته وابنتيه، وهو لا يعارض حلف الدفاع مع الأسد، “هذه أزمة غير متوقعة” لم يكن لنا أي خيار عدا التوصل إلى اتفاق مع النظام”، قال. “هذا حل جيد. أفترض أن النظام سيحتل المناطق الحدودية ولن يسيطر على جميع المناطق”، قال ذلك بما ظهر كأمل أكثر منه كتحديد للوقائع. هذا الأمل تحطم جزئياً بعد بضع ساعات فقط. جيش الأسد سيطر على مدينته.

إلى أين سنذهب؟
تحول المعبر الحدودي سيمالاكا إلى ما قبل يومين إلى هدف مرغوب. السبت الماضي تجمعت عشرات العائلات أمام البوابات المغلقة على ضفة دجلة، على أمل العبور إلى الطرف العراقي الآمن. “لا أستطيع البكاء، نفدت دموعي”، قالت مريم إبراهيم (70 سنة). والأطفال الذين كانوا حولها بدأوا بالبكاء. “لا أستطيع الذهاب. لم تعد قدماي تمحلاني. ما أريده أن يوقفوا هذه الحرب. هناك أعداء لنا”.

قبل بضعة أيام، عندما تحدث الأكراد عن الحرب، لم يكن الجيش التركي هو الذي يقلقهم، كما قالت إيمان الحاج مامو (40 سنة). حسب قولها، عندما سمعت للمرة الأولى صوت الطائرات لم تهتم بذلك لأنها افترضت أن طائرات التحالف هي التي تحارب تنظيم داعش. ولكن في حينه سقطت القنابل التركية. وقد غادرت بيتها الذي يقع في مدينة رأس العين على الحدود بين سوريا وتركيا دون أن تأخذ معها شيئاً، ولم تأخذ أدوية ابنتها المريضة. هربت مع أولادها وعائلتين أخريين إلى مدينة الحسكة غير البعيدة عن الحدود العراقية. زوجها مثل أزواج أمهات أخريات بقي في الخلف للقتال.

لم يكن هذا الهرب الأول لمامو، ففي 2012 هربت من حلب بسبب المعارك التي حدثت بين المتمردين ونظام الأسد، وبعد ذلك انتقلت إلى كوباني التي تقع على الحدود بين تركيا وسوريا. ولكن في حينه جاء مقاتلو داعش وقتلوا والدها وشقيقها البكر. ثم هربت من كوباني، وفي السنوات الأخيرة سكنت رأس العين. والآن تهرب مرة أخرى. وبصوت حزين تسأل: “إلى أين سنذهب؟”.

أين هم الأمريكيون؟
في القامشلي، عاصمة الإقليم الكردي، تلك الشوارع التي كانت إلى ما قبل فترة قصيرة تعج بالناس، أمست فارغة. نباح الكلاب وصوت الانفجارات تخرق الصمت. اليأس يملأ الأجواء في مستشفى فرمان. “هذه كارثة”، قال طبيب جراح للعظام يعمل في المستشفى. “كارثة”.

مسعود علي مهدي، شخص ملتح، أصيب في بطنه بشظايا، يتفقد نفسه وهو يشتم الانسحاب الأمريكي. “نخاف من الأتراك أكثر من داعش”، قال. “مقاتلونا ضحوا بحياتهم من أجل هزيمة الجهاديين، والآن اردوغان هنا ويريد تصفيتنا جميعاً”.

أقوال مشابهة سمعت أيضاً في مستشفى تل تمار. “أين هم الأمريكيون”، قال شاب سمى نفسه دليل الحسكة، وقد أصيب بقدمه وظهره بسبب القصف الذي غيّب صديقه المقرب. “لقد حاربت مع القوات الديمقراطية السورية من أجل تخليص مدينة الرقة من أيدي داعش”. وهو يتلوى من الألم، وفي الوقت الذي تنقله فيه الممرضات إلى غرفة العمليات أضاف: “تلك المعركة ليست شيئاً مقارنة مع ما نشاهده الآن. على الأقل ليس لداعش طائرات”.

فجأة، سمع صوت انفجار، وبدأ الرصاص يتناثر في كل صوب في سماء تل تمار. “خلية نائمة لداعش تقوم بالمهاجمة”، قال جندي يدافع عن مدخل المستشفى. بعد بضع دقائق عاد الهدوء. في حاجز تفتيش على مدخل المدينة، يلقي شهود عيان القليل من الضوء عما حدث، عن سبب إطلاق النار. وحسب قولهم “أربعة – خمسة ملثمين طاردوا سيارة “تندر” فيها جنود أكراد، وعندما اكتشف هؤلاء أن هناك من يطاردهم أطلقوا ناراً تحذيراً. حاول المطاردون الهرب ولكنهم اعتقلوا أخيراً.

هل كانوا حقاً مقاتلين من داعش. هذا غير واضح. العدو محتال، والفوضى كبيرة في المنطقة وتعزز الذعر. الأحد، أعلن الأكراد بأن 800 شخص من أبناء وأقارب عائلات نشطاء داعش هربوا من معسكر يقع في شمال الرقة. وتقارير أخرى تحدثت عن حالات هرب أخرى وردت منذ بدء العملية التركية. حسب التقدير، 12 ألف مقاتل جهادي، منهم 3 آلاف أجنبي، محتجزون في سجون تقع في مناطق تحت سيطرة الأكراد. والجميع غير واثقين من مآل مصيرهم تحت الحكم الجديد. إن تداعيات التطورات الأخيرة تشغل الجميع، الأكراد والأتراك والسوريين والحكومات الأوروبية. لا توجد نهاية للأسئلة: هل سيسقط مقاتلو داعش الأوروبيون وأبناء عائلاتهم المحتجزون الآن في معسكرات وسجون كردستان السورية في أيدي نظام الأسد؟ إلى أين سوف يصل من ينجح في الهرب منهم؟ وهل ستشكل الفوضى أرضية خصبة تمكن هذه المنظمة الإرهابية من الاستيقاظ وتستجمع قواها مرة أخرى؟ هذه الأسئلة ستلاحق المنطقة، إضافة إلى المعاناة والخوف والغضب واليأس. يبدو المثل الكردي الذي يقول “لا يوجد لهم أصدقاء غير الجبال” غير صحيح أكثر مما هو الآن.


هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد