كيف لنتنياهو أن يتخطى لائحة الاتهام وشراك “أزرق أبيض”؟
لن أكون أول من قال بأن نتنياهو مُعد لكل مناورة من أجل رفع ظهره المضروب عشية اتخاذ قرار تقديم لائحة اتهام ضده. السياسي الذكي ينطلق من فرضية أن كل الذين يقفون أمامه هم لاعبون متوسطون ومتخاصمون فيما بينهم، لذلك هو الذي سيحدد خطة المعركة. لقد أنشأ كتلة الـ 25 من أجل قطع الطريق على إمكانية تشكيل حكومة بديلة، لكن مشكوك فيه إذا كان الـ 54 عضواً الآخرين في الكتلة قد عرفوا، رغم أنه أقسم لهم بأنه يخطط لإطلاق حملة انتخابية أخرى، هذا بدون أن يتم ضبطه كمسؤول عن ذلك.
الرئيس رؤوبين ريفلين رمى له كما يبدو حبل النجاة بواسطة تفسير جديد – الذي هو غير متعلق بالمجال الطبي بل بالمجال السياسي – لمفهوم عدم الأهلية. أدرك ريفلين أن أغلبية الجمهور لا تريد حملة انتخابية أخرى، لذلك حاول أن يستخرج من السفينة التي تغرق حِلاً هجيناً.
تبنى نتنياهو هذا الاقتراح لأن خصومه رفضوه، وعندها بدأ بتقديس اسم الرئيس بدون أي حرج. هذا هو الرئيس نفسه الذي شن نتنياهو الحرب ضد انتخابه ورفض أن يعيد له التفويض خوفاً من أن يحول إلى اليسار، وأن أعضاء كنيست ووزراء سخروا من كل تصريح ليبرالي له.
نتنياهو يريد انتخابات ليس لأنه على يقين أنها ستكون لصالحه وصالح حزبه وشعبه، بل لا يوجد ما يخسره، ويعرف أنه حتى إذا فازت أحزاب الوسط – يسار بعدد آخر من المقاعد، فإنها لن تكون قادرة على تشكيل حكومة من غير الليكود. من هنا هو مستعد للمراهنة على فشل نسبي، ولأن التأخير سيمنحه احتمال الوقوف أمام لائحة الاتهام وهو في منصب رئيس الحكومة. هذا هو السبب الوحيد للمناورات التي تستمر والتي يفرضها على حزبه وعلى جمهور الناخبين.
أعترف بأنني لم أشاهد خلال حياتي السياسية أعضاء كنيست يقفون وراء زعيم مشبوه بأعمال جنائية. هم يعرفون أنه لا توجد لنتنياهو مصلحة عندهم، مؤهلاتهم أو طموحهم في ترك بصماتهم السياسية، لكن كل تهديد من قبلهم يمكن أن يؤدي إلى انتخابات تمهيدية جديدة في الليكود، ستولي عليهم الملك المصاب مرة أخرى.
ومطلوب حملة انتخابات تجعل أعضاء الكنيست من الليكود يستيقظون ويتحررون من نموذج علاقات الأتباع والسيد التي تسود فيه.
ولكن في هذه الأثناء وإلى أن يحدث ذلك، يجب على “أزرق أبيض” أن ينطلق إلى معركة جماهيرية ويكشف خدع نتنياهو. الانتخابات التي تقترب بخطوات كبيرة تأتي نتيجة خطواته التي تناقض خطة سياسية منطقية تقضي بتشكيل حكومة مشتركة.
حقيقة أن نتنياهو وضع كتلة الـ 55 على كاهله، تمنع الحزب الذي فاز في الانتخابات من أن يجري مفاوضات مباشرة مع الحزب الثاني من حيث حجمه، حيث إنه من الطبيعي أن يبحث عن شركاء للحكومة ليس في أوساط مؤيدي نتنياهو. بني غانتس فاز باستقامة بهذا الامتياز بعد أن قاد حزباً جديداً للفوز في الانتخابات في أجواء ملبدة بالتحريض. حكومة وحدة ليست حلاً جيداً، لكنها الحل الوحيد للوضع السياسي المركب هذا. يمكن الافتراض أنه في كل اتفاق تناوب سيكون غانتس رئيس الحكومة الأول وممثل الليكود سيأتي خلفه، كما تم الاتفاق بين بيرس وشامير في 1984. الأوراق تدعم غانتس شريطة ألا يسمح لخصمه بأن يربع الدائرة السياسية، لأنه من يحاول إسقاط خصومه في الشرك ستكون نهايته السقوط فيه.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews