للقضاء على إيران: متى تدرك إسرائيل أن الوقت لا يسمح بـ “مناورات صبيانية”؟
خلافاً لما يبثه الجيش وبنيامين نتنياهو، فإن المعركة الأخيرة انتهت بفوز ردعي – نفسي لحزب الله. الحزب أطلق صواريخ “كورنت”، وإسرائيل ردت في الشمال مثلما ترد في الـ 14 سنة الأخيرة في الجنوب: قصف بدون هدف في مناطق مفتوحة. والطائرات المروحية التي جرى استدعاؤها امتنعت بشكل متعمد عن المس بمن أطلقوا الصواريخ. “الضربة الحاسمة” التي هدد بها نتنياهو كانت مرة أخرى ضربة زائفة، ومثلها كانت مناورة “التضليل الصبيانية”.
تسليم إسرائيل بإطلاق صواريخ كورنت مكن حزب الله و”أسياده” من التوصل إلى استنتاج بأن ضبط النفس الطويل في الجنوب يسري على الشمال أيضاً. أي أن مبادرة متى نطلق النار ومتى نوقفها ستكون في أيدي حزب الله، كما هي الآن موجودة في أيدي حماس. ما المدهش في إسراع نصر الله إلى الإعلان بـ “لم يعد لدينا خطوط حمراء”؟. من الواضح لحزب الله أنه لا يستطيع احتلال مناطق داخل إسرائيل والبقاء فيها، ولا يمكنه الوصول إلى محط نظره: القدس. بناء على ذلك، الهدف السامي من تسلحه بأكثر من 100 ألف صاروخ هو واحد ووحيد: القتل والتدمير. ليس هناك دولة في العالم موجودة تحت تهديد كهذا؛ لم تعد في العالم أي دولة غفت حكومتها وجيشها في نوبة الحراسة ومكنوا المنظمات الإرهابية في الجنوب، وخاصة في الشمال، من التزود بهذا القدر من الصواريخ.
بعد أن أصبح بالإمكان وضع هذا الرعب أمامنا منذ زمن، تذكر الجيش وأعلن بأنه مصمم على منع حزب الله من تسليح صواريخه بأجهزة توجيه دقيقة. وماذا بشأن مئات الصواريخ التي تم تزويدها بهذه الأجهزة؟ وماذا بشأن مئات آلاف الصواريخ “الغبية” القادرة حتى بدون توجيه دقيق، على زرع القتل والدمار غير المسبوق؟ لا توجد أي نوايا لإيران لإرسال جيشها من أجل احتلال إسرائيل. وإن كانت لديها هذه الرغبة، كما أعلنت في مرات كثيرة بشكل علني. “تدمير الدولة الصهيونية”، أي قتل أكبر عدد من اليهود.
وفي الوقت الذي ستطلق فيه طهران نفسها صواريخ نحونا، فلن تبقى قائمة، وزعماء إيران يعرفون ذلك. وطهران مرتدعة، لكن عندما يطلق مبعوثوها، مثل حزب الله، بأوامر بتمويل منها آلاف الصواريخ التي تهدف إلى تدمير إسرائيل، فإنها لا تخاف من تدمير طهران. ولكن طالما بقيت هذه هي سياسة إسرائيل، فستستمر إيران بتسليح حزب الله (وحماس والجهاد الإسلامي في غزة) استعداداً لليوم الذي ستعطي فيه الأوامر من أجل تحقيق هدفها.
من يعارض استخدام القوة لمنع تحقيق هذه المؤامرة الشيطانية بواسطة ضربة مضادة استباقية، فإنه يزيد عدد الضحايا، خصوصاً عندما يوقع مبعوثو إيران الضربة الأولى. نصر الله، ومثله يحيى السنوار، يتسلحون ويطورون الصواريخ وينتظرون الأمر من طهران وفي الوقت الذي تختاره طهران نفسها (لأننا دائماً سمحنا لهذه التنظيمات بأن تختار توقيت البدء، وكذلك توقيت النهاية للمعارك)، وسيسقط على رأسنا وابل الصواريخ الذي تستطيع فيه القبة الحديدية وحيتس اعتراض عدد منها فقط. صحيح أن عملاً مبادراً إليه لن ينجح في منع إطلاق رد مؤلم، لكن عندما تكون المبادرة بأيدينا فإننا سنقلص عدد الإصابات والإضرار بالأملاك بصورة كبيرة.
إن إعلاناً إسرائيلياً صادقاً وقاطعاً، بأن طهران ستدمر إذا ما أطلق من يتبعون أوامرها صواريخ القتل والدمار نحونا، سيجعل نظام آيات الله يكبحون مبعوثيهم. هذا هو التحدي الذي يقف أمام إسرائيل في اليوم التالي لتشكيل الحكومة القادمة.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews