يمكن تجميد الأجنة والبويضات والحيوانات المنوية لاستخدامها لاحقاً

جي بي سي نيوز :- قد ينتج عن بروتوكول عملية طفل الانابيب تكوين عدة أجنة سليمة في انابيب المختبر. وتشدد النصيحة الطبية على اختيار اثنين منها فقط، حتى يتم نقلهما وزرعهما في بطانة الرحم وفق توقيت مناسب لزيادة فرصة انغراس الجنين وحدوث الحمل. أما الاجنة الباقية، فيقترح على الزوجين تجميدها حتى يمكن استعمالها مستقبلا للحمل عبر تقنية طفل الانبوب.

وشرح د. حازم الرميح استشاري ورئيس قسم وحدة طب الخصوبة واطفال الانابيب في مستشفى دار الشفاء قائلا «تقنية التجميد، تشكل ثورة في طب الاخصاب.

حيث سمحت بتجميد الأجنة الزائدة من بروتوكول طفل الانابيب حتى تستخدم مستقبلا. وكفاءة تقنية التجميد عالية جدا بحيث انه عند فك تجميد الأجنة تصبح كأنها «طازجة. والدليل، هو تفوق نسب الحمل عند زرع الاجنة المجمدة مقارنة بتلك للحمل بالأجنة الطازجة (لم تجمد). اشارت الدراسات العالمية الى ان نسب نجاح الحمل بالأجنة الطازجة في افضل الحالات يتراوح ما بين %50 - %55. اما تلك للأجنة المجمدة فترتفع الى ما بين %55 - %60». مدة تجميد الأجنة يمكن تجميد الأجنة في جميع مراحل انقسامها (بدءا من اليوم الثالث). وتم وضع قوانين تحدد مدة التجميد الى 5 سنوات، ثم يمكن تجديدها بناء على طلب الزوجين وبشروط معينة.

وفعليا ونظريا يمكن تجميد الاجنة لفترة طويلة لحالات خاصة مثل الحالات التي اصيبت بالسرطان ومن خضعت للعلاج الكيميائي الذي افقدها كامل خصوبتها. توفر الوقت والجهد والمال بين د. حازم أن تجميد الأجنة يسهل حمل الزوجة مستقبلا.

وشرح قائلا «فاستخدامها مستقبلا للحمل عبر تقنية طفل الانبوب لن يتضمن دورة تحفيز المبيض وسحب بويضات وتخصيبها خارجيا بل زرع جنين (كان مجمدا) في الرحم فقط.

وبالإضافة الى توفير الوقت والجهد، فسيوفر المال ايضا على الزوجين. وللمقارنة، تكلفة الحمل عبر بروتوكول طفل الانبوب بالمعدل هي ألفا دينار كويتي، اما زرع الاجنة المجمدة في رحم الام فيكلف ثلاثمئة دينار كويتي فقط. وبالنسبة للمنظور الشرعي، فقد اباح الشرع هذا الاجراء شرط ان تكون البويضة من الزوجة والحيوان المنوي من الزوج مع استمرارية الزوجية بينهما».

استخراج المني استقبل مستشفى الجهراء أخيرا زائرا من بريطانيا، خبيرا في امراض الذكورة وعقم الرجال ليقوم بتدريب الكوادر الكويتية على عمليات ميكروسكوبية معقدة تهدف الى استخراج النطف (المني) من خصية مصابة بعقم دائم. وتم اجراء عدة عمليات في الكويت تكللت بالنجاح.

وشرح الدكتور قائلا «في السابق، كانت هذه الحالات تعتبر من ضمن الحالات الميؤوس من علاجها او استخراج حيوان منوي منها. بيد ان تطور التقنية الطبية سمح بابتكار طريقة جراحية تسهم في استخراج حيوانات منوية من النسيج المصنع لها وهو نسيج الخصية. حتى يتم بعد ذلك استخدامها في تخصيب بويضة الزوجة وزرع الاجنة في الرحم».

مَن ينصح بتجميد الحيوانات المنوية؟ ينصح كل من يتوقع انه سيفقد خصوبته مستقبلا بالخضوع لإجراء تجميد الحيوانات المنوية، مثل الشاب المصاب بسرطان الخصية وسيتم استئصالها او المصاب بالسرطان ويتطلب علاجه الخضوع للعلاج الكيميائي.

فهذه الحالات ستصاب بعقم دائم، بيد ان تجميد حيواناتها المنوية سيحافظ على خصوبتهم. حيث يمكنهم استخدام هذه الحيوانات المنوية لاحقا للحصول على الابناء عبر تقنية طفل الانبوب.

مَن تنصح بتجميد البويضة؟

● الشابات المصابات بالسرطان وسيخضعن للعلاج الكيميائي.

● السيدة العاملة التي تؤخر حملها الى ما بعد اكتمال مسيرتها المهنية. فتقوم بتجميد البويضات اثناء سن الشباب ثم تستخدمها للحمل بعد سن الاربعين. وهذا هو سبب ملاحظة حمل سيدات وصلن الى سن الخمسين عالميا.

فحوصات لبطانة الرحم بدأ أخيرا تطبيق فحوصات ثورية تهدف الى اكتشاف افضل موعد لزرع الاجنة في بطانة الرحم مما يزيد فرصة حدوث الحمل. وهي فحوصات مفيدة جدا لمن تكرر لديها فشل الحمل عبر تقنية طفل الانابيب، وهي:

- فحص بطانة الرحم الوراثية: تخضع عينة من بطانة الرحم للفحص الوراثي

-الجيني (فحص ما بين 200 - 250 جينا متخصصا). حتى يتم تحديد «نافذة الاخصاب» وهي أفضل موعد لنقل الجنين الى الرحم لرفع فرصة غرسه وثباته في بطانة الرحم وحدوث الحمل.

- فحص ميكروبات بطانة الرحم لاكتشاف تلك التي تعيق غرس الجنين وثباته في الرحم.

أبحاث تحاول فهم سر الصندوق الأسود وحول مستقبل الابحاث، قال الدكتور «تركز الابحاث حاليا على تحليل وفهم بطانة الرحم لمعرفة تركيبتها والمؤثرات التي تزيد من فرصة انغراس وثبات الجنين فيها.

فبطانة الرحم تمر يوميا وبشكل مستمر بعدة تغيرات لا يعرف سرها. مما يعلل تسمية الاطباء لها (الصندوق الاسود) ويأملون ان يتوصلوا الى اكتشاف الكود او مفتاح التحكم بها. فالتحكم في افرازات بطانة الرحم وطبيعتها، سيرفع فرصة حدوث الحمل لتصل الى %100».

هدف «طفل الأنابيب» الوصول إلى الحمل السيدات اللاتي يحملن عن طريق طفل الانابيب عادة ما تكون مشكلتهن هي فشل الوصول الى الحمل (أي حدوثه) وليس استمرارية الحمل.

لذا، فهدف تقنية طفل الانبوب هو تكوين جنين طبيعي ثم غرسه في بطانة الرحم وذلك لزيادة فرصة حدوث الحمل. أما استمرارية الحمل، فعادة ما لا يكون لدى الحامل مشكلات صحية تمنعه وليس لتقنية طفل الانابيب دخل فيها. أثناء الحمل تشير ابحاث عالمية الى تشابه نسبة حدوث التشوهات الخلقية والمرضية اثناء حمل طفل الانابيب كما في الحمل الطبيعي.

وعلق د. حارم موضحا «قبل نقل الاجنة الى رحم الام يتم فحصها جينيا لاختيار الطبيعية والخالية من الامراض الجينية ولكن لا يتم تغيير تركيبتها الوراثية او الفزيولوجية. بيد ان البويضة المخصبة التي تستمر في تشكيل الجنين داخل الرحم طوال فترة الحمل قد يحدث لها خلل لتسبب عيوبا حلقية، وهذه عملية لا يمكن السيطرة عليها طبيا».

البروتين والهرمون يؤثران في الخصوبة

نبه د. حازم الى ضرورة زيادة وعي مرتادي النوادي وممارسي رياضات بناء العضلات الى ضرر المنتجات الهرمونية ومشروبات البروتين. وشرح قائلا «بالنسبة للمنتجات الهرمونية التي من اشهرها هرمون النمو والانابوليك ستيرويد فهي تتركز في الخصية لتسبب خللا هرمونيا وضعفا في انتاج الحيوانات المنوية يستمر اثره لفترة طويلة جدا.

أما مشروبات البروتين والحبوب البروتينية فلا ينصح بها ايضا.

لان الابحاث اكدت أن تناول تركيز عال من بروتينات ذات مصدر حيواني يؤثر سلبا في الخصوبة. ويرجع ذلك الى إطعام الحيوانات عقاقير هرمونية بهدف زيادة وزنها وانتاجها للحليب والبيض.

لتتركز هذه الهرمونات في منتجاتها وتدخل الى اجسامنا لاحقا عند تناول اللحوم والبيض والحليب الحيواني (اي منتجات البروتين الحيوانية).

مما سيترتب عليه حدوث اضطراب في اتزان جهاز الرجل الهرموني وضعف في الخصوبة».

القبس الكويتي