قضية الجثث المجهولة تتفاعل: شيخ قبلي يتهم «حزب الله» العراقي بارتكاب مجزرة ودعوات لتحقيق دولي
اتفق خبير أمني وشيخ قبلي من أبناء جرف الصخر، على خطورة عدم الالتفات إلى قضية الجثث التي أثارت ضجة في وسائل الإعلام والأوساط السياسية العراقية، فيما دعا حقوقي، لجنة تقصي الحقائق في مجلس حقوق الإنسان، إلى التدخل الفوري.
الخبير هشام الهاشمي، قال لـ«القدس العربي» إن الواقع يؤكد أن «فصائل الحشد الشعبي التي تسيطر على منطقة جرف الصخر، منعت زيارة المنطقة لأي كان، بما فيهم جهات حكومية شيعية محايدة».
وبين أن اعتقاد أهالي المفقودين باحتجاز أبنائهم في سجون سرية في جرف الصخر مفهوم، انطلاقاً من «طبيعة الإجراءات التي اتخذتها تلك الفصائل بمنع الزيارات إلى المنطقة، ما أثار شكوك ذوي المفقودين».
ووفقا له، فإن «القيادات السياسية المساندة لفصائل الحشد الشعبي المسؤولة عن منطقة جرف الصخر، ومناطق شمال بابل، اعتبرت أن الجثث التي تم دفنها مؤخرا هي لمتوفين لأسباب جنائية، بينما ذهب آخرون إلى أنها جثث لإرهابيين»، وهو دفع القيادات السياسية والاجتماعية السنية إلى «إعطاء الأمر صبغة طائفية»، حسب قوله.
لكن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ذهب في اتجاه آخر مستندا، حسب الهاشمي إلى ركيزتين أساسيتين هما «الشهادات الخاصة من المؤسسة المتبرِعة بالدفن، ومن تقارير مفوضية حقوق الإنسان».
ورجح المصدر أن يلاقي «خطاب الحلبوسي صعوبة في إقناع البعض من القيادات السياسية السنية الذين ترتكز دعايتها السياسية على احتكار الحقيقة وعدم الثقة بالقيادات الشيعية، بل واعتقادهم أن هذه القيادات مسايرة تماما لتوجهات وسياسات فصائل الحشد الشعبي، والقنوات الإعلامية التابعة لهم والتي تهاجم كل من يتطرق إلى مسالة ضرورة تفتيش منطقة جرف الصخر وإعادة فتحها بعد سنوات من إغلاقها أمام الآخرين».
وأشار إلى أن «الحملات على الفصائل التي تسيطر على المنطقة، سوف تستمر من قبل القيادات السنية طالما ظلت الفصائل تغلق المنطقة واستمرار منع الجهات الحكومة من الدخول اليها وتفتيشها»، واستدرك «لكن الإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، كفيل بإيقاف تلك الحملات».
ويتفق الهاشمي مع رؤية رئيس مجلس النواب بضرورة «التوصل إلى اتفاق بين القيادات السنية والقيادات الشيعية بخصوص ملف مجهولي الهوية وملفات المغيبين يتضمن توقف السياسيين السنة عن تعميم التهم والابتعاد عن العبارات الطائفية في مقابل التشجيع على عودة الحياة الطبيعية في المناطق المغلقة في شمال بابل لمن استكمل ملف التدقيق الأمني بعد التأكد من سلامة موقفه، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين لدى الفصائل المسلحة وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة».
أحد زعماء القبائل في جرف الصخر، يقيم في أربيل، قال في السياق نفسه إن «ما يقال عنها جثثا مجهولة الهوية هي ليست كذلك، إنما معلومة لنا ومعلومة أيضا للحشد الشعبي، لكنهم يعتبرونها مجهولة الهوية لأنهم هم وحدهم المسؤولون عن إعدام أصحابها»، حسب تعبيره.
وتابع، رافضاً الكشف عن هويته، لـ»القدس العربي» «نعلم جيدا أن إصرار الحشد الشعبي على تسميتهم بالجثث مجهولة الهوية وتواطؤ حكومة بغداد معه، ومواصلة سياسة التعتيم الإعلامي وطمس الحقائق، إنما هو استباق لمنع بلوغ القضية مرحلة التدويل ومحاكمة قادة الحشد، بتهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية في المحاكم الدولية».
ووفق الزعيم القبلي، فإن «عدد الجثث يتجاوز ما أعلنته الحكومة المحلية في بابل وإنها تتعدى 230 جثة دُفنت مؤخرا ومعظمها عليها آثار تعذيب، وبينها جثث مقطعة وأيضا جثث حديثة ما يؤكد استمرار تلك الفصائل بتنفيذ الإعدامات ضد المخفيين قسرا».
وقال إننا «نمتلك ما يكفي من الأدلة والاثباتات على أن حزب الله العراقي ومن خلفه الحرس الثوري الإيراني، هو المسؤول المباشر عن هذه المجزرة المروعة ومجازر أخرى»، حسب قوله.
ووجه مناشدة للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة «للتدخل السريع ووقف المجازر التي يرتكبها حزب الله العراقي ضد أبناء مدينة جرف الصخر منذ احتلاله إياها»، حسب تعبيره.
إلى ذلك، قال مدير مركز «الرافدين الدولي لحقوق الإنسان» ومقره جنيف، راهب صالح، لـ«القدس العربي» إن «العدد الحقيقي لعدد الجثث التي تم العثور عليها هو362 جثة ومن بينهم نساء وأطفال حديثو الولادة، وليس كما ذكر بالإعلام أن أعدادهم 120 جثة».
وقال إن «أغلب الجثث تم تصفيتها حديثا بدليل أن معظمها غير متعفنة».
وأضاف أن «غالبية الجثث قبل تصفيتها من قبل الميليشيات التي سرقت منها الأعضاء البشرية المهمة»، مشيرا إلى أن «بعض الدوائر الطبية تخشى الإفصاح عن هذا الأمر خوفا من التصفية الجسدية من تلك العصابات النافذة».
وطبقا لصالح «يوجد في جرف الصخر الآن عشرات المقابر الجماعية لمعتقلين من العرب السُنة».
وطالب «لجنة تقصي الحقائق في مجلس حقوق الإنسان بالتدخل الفوري، والقوّات الأمريكية بإرسال فريق متخصص لتحري هذه السجون والجثث المجهولة التي دفنت سرا في منطقة الجرف المحرمة على السلطات الحكومية العراقية وأي جهة أمنية».
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews