رؤى وزينة وغريتا… فتيات يغيرن العالم؟
تتوالى الأخبار على مدار الساعة التي تحمل تفاصيل عن الحروب الدموية الجارية في العالم العربي، والمخاوف الكبيرة التي تنتاب شعوب العالم نتيجة ارتفاع موجات التطرف والكراهية والعنصرية التي أدت إلى تزايد الحكومات العنصرية واليمينية المتطرفة والشعبوية، وكذلك المخاطر التي تتهدد الكوكب بسبب احترار الغلاف الجوي والاستعمال الجائر للصناعات، وسباقات التسلح المرعبة.
تحضر في خضم هذا الجو المرعب مشاهد وأخبار أخرى تلهم البشر وتعطيهم دفعات من الإيمان بالخير العام والرغبة في مساعدة الآخرين وتملأهم بالطاقة الإيجابية والأمل بإمكان ولادة عالم جديد يخرج البشرية من هذا النفق المظلم الذي يبدو أنها تمر به.
من هذه الأخبار مبادرة تدعى «الرياضة من أجل فتيات فلسطين»، وهي مشروع يقوم بتنظيم فعاليات في المناطق المهمشة في قطاع غزة، وتشارك فيه فتيات أعمارهن بين 12 و15 عاما، وبذلك تجمع هذه المبادرة بين فوائد عديدة، من تقديم فضاء اجتماعي صحّي للإناث لا يكون فيه النضال الفلسطيني العام أهم من حق الفتاة العاديّ في التفتّح والوجود.
إحدى الفتيات، وهي بعمر 13 عاما، حسب تقرير صحافي، تعرضت لصدمة نفسية قاسية عندما توفي شقيقها ذو السبعة أعوام أمام عينيها جراء سقوط باب كارافان حديدي أقامته أسرتها بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل أسرتها في بيت حانون خلال العدوان على غزة عام 2014، ومن على صهوة دراجتها تقول الفتاة إنها تحلم بالسفر ودراسة الطيران وزيارة دول العالم لحمل رسالة شعبها المتطلع للحرية.
الخبر الثاني الذي يدفع للتفاؤل كان عن قيام سورية تدعى زينة الشركس بقطع بحر المانش من بريطانيا وصولا إلى كالي في فرنسا، وهي منطقة ينتظر فيها الكثير من اللاجئين الهاربين من حروب بلادهم إلى أوروبا، وقد أطلقت زينة اسم «السباحة من أجل الأمل» على رحلتها التي استغرقت قرابة 12 ساعة سباحة قطعت خلالها 34 كيلومترا، قائلة إنها أرادت أن تحمل الأمل لجميع اللاجئين ليتمكنوا يوما من اختيار الاتجاه الذي يريدون أخذه في الحياة.
جاءت زينة لبريطانيا قبل 6 سنوات لدراسة الدكتوراه وصارت أستاذة جامعية وكان بإمكانها أن تكتفي بنجاحها الشخصي لكنّ حركتها تعيد تذكيرنا مجددا بقدرتنا على تخطي حدودنا الشخصية عبر خطوات شجاعة ورمزية كبيرة تعطي الفرد المبادر قوة معنوية وتدفعه نحو الأعلى، فكما تريد رؤى المصري، الصبية الفلسطينية، الطيران، فإن السباحة السورية خرجت من البحر لتفكر بحملة لمساعدة الأطفال في مخيمات اللاجئين.
الخبر الثالث يتعلق بناشطة المناخ السويدية الشابة غريتا نونبرغ، التي قامت الأربعاء الماضي برحلة بحرية جريئة من مدينة بليموث البريطانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية على متن يخت سباق يسمى «ماليزيا» يقوده بحار ألماني وآخر من موناكو وذلك لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك وللمشاركة في احتجاجات خاصة بالمناخ في الفترة نفسها.
في ذلك اليخت الشراعي الذي يتزود بالطاقة عبر ألواح شمسية لا توجد دورات مياه والسرر ضيقة وستتناول غريتا وجبات نباتية محفوظة، وتحمل الفتاة بعض الكتب والألعاب الرقمية ودمية أرنب صغيرة، وتقول: إذا أدرك الناس أننا نعيش حالة طوارئ فسيبدأون الاهتمام بذلك وسيخلقون رأيا عاما دوليا ويتمكنون من الضغط على أصحاب السلطة.
ثلاث فتيات يواجهن الظلم ويوحدن العالم ضده.
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews