بعد مقتل مرافقيه بحادثة جبل لبنان.. هكذا علق الوزير

جي بي سي نيوز:- لم يستعد جبل لبنان نقاءه بعد ولا تزال أجواءه ملبّدة بدخان الحادث الأمني الذي شهدته منطقة قبرشمون في عاليه وأدت إلى مقتل مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وإصابة آخرين على خلفية احتجاجات على زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لمنطقة ذات غالبية درزية في جبل لبنان.

ووسط انتشار كثيف للجيش اللبناني في قرى عاليه في جبل لبنان بعد الغليان الذي ساد وانسحب إلى الشارع بقطع طرقات أساسية من قبل مناصري الحزب "الديموقراطي اللبناني" الذي ينتمي إليه الوزير الغريب، تمكّن الجيش الثلاثاء من توقيف شخصين يشتبه باشتراكهما في الحوادث في حين أُفيد أن الأمن العام اللبناني تسلّم 3 مطلوبين، وأن الجيش سيُسلم الموقوفين لديه إلى قوى الأمن الداخلي كون القضاء كلّف شعبة المعلومات بإجراء التحقيقات.

"مساعي التهدئة"
وتعليقاً على التوقيفات شدد الوزير صالح الغريب لـ"العربية.نت" على "أهمية العمل الصحيح للأجهزة الأمنية لكشف ملابسات الحادث وتوقيف المتورّطين وعدم تغطية أي أحد من قبل الفريق الآخر (الحزب التقدّمي الاشتراكي الذي يرأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط) وتسليم جميع المطلوبين".

ودخل على خطّ احتواء تداعيات أحداث قبرشمون مباشرة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، بتكليف من رئيس الحكومة. وتواصل اللواء ابراهيم مع وزير الخارجية جبران باسيل ومع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.

من جهته، شكر الغريب اللواء ابراهيم على جهوده، قائلاً "نحن نثق به، وهو وعد بتسليم جميع المطلوبين".

كما طالب الوزير صالح الغريب والحزب الديموقراطي اللبناني بدعم من تكتل "لبنان القوي" إحالة حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي وهو المجلس الذي ينظر في قضايا تهزّ الأمن العام، في حين يرفض الحزب "التقدمي الاشتراكي" ذلك، لأنها برأيه حادثة فردية وليست محاولة اغتيال.

" لا كلام قبل تسليم المطلوبين"
إلى ذلك، أوضح الغريب أنه مصر على إحالة القضية إلى المجلس العدلي وإلا سوف يكون لفريقه موقف آخر"، متحدّثاً عن مسعى من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري بتسليم جميع المطلوبين في الحادثة، ونحن ردّينا على هذا المسعى بأننا مستعدون للكلام بعد تسليم المطلوبين، مع العلم أننا لن نتراجع عن مطلبنا الأساسي بإحالة القضية إلى المجلس العدلي، لأن هناك محاولة اغتيال لوزير في الحكومة. فهل ستتحمّل الحكومة ومعها الدولة وأجهزتها ككل مسؤوليتها في هذا المجال؟"

كما أكد أن "الكرة في ملعب الحكومة والأجهزة الامنية والقضائية.

"لا نغطّي أحداً"
من جهته، اعتبر النائب عن الحزب التقدمي الاشتراكي فيصل الصايغ في تصريح لـ"العربية.نت" أن الحلول لتطويق الحادثة بدأت تأخذ مجراها على أمل أن تكون النيّات صافية والارادة سليمة"، وأكد "إننا كحزب اشتراكي لا نُغطّي أحداً ولا نُخبّئ مطلوباً للعدالة، ونحن متأكدون من براءة شبابنا من الحادثة".

كما شرح سبب معارضة الحزب تحويل الملف إلى المجلس العدلي قائلاً: "نرفض إحالة القضية إلى المجلس العدلي لأن لا مُبرر لذلك، والتحقيقات ستُظهر أن لا محاولة اغتيال لوزير كما يقولون".

حادثة الشويات
يذكر أن حادثة قبرشمون ليست الأولى بين الحزبين الدرزيين، إذ سبقها منذ سنة، وتحديداً في مايو/أيار العام الماضي حادثة دموية في منطقة الشويفات القريبة من بيروت قُتل نتيجتها مناصر للحزب التقدمي الاشتراكي برصاص مناصر للحزب "الديموقراطي اللبناني"، ولا يزال فاراً من وجه العدالة رغم مبادرة النائب جنبلاط بإسقاط الحق الشخصي والعائلي عن الجاني مقابل تسليمه للأجهزة الأمنية

وتابع الصايغ قائلاً "تعاطينا بكل إيجابية مع حادثة الشويفات، إذ سلّمنا مشتبها بهم من قبلنا تبيّن بعد أشهر أنهم أبرياء على عكس الحزب الديموقراطي اللبناني الذي لم يُسلّم القاتل حتى الآن". وأكد: "إننا نتصرّف في منطقة الجبل كـ"بيّ الصبي"، عنواننا الاستقرار والعيش المشترك".

تعطيل الحكومة بالثلث المعطّل!
وتفاعلت الحادثة على المستوى السياسي-الحكومي بتأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الثلاثاء إلى أجل غير مسمى أو إلى حين تنفيس الاحتقان على حد تعبير رئيسه سعد الحريري، فيما انعقدت في توقيت الجلسة الحكومية، أخرى مصغّرة في وزارة الخارجية جمعت وزراء تكتل "لبنان القوي" (11 وزيراً) الذي يرأسه رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل.

وقرأ مراقبون سياسيون هذا المؤشر السياسي بأنه تصعيد لا يبعث على الطمأنينة، ورسالة من باسيل إلى الرئيس الحريري بأنه قادر على تعطيل الحكومة، ساعة يشاء، طالما أنه يمتلك الثلث زائد واحد المعطّل، خصوصاً أن الرئيس الحريري ومعه 16 وزيراً انتظروا اكتمال النصاب لأكثر من ساعة.

رسالة سياسية متعمّدة
وتعليقاً على (تطيير) جلسة الحكومة اعتبر النائب فيصل الصايغ "أنه كان الأجدى بالوزير باسيل عدم "إحراج" الرئيس الحريري بتركه مع الوزراء ينتظرون في السراي الحكومي حتى مجيء وزراء تكتل "لبنان القوي" ورفع الجلسة. فكان يُمكنه الاستعاضة عن ذلك بـ"إخراج دبلوماسي" بإبلاغ الرئيس الحريري قبل موعد الجلسة بأربع وعشرين ساعة بأنهم لن يحضروا الجلسة".

كما اعتبر "ما حصل رسالة سياسية مقصودة من قبل الوزير باسيل الذي كان عليه ألا يُحرج الرئيس الحريري الشريك الأساسي في التسوية الرئاسية القائمة منذ انطلاق العهد".

خلوة إيجابية بين الحريري وجنبلاط
وعلى هامش مناسبة تعزية في دار الطائفة الدرزية، عُقدت الثلاثاء خلوة بين الرئيس الحريري وجنبلاط تخللها عرض لآخر المستجدات والأوضاع العامة.

ووفق المعلومات فإن أجواء اللقاء كانت إيجابية وهناك توافق في الرأي حول كيفية التعاطي مع حادثة قبرشمون.