Date : 20,04,2024, Time : 05:15:14 AM
3937 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 04 شوال 1440هـ - 08 يونيو 2019م 10:16 م

الحلف الجديد: الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل… ضد إيران

الحلف الجديد: الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل… ضد إيران
هآرتس

«العالم يتابع هذه المذبحة، ما هدفها، ما الذي ستحققونه منها، توقفوا». غرد الرئيس ترامب في «تويتر» وكأنه نشيط في حركة لحقوق الإنسان أو مراقب محايد ومحبط، وليس كزعيم يقف على رأس الدولة العظمى الأقوى في العالم. بمفهوم «مذبحة» قصد ترامب الهجمات السورية والروسية التي تتزايد على محافظة حلب في سوريا التي قتل فيها مؤخراً على الأقل 232 شخصاً من بينهم 60 طفلاً والمئات أصيبوا. عشرات العيادات الطبية والمستشفيات تم محوها من فوق الأرض، مئات المنازل دمرت وأكثر من 3 آلاف شخص هربوا في شهر أيار.
بمفاهيم سورية، هذه معركة محلية أخرى. عدد الضحايا يتم ابتلاعه في المعطى المخيف لمجمل القتلى في الحرب في سوريا منذ اندلاع المواجهات قبل ثماني سنوات. ولكن المعركة على إدلب التي يعيش فيها نحو 3 ملايين شخص تطورت إلى مواجهة دولية تشارك فيها روسيا وتركيا إلى جانب سوريا. هذا هو معقل المتمردين الأخير الذي تعتبر السيطرة عليه حيوية بالنسبة لبشار الأسد من أجل استكمال سيطرته على الدولة. وقد بقيت جيوب للمعارضة حتى الآن في حماة وجنوب سوريا، لكن أساس قوة المتمردين، 50 ألف مقاتل مسلح تقريباً ينتمون لعشرات المليشيات، والأكبر منها حفيدة جبهة النصرة الإسلامية، هو التحدي الأهم والأقسى.
المعركة الكبرى التي خططت على إدلب قبل سنة لم تبدأ في الحقيقة حتى الآن. قوات الجيش السوري سيطرت مؤخراً على 12 قرية في المحافظة، الطائرات الروسية تهاجم بشكل مكثف، لكن هذه هي رصاصات البداية التي هدفها الضغط على المتمردين وعلى تركيا لإنهاء الصراع من خلال المفاوضات، بحيث توفر القتل الكبير المتوقع. تركيا وروسيا وافقتا في أيلول 2018 على أن تعمل تركيا من أجل ذهاب المتمردين المسلحين وتطهير المنطقة من السلاح الثقيل، وبذلك تؤدي إلى انتقال المحافظة إلى سيطرة الأسد، أو على الأقل تتحول فعلياً على منطقة قليلة العنف كنوع منطقة أمنية بإشراف تركيا وروسيا. تركيا فشلت في مهمتها، وحتى الآن لم تنجح في إقناع المتمردين بإلقاء السلاح. وإذا استمرت المعارك فإنها تخشى من موجة جديدة وكبيرة من اللاجئين الذين سيهربون إليها وينضمون إلى 3.5 مليون لاجئ موجودين فيها الآن. كلما استمرت المعركة على إدلب تتأخر العملية السياسية التي تسعى روسيا إلى تطبيقها في سوريا، والتي تشمل صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات واستقرار النظام وبداية إعمار الدولة.

التحرر من العقوبات الأمريكية

ولكن روسيا لا تنوي الاكتفاء بإعادة السيطرة في سوريا للأسد. هي تعتبر سوريا رافعة لتعميق وجودها في الشرق الأوسط كجزء من عملية شاملة أكثر تشمل العلاقات مع السعودية واتحاد الإمارات، وتحالف اقتصادي ومساعدة عسكرية لمصر، والتحرر من العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت عليها بعد الحرب في أوكرانيا، وتعزيز مكانتها في العالم. طموح روسيا هذا يتنافس ويصطدم مع طموح إيران التي تعتبر سوريا معقلاً استراتيجياً يحافظ على نفوذها في لبنان، بل وبؤرة إقليمية ستفيدها كقوة موازية ضد طموحات خصمتها السعودية، وستفتح أمامها الطريق إلى البحر المتوسط واستكمال محور التحالفات التي تقيمها مع العراق وتركيا.
هذا المسار الإيراني هو التهديد الاستراتيجي الذي تخشيانه إسرائيل وأمريكا، بل إن روسيا أيضاً تعمل على إحباط تطوره. الإشارات الأولى على ذلك هي المواجهات المحلية الأخيرة بين مليشيات تؤيد إيران وتعمل في سوريا وبين مليشيات تحظى برعاية روسيا.
المثال الأخير هو المواجهات التي جرت في آذار في مدينة بوكمال على حدود العراق بين مليشيات «المخابرات الجوية» السورية ومليشيات تؤيد إيران على السيطرة على أحد الحواجز وتوزيع الغنائم وجباية الأموال من الشاحنات التي تمر فيه. يبدو أن الحديث يدور عن أحداث محلية، لكن روسيا تدرب وتسلح مليشيات محلية عن طريق شركات روسية خاصة، المقاتلون يرتدون الزي العسكري الروسي ويستخدمون السلاح الروسي. روس أمرت الأسد بإقالة ضباط وجنود يؤيدون إيران من الجيش وعلى رأس وحدات الجيش السوري يقف ضباط روسي. التدخل الروسي المفصل هذا يضع الأسد في مسار تصادمي مع شقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة 4 الذي يفضل التعاون الإيراني على التعاون الروسي، ولكن يبدو أنه حتى الآن يوافق على إملاءات شقيقه الرئيس.

إيران نفسها تلقت صفعتين مؤلمتين من روسيا. الأولى، عندما رفضت روسيا طلب بيعها أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس400. والثانية أنها تواصل السماح لإسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا. المتحدث بلسان الكرملين أعلن أنه «يجب التعامل بحذر مع التقارير المشوهة بهذا الشأن». ولكن محللين في معاهد أبحاث روسية أوضحوا للمراسلين بأن روسيا تعتبر بيع صواريخ اس400 لإيران «تهديداً على الاستقرار في المنطقة».

إيران تفسر قرار روسيا كرسالة حسبها لن تقف روسيا إلى جانبها إذا ما هاجمتها الولايات المتحدة أو إسرائيل. وأكثر من ذلك، هناك مصلحة لروسيا في إبقاء إيران معزولة. لهذا التقدير شركاء في الغرب يعتقدون أن دعم روسيا لقرار إيران تقليل التزامها بالاتفاق النووي ينبع من الرغبة في الحفاظ على التوتر بين إيران وأمريكا كجزء من لعبتها الاستراتيجية. بعد يومين من إعلان إيران لرؤساء الدول الموقعة على الاتفاق النووي عن قرارها، أعلن وزير الخارجية الروسي، سرجيه لافروف، بأن «هذه الخطوة غير مستوعبة». ولكن بعد بضعة أيام التقى وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، وفي مؤتمر صحافي أعلن بأن «قرار إيران مبرر» وأن «الولايات المتحدة هي التي دفعت إيران لاتخاذ هذه الخطوة».
مؤخراً، عندما تحدث ترامب مرة أخرى عن الرغبة في إجراء مفاوضات مع إيران بدون شروط مسبقة، رفضت إيران الرسالة في حين صمتت روسيا. إن رفع العقوبات عن إيران ليس هو طموح موسكو، لأسباب اقتصادية أيضاً. روسيا تتابع بقلق نوايا الدول الأوروبية لتنويع مصادر النفط من خلال شراء النفط الإيراني عند دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ. الخطة في حينه كانت مد أنبوب نفط من إيران عبر تركيا ومن ثم إلى أوروبا، الذي جزء منه قائم فعلياً، لكن في هذه الأثناء أكملت روسيا وتركيا مد أنبوب الغاز بينهما، وبذلك نجحتا في منافسة إيران. إذا تم رفع العقوبات وعادت إيران لتكون لاعبة في سوق النفط، فإن روسيا يمكن أن تفقد شريحة من السوق الأوروبية، وقد تفقد أيضاً رافعة التأثير التي تمنحها إياها كونها المزودة الرئيسية للنفط لأوروبا.

العرض الجديد

المصالح المشتركة بين إسرائيل وروسيا وأمريكا في موضوع إيران هي التي أوجدت فكرة عقد قمة المستشارين للأمن القومي التي تعقد في الشهر الحالي في إسرائيل. حسب التقديرات غير المؤكدة، روسيا تطمح إلى اعتراف أمريكا بنظام الأسد ورفع العقوبات عن سوريا، وفي المقابل تعمل روسيا على سحب القوات الإيرانية من سوريا. هذا اللقاء الاستثنائي لمجرد عقده في إسرائيل للمرة الأولى والذي بحث فيه مستشارو الأمن القومي الثلاثة، مئير بن شباط وجون بولتون ونيكولاي بترشوف، التطورات الإقليمية كشركاء متساوين وليس حول مواضيع ثنائية.
هذه القمة حتى لو لم تثمر نتائج فورية، إلا أنها توضح لإيران ودول المنطقة بأن محور روسيا ـ أمريكا ـ إسرائيل هو العرض الجديد والرسمي الذي يمكنه تحديد خارطة الطريق الجديدة في الشرق الاوسط. ولكن التطلع إلى نتائج عسكرية وسياسية فورية يمكن أن يتبين كأمنية فقط. وزير خارجية روسيا أوضح أن توقع إمكانية صد روسيا لقوة إيران في سوريا هو أمر «غير منطقي».
روسيا لن تفي أيضاً بوعدها بإبعاد القوات الإيرانية إلى أبعد من 80 كم عن حدود إسرائيل في هضبة الجولان. ومدى قدرتها على جعل إيران تنسحب الآن هو أمر مشكوك فيه. قبل نصف سنة تقريباً نشر براك ربيد في القناة 13 خبراً يقول إن بترشوف قدم لزميله بن شباط وثيقة غير رسمية تشمل عرضاً روسياً لانسحاب القوات الإيرانية من سوريا مقابل عدم فرض عقوبات على إيران. إسرائيل رفضت في حينه العرض والعقوبات الأمريكية فرضت بالكامل. إذا قررت الولايات المتحدة تخفيف أو إلغاء العقوبات فستفعل ذلك مقابل مفاوضات جديدة مع إيران واتفاق جديد يحل محل الاتفاق النووي، ولن تكتفي بانسحاب إيران من سوريا. خيار آخر هو الضغط على الأسد من أجل طرد القوات الإيرانية التي قام باستدعائها، وإيران ستجد صعوبة في البقاء في سوريا إذا طلب منها الخروج. الثمن الذي يمكن أن يطلبه الأسد لن يكون ضئيلاً. اعتراف أمريكا بنظامه وتعهد إسرائيل بعدم مهاجمة سوريا بعد خروج القوات الإيرانية وتعهد السعودية بتقديم المساعدة من أجل الإعمار الداخلي والجبهة الداخلية الاستراتيجية التي ستوفرها له روسيا، أكبر مما تستطيع إيران أن تقدمه له. مشكلة الأسد هي أنه إذا وافق على طلب طرد القوات الإيرانية سيجد صعوبة في الشرح لإيران لماذا يقوم بإبعاد قواتها دون القوات الروسية. وسيضطر الأسد إلى الاعتماد على أمريكا وإسرائيل وروسيا، التي في أكثر من مناسبة أوضحت بأن مصالحها في سوريا غير متعلقة بنظام هذا الشخص أو ذاك، أي أن الأسد بالنسبة لها يمكن أن يذهب.
إيران في المقابل أيدته طوال الفترة ومنحته خطوط اعتماد ومساعدة بمبلغ 6 ـ 8 ملايين دولار ووجدت هناك من أجله حتى قبل الحرب. الأسد غير مضطر بعد إلى اتخاذ قرار من سيختار. الحرب لم تنته ولا يوجد أي إغراء أمريكي معروف. ولكن لحظة حسمه تقترب.

هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد