دوري المدارس والسيدات..رسالة قطرية مهمة

جميل جدا، اهتمام المسؤولين القطريين بالرياضة المدرسية والنسائية .. لأن هذا الاهتمام يعكس رؤية متحضرة ومستنيرة .. فالاهتمام بالرياضة المدرسية يصب في مصلحة الرياضة عموما لأن تلاميذ المدارس في مراحل التعليم المختلفة يمثلون القاعدة الأساسية للرياضة.. وعندما تنهض الرياضة في المدارس فلاشك ستنهض الرياضة القطرية عموما.

انطلقت أمس الأول، بطولة دوري المدارس، وهى البطولة التي يرعاها اتحاد كرة القدم القطري، واتحاد الرياضة المدرسية والمجلس الأعلى للتعليم .. وهى بطولة قد يراها البعض بطولة ترفيهية للتلاميذ لكسر حدة الملل من الاستغراق في الدروس والاستذكار والمناهج الدراسية التي ترهق التلاميذ وأولياء الأمور.. لكنني أراها بجانب ذلك، بطولة مهمة لاكتشاف المواهب الكروية.. لذلك لابد من الخبراء والكشافين ومدربي الأندية أن يهتموا بمتابعة المباريات لأنه من المؤكد سيكتشفون بعض المواهب وضمها لفرق الناشئين بالأندية.

وإذا كان اتحاد الرياضة المدرسية قد ركز على دوري كرة القدم لجذب التلاميذ وحثهم على ممارسة الرياضة، فإن ذلك يعتبر خطوة مهمة يجب أن تتبعها خطوات أخرى بإقامة بطولات في مختلف اللعبات حتى تتسع قاعدة الممارسين للرياضة.. ونعد أجيالا قوية من الشباب الواعد صحيح البدن والعقل لأن العقل السليم في الجسم السليم.

وتنطلق بعد أيام قليلة، مباريات دوري كرة القدم النسائي.. وهذا الدوري يرسل أكثر من رسالة للداخل والخارج.. فهو يؤكد أن المجتمع القطري برغم تدينه، ليس مجتمعا مغلقا.. فهو يهتم بالمرأة التي بدأت تحصل على فرصتها وتعبر عن نفسها في كثير من مجالات العمل والأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.

وهذا الدوري النسائي الذي يقام للموسم الثالث على التوالي، يؤكد أن لجنة الرياضة النسائية برئاسة أحلام سالم المانع تسير في الطريق الصحيح.. لكنني أطالبها بالتعاون مع اتحاد الرياضة المدرسية والتنسيق من أجل الاهتمام بكل الرياضات خاصة، وإقامة العديد من البطولات في مختلف اللعبات، خاصة وأن الفتاة القطرية مستعدة لممارسة كل أنواع الرياضة وبعضهن متميزات في الكثير من الرياضات، وحققن العديد من البطولات على المستوى المحلي والخليجي والعربي والأسيوي.

إن الاهتمام بالرياضة النسائية لاشك يمنح المرأة القطرية المزيد من الثقة في الوقوف جنبا إلى جنب بجانب الرجل.. فلا غنى عن دور المرأة ليس في المنزل وتربية الأبناء، ولكن في بناء المجتمع والدولة العصرية الحديثة.. والشعوب المتقدمة في الرياضة من المؤكد أنه ستتقدم في كل شيء.

( الشرق 26/12/2013 )