سلاح حماس الجديد ضد القبة الحديدية: حوامة قصف
تحدٍ جديد لإسرائيل في المواجهة مع حماس: طورت المنظمة حوامة تحمل صاروخاً ذا رأس متفجر ضد الدبابات. في الجولة القتالية الأخيرة، التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي، حاولت حماس تدمير مركبة عسكرية مأهولة من خلال صاروخ كهذا ألقي من حوامة. وكان الصاروخ مزوداً برأس متفجر يحاول التغلب على أنواع المدرعات التي لدى إسرائيل.
حتى الآن لم يكن معروفاً استخدام عملياتي لحماس لحوامة مجهزة بصاروخ. وحتى في الحالة التي حاولت فيها الحوامة مهاجمة مركبة عسكرية مأهولة فشلت، ولكن معقول الافتراض بأن حماس ستستخلص الدروس والتطوير سيستمر. في الماضي علم عن تطويرات في قطاع غزة عنيت بإلقاء قنابل يدوية من حوامات، ولكن التطوير الجديد يدل على تقدم في تطور صناعات السلاح لدى حماس. فالحوامة المسلحة هي في واقع الأمر نسخ مفهوم للأداة الطائرة غير المأهولة المسلحة بالصواريخ التي تستخدمها جيوش ومنظمات إرهابية مثل داعش وحزب الله. غير أنه بدلاً من تعريض حياة الإنسان للخطر، تستخدم أجهزة غير مأهولة قادرة على إلقاء سلاح من الجو فيما يتم التحكم بها بأمان من بعيد. مع الاختلاف عن الأدوات الطائرة غير المأهولة باهظة الثمن، فإن الحوامات متوفرة للشراء في الشبكة كمنتج زهيد الثمن.
إن الحوامة المزودة بالصاروخ تستهدف المس ببطاريات القبة الحديدية والمس والاختراق لمركبات مدرعة عبر القسم العلوي الأقل تحصيناً لهذه الآليات. الرأس المتفجر مزدوج. يدور الحديث عن ما يسمى في اللغة المهنية «عبوة ترند»: أي عبوة واحدة تشغل الدرع المتفاعل الذي يفترض أن يعطل من خلال الانفجار اختراق الرأس المتفجر. وعندها تشغل عبوة ثانية تخترق الدرع دون عراقيل.
صواريخ من هذا النوع تركب على قذائف مضادات الدروع من إنتاج الكتلة السوفياتية سابقاً، «آر.بي.جي 29». في جولة العنف «حديقة مغلقة» استخدمت حماس الحوامات أيضاً كي تجمع المعلومات عن تحركات قوات الجيش، وأغلب الظن لتوجيه نار قذائف الهاون نحو الأهداف داخل أراضي إسرائيل. منذ أكثر من سنة والجيش الإسرائيلي يتابع التجارب التي تنفذها حماس على الحوامات. في عدة حالات ألقت الحوامات عبوات في غلاف غزة، وفي إحدى الحالات ألقت حوامة عبوة كانت مربوطة بمظلة هبطت في داخل كيبوتس في غلاف غزة.
تصبح الحوامة باضطراد إحدى الأسلحة التي تعدها حماس لعصر ما بعد إقامة الحائط التحت أرضي والفوقي حول قطاع غزة، الذي يفترض به أن يخصي القدرات التحت أرضية لحماس. فاستخدام مكثف بمئات الحوامات التي تلقي مواد متفجرة أو تستخدم كحوامات انتحارية، من شأنها أن تصبح سلاحاً إشكالياً في كل مواجهة مستقبلية مع القطاع. ويركز سلاح الجو منذ بضعة أشهر على جهد تكنولوجي وعملياتي في التصدي للكتلة المتزايدة من أدوات الطائرة غير المأهولة التي تطل من قطاع غزة. وقبل بضعة أسابيع نشرت صورة أحد حراس رئيس الوزراء يحمل نوعاً من البندقية التي وصفت كوسيلة تستهدف التشويش على عمل الحوامات.
يدور الحديث عن منظومة صينية تم تطويرها للتشويش على اتصال الحوامة مع الأرض، ما يؤدي إلى إسقاطها. معقول الافتراض بأن الوسائل المتطورة اليوم في سلاح الجو تعطي جواباً أوسع من الحوامات التي ستستخدم في آن واحد.
منذ أكثر من أربع سنوات وحماس تستثمر في تطوير أدوات طائرة غير مأهولة وتكييف الحوامات المدنية لأغراض عسكرية. في 15 كانون الأول 2016 صفي في تونس المهندس محمد الزواري، الذي اعتبر من يقف خلف تطوير فرع الطائرات غير المأهولة في حماس. في نيسان 2018 صفي في ماليزيا مهندس حماس فادي البطش الذي عني بتطوير طائرات غير مأهولة لحماس في غزة. وكان اختصاصه هو الاتصال المشفر بين المشغل للطائرة غير المأهولة، سواء كانت هذه أداة طائرة أم حوامة.
أساس الحوامات تأتي إلى قطاع غزة بالتهريب عبر المعابر. ويوم الأربعاء الماضي فقط بلغ منسق أعمال الحكومة في المناطق عن إمساك 172 رزمة بلدية من أصل 250 كيس نقل من إسرائيل إلى قطاع غزة عبر معبر ايرز وضم عتاداً عسكرياً تحت غطاء مدني. ومن البضائع التي تم تهريبها كانت حوامات أيضاً. ومعظم هذا العتاد كان طلب على الإنترنت من مواقع تجارية مثل «علي بابا».
لقد تم تشخيص محاولات لتهريب الحوامات بحجوم متزايدة منذ العام 2016، حين أمسكت 80 حوامة كاملة إلى جانب 51 قطعة حوامات. إلى جانب الحوامات التي أمسكت هناك عشرات بل وربما مئات لم تمسك منذئذ. إلى جانب تطوير الحوامات توجد في غزة تطويرات بسلاح يستهدف المس بأدوات الإبحار والأدوات الطائرة.
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews