بادي.. ذراع المتطرفين بليبيا يلوّح بالانقلاب على الوفاق
جي بي سي نيوز:- في الوقت الذي يسعى فيه رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى انتزاع حشد دولي لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس والتصدّي لتقدم قوات الجيش الليبي، لا يبدو صلاح بادي زعيم مليشيات "لواء الصمود" المحسوبة على التيار المتطرف في ليبيا، مستعدّا لسحب أسلحته الثقيلة من المواقع الاستراتيجية بالعاصمة والعودة إلى مدينة مصراتة.
هذا ما كشفه القيادي في لواء الصمود أحمد بن عمران، في تصريحات قبل يومين لوكالة نوفا الإيطالية، أكد فيها "أن كتيبتهم غير معنية بأي اتفاق لوقف إطلاق النار في طرابلس بين السراج وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ولن ترضى بأي اتفاقات بينهما"، مضيفاً أن تحالفهم مع قوات حكومة الوفاق هو "تحالف مؤقت، الهدف منه صدّ هجوم قوات الجيش الليبي على العاصمة طرابلس"، لافتا إلى أنّ "قتالهم ضد الجيش هو جهاد لن يتوقف حتى النصر" ،وفقا لـ "العربية"
*"القرار ليس في يد السراج"
وفي قراءة لموقف بادي، رأى الباحث السياسي الليبي كمال الشريف أن هذا الموقف يدّل على أن "السراج ليس هو صاحب القرار في المسائل المصيرية لمستقبل ليبيا، مثل وقف العمليات العسكرية، وأن الميليشيات هي التي تتحكم في ذلك".
كما اعتبر أن موقف بادي يكشف "التناقض في الرؤى والمصالح بين حكومة الوفاق والتشكيلات المسلحة التي تقاتل في صفوفها".
*عين بادي على السلطة
إلى ذلك، رأى الشريف أن إصرار صلاح بادي على مواصلة القتال في العاصمة طرابلس وعدم الخضوع لأي قرار لوقف إطلاق النار، يشير إلى أن لحاقه بساحات المعارك في العاصمة طرابلس لن "يكون الغرض منه صدّ تقدم قوات الجيش الليبي وعرقلة تطهير العاصمة من الإرهاب فقط، وإنما يبدو أنه يطمح إلى أن يكون جزءا من السلطة بعد سنوات من التهميش".
وأوضح المتحدث نفسه في هذا الجانب، أن "معركة طرابلس تمثل فرصة مناسبة لميليشيات لواء الصمود التي يقودها بادي ومختلف الكتائب المسلحة التي دفعت بها مدينة مصراتة لدعم قوات حكومة الوفاق، للانقضاض على العاصمة طرابلس والثأر من الميليشيات التي طردتها منها منذ 2014"، ولذلك فهو لا يستبعد أن تقوم بـ"الانقلاب على حكومة الوفاق في أي لحظة، من أجل الوصول لهذا الهدف".
وسبق أن ظهر بادي المدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأممية، بتهمة تقويض الاستقرار في ليبيا، نهاية الشهر الماضي، في مقطع مصوّر من داخل محاور القتال، وهو يحرض قواته على مزيد من القتال، من أجل انتزاع الحكم والصعود للسلطة، قائلا "أنتم من يقاتل اليوم، وتدافعون عن البلاد، ويجب أن تكونوا قادتها يوما، لأن البلد تحتاج للمخلصين من أمثالكم، أما من يجلسون في الخارج، ويدعون تمثيلكم، هم مجرد أوباش أوصلونا لهذه المرحلة".
وتجدر الإشارة إلى أن صلاح بادي، هو أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي أحرقت مطار طرابلس الدولي عام 2014، وتسبّبت في توقفه عن العمل، قد شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس في السنوات الأخيرة، آخرها التي وقعت في صيف 2018، وأسفرت عن مقتل 120 شخصا أغلبهم من المدنيين.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews