العرب في إسرائيل… ثلاثة سيناريوهات لليوم التالي
قد تذكّر انتخابات العام 2019 مستقبلاً بالرؤية الذاتية للمواطنين العرب كقوة سياسية يجب أخذها في الحسبان، أو على الأقل في الحملات الانتخابية التي تجري كل أربع سنوات. أجل، بدون علاقة، إذا كنا من بين الـ 50 في المئة الذين قرروا التصويت أو من بين الـ 50 في المئة الذين امتنعوا عن المشاركة في اللعبة الديمقراطية، فإن صوتنا سمع هذه المرة، ويبدو أن جملة الشعارات «لسنا في جيب أحد» ستدوي كثيراً، بالأساس في أوساط الذين يتبجحون باستبدال حزب السلطة في المستقبل.
بصورة شخصية، أحد الأمور التي أغضبتني كان أقوال الهراء والجهل والوقاحة لمن هم تحت غطاء «محللين» هاجموا المواطنين العرب على قرارهم استخدام الأداة الديمقراطية وإسماع صوتهم حتى ولو برفض المشاركة في التصويت كأمر لا مناص منه. في هذه الأثناء، كان يبدو أن المحللين يقولون للمواطنين العرب: كيف تتجرأون على تخريب التوازن التاريخي في الخارطة الحزبية وأن تقولوا لنا إنه مسموح لكم اختراق الخطوط في اللعبة التي هي ليست لكم؟!. هذه المرة، المواطنون العرب قالوا إنهم لم يعودوا مستعدين أكثر، سواء بالامتناع أو بالمشاركة في الانتخابات. قبل أن نغوص في السيناريوهات المحتملة، من المهم التوضيح في وضع مثالي فإن الحدث التأسيسي هذا يمكن أن يحث المواطنين العرب على المشاركة بجموعهم في الانتخابات القادمة على أمل أنهم سينجحون في البناء على الإنجاز الذي سجل في صالحهم. وربما حتى محاولة ترجمة قوتهم العددية إلى قوة انتخابية وتأثير على تشكيل الحكومة وسياستها. ولكن لأن الوضع ليس هكذا، يمكن أن نزيل هذا السيناريو عن الطاولة.
ما يدفعنا إلى السيناريوهات الأكثر واقعية لليوم التالي في أوساط المواطنين العرب، سيناريوهات من شأنها أن تتواجد معاً بصورة تراكمية و/ أو كل واحد على حدة. السيناريو الأول هو الذي ستزيد فيه نسبة الممتنعين بشكل كبير في الانتخابات القادمة. وفي أعقاب ذلك أيضاً البحث عن بدائل للتمثيل السياسي والاجتماعي والمدني خارج جدران الكنيست، سواء عن طريق إعادة إحياء و/ أو تأسيس منظمات تمثيلية أخرى إلى جانب نشاط منظم أكثر لمشاركة يهودية وعربية مناهضة للصهيونية. هؤلاء سيعبرون عن الاحتجاج والاشمئزاز من القضاء اليميني العنصري الفاشي الذي (تغذ الدولة الخطى إليه). السيناريو الثاني هو الذي فيه حكومة إسرائيل الجديدة القديمة ستواصل حملة إضعاف مؤسسات السلطة، خاصة أجهزة تطبيق القانون والقضاء. هذه، إلى جانب حملات التخويف، ونزع الشرعية والشيطنة ضد المواطنين العرب وممثليهم المنتخبين، وسيؤدي في نهاية المطاف إلى عزل إسرائيل أكثر فأكثر في الساحة الدولية وتعاظم المنحى المضاد لإسرائيل في أرجاء العالم، بسبب ما سيعتبر عاملاً يضعضع الاستقرار في الدول الأخرى.
السيناريو الثالث هو الذي فيه قادة رأي فلسطينيين (في المناطق، في البلاد وفي الخارج) سيبادرون إلى خطوة أحادية الجانب في الساحة الدولية. خطوة ستأتي في أعقاب غياب خيار التقسيم إلى دولتين بالفعل. وكنتيجة لسياسة حكومات إسرائيل للسيطرة الواقعية والقانونية على المناطق المحتلة في 1967. وهذه ستقود إلى اعتراف بكل المناطق التي تقوم عليها إسرائيل مع المناطق المحتلة كدولة واحدة لشعبين. هذا الحل صحيح أنه لم يكن مدعوماً حتى الآن بقرارات الأمم المتحدة التي تتجاهلها إسرائيل دائما ولكن مع تغير الظروف والمناخ الدولي فمن شأنه أن يكون الحل الواقعي الوحيد لإنهاء النزاع.
عن السيناريو الرابع سأتنازل، لأنني ما زلت أؤمن بأن الإنسان في أساسه جيد ومنطقي، وأنه بتفكير خارج الصندوق يمكن أن نفهم بأنه في الوقت الذي تصل فيه الشعوب المثقفة إلى إنجازات مثيرة في كل مجالات الحياة، فإن صراعاتنا هنا بنظرة إلى الخلف، يمكن أن تظهر بائسة ومؤلمة وبالأساس زائدة.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews