نتنياهو ومفاوضاته الائتلافية… حرب من أجل الحكم والحرية الشخصية
لا يمكن لي إلا البدء بكلمة طيبة لغانتس وثلاثة شركائه في قيادة أزرق أبيض. فقد جاء من اللامكان، تسلق من الأسفل، عمل وفقاً لخطة، وقع ونهض، تلقى الضربات ولوحق وشهر به، عن حق وعن غير حق، ولكنه بقي على قدميه. لديه فرص طيبة لإنهاء هذه الانتخابات كالحزب الأكبر في إسرائيل. حزب تأسس قبل شهرين إلى هذا الحد أو ذاك من لا شيء ومن العدم. حزب وقوده الأساسية كان خلف بديل لبنيامين نتنياهو. وبالفعل هذا البديل حي يرزق اليوم. مصيره النهائي لم يتقرر بعد. ولكنه هنا.
من خلف غانتس وقف يئير لبيد وغابي أشكنازي وموشيه بوغي يعلون. من خلف بنيامين نتنياهو وقف دونالد ترامب، وفلاديمير بوتين، وتلال المال وكميات لا نهاية لها من الأحابيل الكاذبة والمناورات القذرة. في نهاية اليوم، قدر أكبر من الإسرائيليين صوتوا لبني غانتس ويئير لبيد. هذا الإنجاز ليس أقل من مذهل. بعد أن قلنا كل هذا، فإنه إذا لم يؤدِ إلى تشكيل الحكومة فإنه سيبقى على الورق. من الصعب التصديق بأن تكون لغانتس فرصة ثانية.
وفقاً للعينات، لا توجد أي إمكانية لأن نقرر من سيكون رئيس الوزراء التالي لإسرائيل. كل شيء، بما في ذلك كل شيء، مفتوح تماماً. ولا يفترض بالتوتر أن يتبدد حتى وصول آخر المغلفات المزدوجة للجنود. كما أن مسألة الكتل لا يفترض أن تحل حتى اللحظة الأخيرة. الأسئلة الدراماتيكية هي: هل الموحدة ـ التجمع ستدخل أم لا؟ هل بينيت ـ شكيد سيدخلان أم لا؟
ماذا سيكون مصير افيغدور ليبرمان؟ وهل فايجلين سيصبح فايكلين؟ كل واحد من هذه الأسئلة ستكون هي الحاسمة، وكل واحد من شأنه أن يحسم مصير الصراع بأسره.
اثنان يمسكان بالمفاتيح: افيغدور ليبرمان وموشيه كحلون. ليبرمان، كعادته، لغز وغموض، يتمتع بكل لحظة. الرجل لم يعلن أمس بأنه سيوصي بنتنياهو. وكما أعرفه، اليوم سيخرج في إجازة إلى موندوفيا.
في الاتصالات الهادئة التي دارت في الأسابيع الأخيرة تعلم رجال أزرق أبيض بأن هناك فرصة طيبة ألا يوصي ليبرمان بنتنياهو لدى ريفلين. ويبدو أنه قرر أن هذه ستكون ولايته الأخيرة. بطنه على نتنياهو مليئة ومحشورة.
من جهة أخرى، يمكن لليبرمان أن ينقلب في كل لحظة. هو سيقرر. ليس مجدياً لغانتس أن يعول عليه، ولكنه سيكون خطيراً لنتنياهو هناك. ليبرمان هو السياسي الذي أُبّن ودفن في العدد الأكبر من المرات في السياسة الإسرائيلية للعصر الجديد، بعد شمعون بيرس فقط. وصحيح حتى يوم أمس، ليس واضحاً بعد ماذا سيكون مصيره.
الاسم الثاني هو موشيه كحلون. كي لا يفقد مقاعد من اليمين، أعلن كحلون أثناء الحملة: «لا يوجد ما يدعوني ألا أوصي بنتنياهو». هذا لا يعني أن اليوم أو غداً لا يمكنه أن يجد سبباً كهذا. كحلون، مثل ليبرمان، يتحدث غير قليل مع الغانتسيين في الأسابيع الأخيرة. هو الآخر يسحب بطناً على نتنياهو. هو الآخر سيحتاج لأن يتخذ قراراً.
لقد حطم نتنياهو اليمين إلى شظايا. ولم يأخذ أسرى. حربه ليست على الحكم فقط، بل على الحرية الشخصية والحياة نفسها. يوم مجد بيبي يمكن أن يصبح مصيبته، لأنه إذا بقي بينيت وفايغلين في الخارج، يحتمل أن يبقى هو أيضاً في الخارج. من جهة أخرى، سيكون له العرب دوماً. في 2015 لوح بهم في اليوم الأخير فدفع بمؤيديه إلى صناديق الاقتراع. في 2019 هم أنفسهم لم يندفعوا وبقوا في بيوتهم. إذا أبقي العرب الموحدة ـ التجمع خارج الكنيست، فسيكون هذا الهدف الذاتي الأكثر فخراً الذي سجلوه هنا في أي وقت مضى.
شيء آخر مؤكد: نتنياهو لن يصل إلى مفاوضات ائتلافية، إذا ما كلف بالفعل بتشكيلها، من موقع قوة. لا يمكنه أن يملي على شركائه قانوناً فرنسياً أو قانون حصانة. لن يكون له ائتلاف فساد/لائحة اتهام. عليه أن يصلي الآن بأن يدخل بينيت إلى الكنيست على أصوات الجنود ويأمل ألا تتطلع آييلت شكيد وهو إلى الانتقام لدرجة عدم التوصية لدى ريفلين أو حتى التوصية الذاتية. فبعد أن صرخت «السيدة» عليهما عشية الانتخابات في بلفور، يحتمل أن تكون المعدة الفولاذية في هذا الثنائي هي الأخرى وصلت إلى حد الاستنفاد.
في دولة طبيعية، كانت ستقوم في الأسبوع القادم حكومة وحدة. إسرائيل ليست دولة طبيعية. بنيامين نتنياهو مشبوه بمظاهر فساد ثقيلة، بل واليد لا تزال ممدودة: ملف الأسهم يمكن أن ينمو إلى لائحة اتهام رابعة.
كل الأطراف مكبلة بتصريحاتهم في الحملة، ومن الصعب جداً أن نرى غانتس يجلس مع بيبي، بمعنى، بيبي يجلس مع غانتس في التداول. من جهة أخرى، سبق أن رأينا هنا أموراً أصعب. وكما أسلفنا: كل شيء مفتوح تماماً.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews