Date : 25,04,2024, Time : 01:07:27 AM
2403 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 13 رجب 1440هـ - 20 مارس 2019م 01:50 ص

ما الذي جنته حماس بعد قمعها المحتجين في قطاع غزة؟

ما الذي جنته حماس بعد قمعها المحتجين في قطاع غزة؟
هآرتس

في هذه الأثناء يبدو أن التخويف فعل فعله. سلطة حماس في غزة نجحت في قمع الاحتجاج، ولكن القمع الفوري والعنيف نجح في أن يضعضع أيضاً من يميلون إلى تأييد حماس في نزاعها مع السلطة الفلسطينية، أو أن يروا في قيادة رام الله القيادة المسؤولة الأساسية ـ بعد إسرائيل. بالطبع ـ عن الضائقة الفظيعة لسكان القطاع.
ادعاء حماس بأن المظاهرات تم ترتيبها وقيادتها ودعمها من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة وفتح، لم يجد له تصديقاً. حماس أثبتت في الأسبوع الماضي إلى أي مستوى هي تخاف من الانتقاد الشعبي الذي في البداية لم يكن بالضرورة سياسياً بصورة مباشرة. هناك ميل للتصديق بأن قيادة حماس أكثر إصغاء للجمهور من قيادة فتح. وقد أعطيت لها الفرصة لتبرير هذا الاعتقاد وأن تربح نقاطاً في أوساط من ليسوا مؤيدين أيديولوجياً، ولكن هذه الفرصة تمت إضاعتها.
من بين المراسلين الذين 23 من بينهم اعتقلوا، وأمس لا يزال ثلاثة منهم في المعتقل، نشرت دعوة لمقاطعة مسيرات العودة في يوم الجمعة القادم وعدم الكتابة عنها، في أعقاب قمع الاحتجاج. «هذا سيكون اختبار حركة الشباب»، قالت إحدى سكان القطاع للصحيفة، «إذا لم يشاركوا في المظاهرة وأبقوها فقط لرجال حماس، هذه ستكون طريقة أخرى لإظهار قوتهم وقوة الاحتجاج».
رغم الثمن الباهظ الذي دفع من حياة الناس وصحتهم وأداء الجهاز الصحي، إن مسيرات العودة اعتبرت نشاطات تعطي معنى للسكان المسجونين في القطاع، واعتبرت أيضاً إنجازاً سياسياً لحماس لقيادة احتجاج يصل إلى أذان كل العالم. الاستعداد لمقاطعتها ـ حتى لو كان الأمر يتعلق بأقوال فقط ـ يدل على أن حماس لا يمكنها أن تبني إلى الأبد على احتكارها كقائدة لمقاومة الاحتلال.
أثبتت حماس أنها متمسكة بموقفها كحزب حاكم في غزة، مثل حركة فتح التي تتمسك بموقفها كحزب حاكم في الضفة الغربية. بالضبط مثلما نظمت السلطة الفلسطينية مظاهرات تأييد مصطنعة لمحمود عباس، هكذا فعلت حماس مؤخراً في غزة في الوقت الذي تمنع فيه المظاهرات الأصلية. في يوم الأحد استغلت العملية في مفترق أريئيل من أجل إخراج مؤيديها إلى الشوارع، الأمر الذي تمنعه عن معارضيها وتسمح به لرجالها.
حركة الشباب التي بادرت إلى المظاهرات وعدت في يوم الأحد أنها تنوي تجديدها ولكن هذا لم يحدث. مع ذلك فإن من تحدثت معهم لديهم انطباع بأنهم لا يخافون من التحدث علناً عما حدث ومشاركة آخرين في الإبلاغ عن ذلك. في الأفلام القصيرة القليلة التي نشرت كان يمكن رؤية كيف أن رجال أمن حماس ضربوا المتظاهرين، رغم مصادرة الهواتف المحمولة للمراسلين وآخرين. هذه الأفلام تذكر بنوع الأفلام التي صورت في المظاهرات في إيران، مثلاً، بالهواتف التي خبئت تحت الملابس أو خلف الستائر.
عدد المعتقلين الشامل وعدد المعتقلين الذين أطلق سراحهم غير معروف. ومشكوك فيه أن ينجح أحد ما في إحصائها. أيضاً غير معروف عدد المعتقلين الذين ما زالوا في الاعتقال لدى الشرطة. وحتى مساء أمس، فإن الحديث عن التعذيب في المعتقل هو الأكثر تخويفاً. في التقارير يتم ذكر مشاركين ثابتين في مسيرات العودة في أيام الجمعة الذين اعتقلوا وعذبوا، لكن بقي فحص إلى أي درجة هذه التقارير صحيحة.

دعوة لمقاطعة مسيرات العودة وتنظيمات تطلب منها الاعتذار

عندما لا يكون المراسلون أحراراً ولا يتجرأون على التحقيق في الأحداث مثلما حدث، تبرز أهمية منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية التي تعمل في القطاع، وخاصة الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان (التي تعمل كأمينة للمظالم للسلطة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع في غزة) والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان. هذه المنظمات تنتقد في الوقت الحالي حكم السلطة الفلسطينية وتوثق بصورة يومية الخروقات الإسرائيلية للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
في أيام الحروب والهجمات العسكرية الإسرائيلية، خاطر الباحثون الميدانيون لهذه المنظمات بحياتهم وسجلوا شهادات ووثقوا الأحداث القاسية جداً. بعد وقت قصير من التفريق العنيف لمظاهرات يوم الخميس نشرت هذه المنظمات تقارير وإدانات بالعربية والإنجليزية. وقد وفرت للمنظمات الموازية في رام الله معلومات جارية وأرسلت رجالها لمواصلة جمع الشهادات.
هنا أظهرت أجهزة أمن حماس الخوف من نشر الحقائق. رجال شرطتها هاجموا شخصيتين كبيرتين في الهيئة الفلسطينية المستقلة، مدير الفرع في غزة: جميل سرحان» والمحامي بكر تركماني، الاثنان كانا في إطار عملهما يوم الجمعة في منزل صحافي في دير البلح. وهناك جرت أشد المظاهرات قوة. رجال شرطة حماس صادروا هواتفهما المحمولة وأخرجوهما من البيت. عندما كانا في الاعتقال لدى الشرطة وحتى عندما عرفت هويتهما، انهال عليهما رجال شرطة آخرون وضربوهما إلى أن نزفا. سرحان ما زال يعاني من ضربة في رأسه.
هذا لم يتوقف هنا؛ أربعة باحثين من ثلاث منظمات لحقوق الإنسان (المركز والميزان والضمير) اعتقلوا يوم السبت أثناء قيامهم بجمع الشهادات وأخذوا للتحقيق. عندما ذهب محامي المركز الفلسطيني إلى الشرطة لفحص سبب اعتقالهم تم اعتقاله أيضاً. الخمسة أطلق سراحهم بعد بضع ساعات. هذه المنظمات أثبتت في السابق أنه لا يمكن تخويفها. هكذا من ناحية حماس أيضاً فإن محاولة تخويفهم هي عمل غبي.
يبدو أن القمع أعاد هذا الأسبوع ولو لفترة قصيرة الحاجز النفسي والأيديولوجي الذي فصل في الثمانينيات بين تنظيمات م.ت.ف الوطنية والتنظيمات الإسلامية في مرحلة ما قبل حماس. منظمات عليا لـ «التنظيمات الوطنية والإسلامية» اجتمعت يوم الجمعة وطلبت من حماس الاعتذار أمام الجمهور وإطلاق سراح المعتقلين. حماس وفتح منذ فترة ترفضان الجلوس معاً في هذه اللقاءات، أو في معظمها. والتنظيم يكون عديم الجدوى.
مع ذلك، أهمية التنظيم الأعلى هو في أنه يقابل في أوقات الأزمة كبار المندوبين للأحزاب والحركات حتى لو لم تكن جميعها. هذه التنظيمات تحاول الحفاظ على تبادل الآراء وتهدئة النفوس عند الحاجة. في اللقاء هذه المرة حضرت كل التنظيمات الوطنية باستثناء حماس والجهاد الإسلامي. غياب الأخير هام. في فترة توتر سابقة بين حماس وفتح، حافظ هذا التنظيم الصغير على الحياد وكان شريكاً في الجهود الخارجية للمصالحة بين الطرفين. هذه المرة يمكن تفسير غيابه عن اللقاء كإظهار الدعم لحماس التي تقمع أو الارتباط بالتنظيم الديني الكبير.
من بين الموقعين على الدعوة لحماس بالاعتذار يمكن أن نجد أيضاً الجبهة الشعبية القريبة جداً من حماس في كل ما يتعلق بانتقادها لاتفاق أوسلو والسلطة الفلسطينية. رغم أن الجبهة الشعبية تقلصت وليس لديها زعماء ونشطاء بارزون مثلما كان لها في السابق، إلا أنها ما زالت تحظى بهالة الماضي، لهذا فإن لموقفها الواضح رمزية. وحتى لو خاف المتظاهرون من العودة للتظاهر لفترة طويلة، فإن سلطة حماس تلقت ضربة قوية على أيديها هي نفسها.

هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد