Date : 19,04,2024, Time : 08:40:03 PM
3730 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 13 رجب 1440هـ - 20 مارس 2019م 01:47 ص

الجزائر: الحيلة في ترك الحيل

الجزائر: الحيلة في ترك الحيل
محمد كريشان

عندما يقول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن ما عرضه على شعبه من إجراءات بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية هو «المخرج الحسن الذي أدعوكم جميعا إليه لكي نجنب الجزائر المحن والصراعات وهدر الطاقات» فذلك يعني أن الرجل لا يرى، في رسالته الأخيرة لشعبه أول أمس، من حل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد سوى ما اقترحه من ندوة وطنية ينبثق عنها دستور جديد يعرض على استفتاء شعبي ويقود لانتخابات رئاسية تفرز رئيسا جديدا يسلمه السلطة.
وبغض النظر عن «الرسائل» هذه كوسيلة تواصل بين رئيس وشعبه، والذي لا أحد قادرا على الجزم فعلا أن بوتفليقة هو من كتبها حقا أو أملاها في ظل وضعه الصحي الذي يعرفه الجميع، فإن التعامل مع ما رفضه الشعب في مظاهرات عارمة في كل البلاد بطريقة أن ما أقدمه إليكم هو «المخرج الحسن» وما عداه ليس مقبولا، لأنه سيقود البلاد إلى «المحن والصراعات وهدر الطاقات»، تعامل سيؤدي في النهاية إلى مزيد من توتير الأجواء في البلاد لأنه سيبدو استفزازا صريحا لكل هؤلاء الذين خرجوا ضد بوتفليقة والنظام السياسي الذي يرعاه عبر القول لهم «ليس لدينا إلا هذا»!!
يزيد من منسوب الاستفزاز هذا الإشارات المبهمة التي يطلقها بين الفينة والأخرى الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش. إنها حمّالة أوجه فـتـُــفهم على أوجه مختلفة ومتناقضة من الوقوف مع مطالب الشعب في التغيير إلى إمكانية إستلام السلطة، الله أعلم بانقلاب أم بتسليم من الرئيس نفسه. ربما الايجابي في مجمل تصريحات قايد صالح حرصه على سرعة إيجاد حل للأزمة الراهنة، رغم أنه هو شخصيا ومجمل طبقة العسكريين الكبار المتنفذين ما هم إلا جزء من المشكلة ومن الصعب أن يتحولوا إلى جزء من الحل.

الملفت في آخر كلمة لقايد صالح الإثنين أيضًا تأكيده على ضرورة حل الأزمة الحالية في البلاد «في أقرب الآجال» ما يعني مبدئيا ضرورة الإسراع في ذلك وهو أمر لا تتيحه حسب المعارضين خارطة الطريق التي اقترحها بوتفليقة، وبالتالي قد يفهم من كلام قائد الأركان أن لديه تصورا معينا لتحرك أكثر حسما. أمر قد لا يطمئن كثيرا إذا كانت سرعة التحرك هذه هي ما يفكر فيه عادة القادة العسكريون في أوقات الأزمات «التي نؤمن أشدّ الإيمان بأنها تتطلب التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت»، كما يقول رئيس الأركان.

المعضلة الحالية في الجزائر هي صعوبة، إن لم يكن استحالة، التوفيق بين منطق المتظاهرين الشباب ومنطق السلطة الهرمة، الأوائل لم يعودوا قادرين على تحمل كل الطبقة السياسية الراهنة من مدنيين وعسكريين رسميين وغيرهم ممن نخرهم الفساد وحماهم الاستبداد، فيما تعتقد السلطة أنها استجابت لمطالب التغيير لكنها تريدها مدروسة ونتيجة حوار وطني واسع.
هذا التمشي للسلطة الجزائرية وصفته صحيفة «الوطن» الناطقة بالفرنسية بأنه «لعبة خطيرة» وبأن هذه السلطة عوض تقديم ضمانات ذي مصداقية للتحول السياسي الشامل في البلاد تعمد إلى «مناورات» لإجهاضه إلى حد وصف الدور الذي يقوم به الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي صديق بوتفليقة بأنه «مشبوه»، علما وأن الابراهيمي، التي تقول الصحف الجزائرية إنه ينشط هذه الأيام في اللقاء بعديد الشخصيات ووجوه المجتمع المدني، اعتبر انه «لا يوجد مخرج للأزمة» لأن ما يجري في الشارع «يثير الحماسة والتشجيع» الا أنه من جهة أخرى «لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل طويلا».
المشكلة الأخرى التي أوقعت السلطات الجزائرية في أزمة حقيقية هي أنها بعد استقالة أحمد أويحيى لم تجد من يعوضه سوى وجوه غير قادرة على إدخال أي نفس جديد أو تغيير أي مزاج ساخط، ولهذا نظر إلى رئيس الحكومة الجديد ونائبه على أنه مجرد «بيدق بآخر في حين أن المطلوب هو رحيل كل هؤلاء البيادق جميعا» وفق تعبير شاب غاضب على إحدى الشاشات العربية التي اقتحم بثها المباشر مع مراسلتها في شوارع العاصمة الجزائرية.
لا شيء يدعو إلى الخوف الآن على حراك الجزائر الراقي والمتحضر أكثر من إيصاله إلى أنه لا أمل يرجو من التحرك الشعبي السلمي الواسع لأن هؤلاء الذين يتحكمون في مفاصل الدولة ومقدراتها ليسوا جاهزين بعد للاعتراف بهزيمتهم والانسحاب الكامل من المشهد. هذا الانسحاب هو الذي بدأ البعض يخوف منه على أساس أن خروج بوتفليقة وجماعته تعني سقوطا للدولة الجزائرية بحكم الفراغ الذي سيتركونه، في حين أن الصورة لا يمكن أن تكون بالضرورة بهذا الشكل طالما كانت هناك نية صادقة في التغيير بعيدا عن الطرق الملتوية التي تريد تمديد الوضع القائم بمسميات جديدة.
الحيلة في ترك الحيل… وبالإمكان إيجاد مخرج سياسي وحتى دستوري لقلب صفحة الحكم الحالي بعيدا عن أي هزات قاتلة وكلما سارعت السلطات في ذلك كان أسلم للبلاد ولها أيضا.

القدس العربي 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد