الاغتيال والاعتقال.. تكتيك إيران لضرب خصومها بالعراق
جي بي سي نيوز :- تزامن موعد اغتيال الكاتب والروائي العراقي، الدكتور علاء مشذوب، الذي انتقد السياسة الإيرانية في منشوراته، واعتقال زعيم ميليشيات أبو الفضل العباس، أوس الخفاجي، من قبل أمن الحشد ليلة الخميس، وهو ما يثير الشكوك بضلوع إيران في هاتين العمليتين، وبدء تنفيذ سياسة إيرانية جديدة لتصفية الخصوم والرافضين لنفوذها في العراق.
هذه السياسة كشفت عنها مصادر قريبة من ميليشيات الحشد الشعبي قبل أشهر، وبيّنت أن إيران مستعدة لتصفية المخالفين لنظامها حتى لو كان جسدياً، مشيرة إلى أن ذلك تم بأوامر مباشرة من قاسم سليماني قائد ما يسمى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك من خلال نشر فرق اغتيالات بالعراق من أجل إسكات خصومه ومنتقدي نفوذه، وتهيئة الأجواء لتنفيذ أجندة طهران في المنطقة.
رفض تدخل إيران
ويشار إلى أن الليلة التي سبقت اعتقال أوس الخفاجي، شهدت تصريح الأخير في حديث لإحدى المحطات التلفزيونية المحلية، عن رفضه تدخلات إيران في السياسة العراقية، وهو ما تجسد في زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الشهر الماضي، عددا من شيوخ ووجهاء عشائر الجنوب ووسط العراق.
وأضاف الخفاجي أن رفض التواجد الأجنبي على الأراضي العراقية ينطبق على إيران، رافضاً حديث ظريف عن بقاء إيران في العراق.
كما توعد الخفاجي في مقطع فيديو قتلة الروائي العراقي الدكتور علاء مشذوب بالقصاص.
حرق بغداد
وفي هذا السياق، حذّر النائب السابق وزعيم حزب الأمة العراقي مثال الآلوسي، من تصاعد عمليات الاغتيال من قبل فرق الاغتيالات التابعة لطهران ضد مناوئيها.
وأوضح أن إيران لا تود خسارة العراق، وأنها مستعدة لحرق بغداد من خلال إصدار أوامر إلى الميليشيات في العراق بالتحرك والقيام باغتيالات وأعمال عنف وغيرها، لعدم فسح المجال أمام الولايات المتحدة لإقامة معسكرات وقواعد لتدريب القوات الأمنية، وهو ما تعتبره طهران خطراً على مصالحها التوسعية في المنطقة.
مكاتب للحشد "الوهمي"
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث العراقي، رعد هاشم، في حديث لـ"العربية.نت"، أن أحد أبرز أسباب اعتقال أشخاص مثل أوس الخفاجي، هو استجابة حتمية من الحكومة العراقية لمطالب المجتمع الدولي بتحجيم الفصائل المسلحة والعناصر المنفلتة التي تتبع لها، والعمل على حصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف هاشم أنه رغم خطوات حكومة بغداد البطيئة إلا أنها صحيحة وتكشف عن العناصر المدسوسة والطارئة التي تدعي انتماءها للحشد وتعمل تحت واجهته، وهي بالأصل ليست مسجلة فيه رسمياً.
متى يشمل القانون الجميع؟
وتساءل هاشم عن مصير العشرات من الفصائل التي تنتشر في بغداد ومحافظات البصرة وديالى، حسب ما جاء في اعتراف رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، ونواب برلمانيين أكثر من مرة.
وذكر أن الحكومة في حاجة إلى خطوات لاحقة أكثر جدية لإثبات حقيقة موقف العراق الخالي من السلاح والعصابات المنفلتة أمام المجتمع الدولي، مردفاً بأنه يجب أن يشمل التحرك القادم جميع الفصائل المسلحة، وإحالتها إلى القضاء جراء ما ارتكبته من انتهاكات، ليكونوا عبرة لغيرهم من المتجاوزين، مع تسليم سلاحهم إلى الدولة.
كما حذر هاشم من محاولات البعض دمج عناصر هذه الفصائل المنفلتة بالأجهزة الأمنية الحكومية، مبيناً أنها غير مهيأة وغير مأمونة، ويمكن أن تنقل العدوى والأداء السلبي الذي خلفته وتوارثته إلى تلك الأجهزة.
وعن اتخاذ الحكومة خطوات مماثلة، لم يستبعد الباحث العراقي أن تعتقل الحكومة العراقية كلا من أبو خميني والبطاط وأبو عزرائيل ومقدم هاشم وغيرهم من أصحاب المسميات التي شاع انتشارها في ظل ظروف فوضى السلاح واستغلال فتوى السيستاني بمقاتلة داعش عام 2014.
حشد من درجة ثانية
يذكر أن القيادي في تيار الصدر، أمير الكناني، كان قد كشف عن تعامل قيادة الحشد الشعبي مع قوات سرايا السلام التابعة لزعيم التيار مقتدى الصدر، على أنهم حشد من الدرجة الثانية، لأنهم لا يخضعون لقرارات إيران التي يعلن عنها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني,وفق العربية .
ويشار إلى وجود خلاف كان قد نشب بين آمر فرقة العباس القتالية، ميثم الزيدي، الذي يتبع أوامر المرجع الشيعي علي السيستاني، وبين قادة الحشد الشعبي، لرفضه اتباع أوامر الحكومة الإيرانية بتنفيذ خططها في العراق، خاصة بعد دخولها في المعترك السياسي من خلال المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في مايو /أيار من العام الماضي.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews