دائرة مغلقة
هذا ما نعرفه ونحفظه عن ظهر قلب بالنسبة لكيفية معالجة مشكلاتنا وأزماتنا، ولذلك لا عجب ولا غرابة مطلقاً إذا دارت الأيام وعدنا إلى المربع الأول مرة أخرى لنواجه أزمة جديدة بنفس التفاصيل والملابسات، والمسألة ليست مجرد حلم تحول إلى كابوس أو هدف أخفقنا في تحقيقه بالنسبة إلى بطولة كأس آسيا، فالثقافة التي تحكمنا لم تتغير سواء في الأسباب التي تنتج الأزمة أو في البدائل التي نلجأ إليها للخروج منها. وها هي المهاترات إياها تعود أمام أعيننا ما بين أطراف المسؤولية، وكل طرف يلقي باللائمة على الآخر لتبرئة نفسه، وكأن التاريخ يعيد نفسه علينا، ونحن مسلوبو الإرادة في تغيير أي شيء من تفاصيله المكرورة. فنحن بالفعل لم نستفد شيئاً من تجاربنا الماضية، وكل المواقف التي نراها والكلام الذي نقرأه ونسمعه يتم في الوقت الضائع، ولا طائل من ورائه سوى «التنفيس» وتفريغ شحنات الغضب والحزن والأسى.
إنها «دائرة مغلقة» ندور فيها بلا حول ولا قوة، ومع تكرار الأزمات التي من هذا النوع.. يجب أن نعترف بأن آليات الرقابة والمحاسبة من خلال مؤسسات الحركة الرياضية في قطاعيها الأهلي والحكومي معطلة ومغيّبة، وقد جربنا وخبرنا ذلك في مناسبات كثيرة، كما أن الرهان على الجمعيات العمومية للاتحادات رهان خاسر في كل المناسبات، ابتداء بالانتخابات وانتهاء بمثل هذه الأزمات، وسبق أن كتبت في هذه الزاوية أن الإعلام كان وما زال الجهة الرقابية الفعّالة «الوحيدة» من خلال تأثير ومرجعية الرأي العام، لكنه دور بلا سلطة حقيقية على أرض الواقع، ولذا تنتهي كل إفرازاته «على فشوش».
والدور المعطل للإعلام، أشبه ما يكون بإشارات المرور التي يمر بها سائق حافلة كبيرة لتحذره من السقوط أو الاصطدام فيقرأها دون أن يحفل بمعناها مرة واثنتين وثلاثاً على طول الطريق، إلى أن يسقط أو يصطدم بما تم التحذير منه!.. والأمر وفق هذا المثال يقتضي مراجعة السائق وأهليته وثقافته وإجراءات حصوله على رخصة القيادة، قبل أن نتحسر على ضحايا الحادث أو الخسائر، لا سيما أننا في كل مرة نستبدل فيها السائق والحافلة، نستقدمهما من نفس مدرسة القيادة ونفس الوكالة!
العجلة ستدور من جديد بدورينا، ومعه وبه سنتلهى وننسى ونبلع كل أسباب حسرتنا، وهذا ما يريده كل المتورطين في أزمتنا الجديدة، ولكن هل هذا حقاً هو ما نريده لأنفسنا من الرياضة بوجه عام، ومن كرة القدم ومنتخبها على وجه الخصوص؟
الخليج الإماراتية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews