قانون جديد يشترط المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية
في يوم الجمعة دخل إلى حيز التنفيذ في الولايات المتحدة قانون «توضيح النشاطات ضد الإرهاب». يدور الحديث عن قانون بادر إليه أصدقاء إسرائيل في الكونغرس، وأساسه ـ إجبار السلطة الفلسطينية وم.ت.ف على احترام أحكام أمريكية في موضوع تعويضات لمواطني الولايات المتحدة الذين أصيبوا في عمليات إرهابية فلسطينية كشرط للحصول على المساعدات الأمريكية. المؤسسة الفلسطينية تدعي أنها لا تستطيع أن تأخذ على عاتقها تعهداً بعيد المدى كهذا، الذي من جانبها هو بمثابة توقيع على شيك مفتوح.
هذا هو أحد القرارات الأمريكية التي تلزم السلطة الفلسطينية، بحمية شديدة، بتقليص المساعدات لجهات مدنية في السلطة وتلك التي تعمل في علاقة مع المجتمع الإسرائيلي، ووقف الدعم للمستشفيات في الضفة الغربية وفي القدس، وإغلاق مكتب المساعدة الخارجية الأمريكي للفلسطينيين، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وغير ذلك. صحيح أن إسرائيل الرسمية باركت هذا الخير، لكن من وراء الكواليس تم إظهار الخوف من أن يؤدي خنق السلطة إلى العنف، وأن جزءاً من العجز في ميزانية السلطة ستضطر إسرائيل إلى ملئه.
هذه المرة يدور الحديث عن قانون للكونغرس، ومن يقوده هو السناتور الجمهوري تشاك غراسلي. افتراضه هو أن المس بالفلسطينيين خير لإسرائيل، إلى أن فهم أن المساعدات الأمريكية تشمل ضمن أمور أخرى، 60 مليون دولار في السنة لصالح التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن رؤساء جهاز الأمن في إسرائيل يؤكدون أهميتها. القانون، هكذا يتبين، قد يزيد الإرهاب، لأنه سيمنع تمويل الذين من شأنهم محاربته.
غراسلي ذهل من فعل يديه، وحاول تجاوز قانونه حتى قبل أن يدخل إلى حيز التنفيذ. لقد حاول التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة، أجرى مكتبه اتصالاً مع وزارة الخارجية، وكان هدفه أن يضع ميزانية التنسيق الأمني كاستثناء للقانون. وزارة الخارجية لم تتعاون، وأحد تفسيرات ذلك هو أنه في أيام تعطيل الإدارة في أعقاب عدم تمويل الجدار بين أمريكا والمكسيك، لم يكن هناك من يمكن التحدث معه في وزارة الخارجية. ومهما يكن، القانون دخل إلى حيز التنفيذ ولن يكون من السهل تغييره.
من الصعب معرفة إذا كان التغيير ـ إذا تحقق ـ سيحل المشكلة. من الآن يزداد الانتقاد للسلطة الفلسطينية ورؤسائها لأنهم «عملاء» لإسرائيل، وينفذون الأعمال الأمنية لصالحها. الرئيس محمود عباس يصف هذا التنسيق بــ «مقدس» بسبب الفائدة التي يجلبها للجانب الفلسطيني، ولكن ليس هناك الكثيرون الذين يتفقون معه. سيكون صعباً للفلسطينيين الحصول على المساعدة لصالح هذا التنسيق، حيث باقي أموال الدعم المخصصة للأمور الاجتماعية والمواضيع المدنية الملحة الأخرى ـ تتوقف.
على كل الأحوال، واضح أن طيبة قلب أصدقائنا من شأنها أن تتضح كعناق للدب. المساعدة الأمريكية للفلسطينيين مهمة لإسرائيل من زوايا كثيرة. إذا كان هناك شخص ما يريد صنع معروف لنا فمن الأفضل أن يزيد المساعدة الأمنية لإسرائيل بدل تقليص المساعدة الممنوحة لجيراننا.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews