الانسحاب من الضفة الغربية خطر وجودي على إسرائيل
بينما تتأخر خطة السلام من قبل إدارة ترامب «خطة القرن»، يحذر بحث جديد من إن انسحاباً مستقبلياً من يهودا والسامرة سيضع إسرائيل أمام خطر وجودي. البحث الذي وضعه الباحث العسكري واللواء احتياط غرشون هكوهن يشكك بفكر معظم كبار رجالات جهاز الأمن في الماضي وفي الحاضر. في قلب البحث، يشدد هكوهن على أن تغير شكل الحرب في العقود الأخيرة من المواجهة التقليدية بين الجيوش إلى مواجهات تشرك السكان المدنيين، يلزم باستمرار تواجد إسرائيل في المناطق التي لم تسلم بعد للفلسطينيين.
في البحث الذي صدر عن مركز بيغن ـ السادات، يحدد هكوهن سلسلة من السيناريوهات التي من شأنها أن تتطور إذا ما خرج الجيش الإسرائيلي من مناطق «أ» و «ب» في يهودا والسامرة. وهو يحذر من أنه مثلما حصل في جنوب لبنان وفي قطاع غزة، في حالة انسحاب إسرائيلي، فإن منظمات الإرهاب ستجعل منازل المواطنين العرب في يهودا والسامرة ميادين قتال، من خلال تلغيم الشوارع وجعلها مخازن للصواريخ مثلاً.
وجاء في البحث أنه «تشوشت حتى الاختفاء، والمقصود قدرة الفصل بين المجال العسكري والمجال المدني. فساحة الحرب تنقل إلى المجال المبني وتدخل أساساً إلى غياهب المجال المديني». مشكلة متوقعة أخرى هي حفر أنفاق من أراضي الدولة الفلسطينية إلى داخل إسرائيل.
«إن تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح ليس قابلاً للتحقق، مثلما ثبت بشكل لا لبس فيه من الفشل المدوي في تجريد قطاع غزة من السلاح في إطار مسيرة أوسلو»، كما يكتب هكوهن ويضيف بأن «المنطق الحربي لحزب الله، الذي تبنته حماس، ستتبناه على نحو شبه مؤكد يهودا والسامرة بعد الانسحاب الإسرائيلي».
وهو يشرح أنه في هذه الظروف، في كل حالة يخرج فيها هجوم عسكري من الدولة الفلسطينية نحو إسرائيل، سيجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في الرد بالهجوم مثلما حصل في لبنان وغزة.
يدور الحديث عن «سيناريو أمني خطير للغاية. فالتواجد بين المدنيين يجعل الجيوش مكشوفة بهجمات الإرهاب.. في هذه الظروف من شأن القوة المهاجمة أن تتكبد إصابات عديدة، ناهيك عن خسائر واسعة في أوساط السكان المدنيين بشكل من شأنه أن يؤدي إلى فقدان الشرعية داخلياً ودولياً لدرجة المخاطرة في تحقيق أهداف الحرب.
كما يحذر هكوهن من قتال متعدد الجبهات مثلما هو متوقع منذ اليوم في لبنان وسوريا. «سيناريو قتالي متزامن في قطاع غزة ولبنان بات يعتبر منذ الآن سيناريو معقولاً، فما بالك أن القطاع سيشكل جزءاً من الدولة الفلسطينية التي ستقوم. وانضمام التهديد من دولة فلسطينية في يهودا والسامرة، من شأنه أن يعرض رد الجيش الإسرائيلي ويضعه في ضائقة شديدة».
بينما يدعي الكثيرون من كبار رجالات الساحة السياسية ـ الأمنية بأنه يتوجب الانفصال عن الفلسطينيين، يعتقد هكوهن بأن الوضع الحالي بالذات، حيث يوجد استيطان إسرائيلي في عمق المنطقة، يجلب منفعة سياسية وأمنية كثيرة.
«يكفي النظر إلى مصاعب القتال التي تواجهها جيوش العالم في عقود أخيرة ـ في أفغانستان والعراق وسوريا ضمن أمور أخرى، وأساساً في مناطق مدينية كبيرة كالموصل وحلب ـ كي نفهم عمق الغرور وانعدام المسؤولية اللذين في تجاهل الخطر الأمني ـ الاستراتيجي الوجودي الكامن في انسحاب شامل من يهودا والسامرة وغور الأردن وإقامة دولة فلسطينية في هذه المناطق»، هكذا يهاجم غرشون الفكر السائد.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews