نونو فى عالم آخر

فى عالم مواز محكوم علينا بالفرجة عليه فقط دون أى حق فى الحلم بأن نكون مثله أو جزءا منه أو حتى نقترب منه.. قرر الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم معاقبة البرتغالى نونو اسبيريتو سانتو بعد اتهامه بسوء التصرف وقد يتضمن العقاب غرامة مالية إلى جانب منعه من حضور عدة مباريات أيضا.. ونونو هو المدير الفنى لفريق وولفرهامبتون الذى كان يواجه ليستر سيتى هذا الأسبوع فى الدورى الإنجليزى لكرة القدم.. أما جريمة نونو فكانت أنه دخل إلى الملعب ليحتفل مع لاعبيه بالهدف الثالث الذى أحرزه ديوجو جوتا فى مرمى ليستر سيتى فى الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع والذى به فاز وولفرهامبتون على ليستر سيتى بأربعة مقابل ثلاثة أهداف.. فلم يتمالك نونو أعصابه ولم يحافظ على هدوئه واتزانه فاقتحم الملعب جاريا يحتضن لاعبيه يقاسمهم فرحتهم الطاغية بانتصار صعب جاء فى اللحظة الأخيرة على فريق قوى وكبير بحجم السيتى..

خاصة أن نونو وقتها لم يكن فقط مدربا قاد فريقه للفوز على ليستر سيتى فى الدورى، لكنه فى المباراة التى سبقت مباراة ليستر مباشرة نجح فى إقصاء نادى ليفربول العريق من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزى.. وهو ما يعنى أن نونو نجح فى الفوز على أكبر وأقوى ناديين حاليا فى إنجلترا.. ولهذا فاضت لحظة تسجيل هدف الفوز على ليستر بالنسبة لهذا المدرب بالفرحة والانفعال وربما الجنون أيضا.. لكن لا اتحاد الكرة فى إنجلترا ورابطة الدورى هناك أو الإعلام الكروى الإنجليزى رأوا ذلك مبررا لأن يقتحم المدرب الملعب أثناء اللعب.. واعتبر الجميع ما قام به نونو سوء سلوك يستحق العقاب رغم أنه لم يقتحم الملعب لمحاولة الاعتداء على الحكم أو حتى الاعتراض على قرار له أو للصراخ فى وجه أحد المنافسين.. فالملعب عندهم فقط ساحة للعب لها قوانينها وخصوصيتها واحترامها أيضا.. واضطر نونو للاعتذار العلنى وأنه بالفعل أساء التصرف وأكد أن قرار الحكم بطرده كان قرارا صائبا وعادلا أيضا.. والجميل فى الأمر أن إدارة نادى ليفرهامبتون لم تتضامن مع المدرب ضد اتحاد الكرة أو الإعلام لأنهم هناك لايزالون يؤمنون بأنه من الخطأ الدفاع عن خطأ أو حتى تبريره.. ولم يتهم نونو إدارة ناديه بالتخلى عنه رغم ما قدمه للنادى هذا الموسم، حيث أحرج وفاز على كبار الدورى الإنجليزى.

المصري اليوم