Date : 19,04,2024, Time : 02:05:26 PM
2812 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 13 جمادي الاول 1440هـ - 20 يناير 2019م 12:48 ص

تحديات القمة الاقتصادية العربية

تحديات القمة الاقتصادية العربية
خليل حسين

انعقدت القمة الاقتصادية والاجتماعية العربية في دورتها الرابعة، وسط تحدّيات كثيرة، مستجدّة في نوعيتها وأحجامها، وبالتالي لزوم بذل الجهود المضاعفة لترميم جوانب كثيرة في الواقعين الاقتصادي والاجتماعي لمجمل البلدان العربية. فبعد عقد من الزمن على انطلاقة دوراتها في العام 2009، ووسط مقررات في ثلاث قمم سابقة، افتقرت إلى آليات تنفيذية محددة، تبدو هذه القمة مطالبة بالتدقيق في آليات المتابعة، وجدية التنفيذ، وبخاصة بعد تصدّع الكثير من جوانب النظم الاجتماعية والاقتصادية، جراء الحراك في غير بلد عربي.
أول التحدّيات الظاهرة في البحث، الجوانب المالية والاقتصادية، وهي بالمناسبة فيها من الضخامة ما تعجز عنه الكثير من البرامج، وتستلزم فترات زمنية أقلها متوسطة، إن لم تكن طويلة المدى، فالدول العربية، ووفقاً للتقارير العربية والدولية، أتت في مراتب متأخرة جداً في سلم النظام الاقتصادي الدولي، وتبدو في مراتب تنحو باتجاه وجوب هيكلة النظم الاقتصادية السائدة، بعدما تمَّ استهلاك النظم الريعية لعقود من الزمن، وبخاصة النصف الثاني من القرن الماضي، وأتى الحراك العربي ليعيد مجمل هذه النظم عقوداً إلى الوراء، نتيجة الديون الخارجية، والدمار الهائل الذي أتى على المفاصل الرئيسية لهذه النظم الاقتصادية، وسط تراكم في عجز المواجهة، ناهيك عن المشكلات عينها تقريباً التي يعاني منها النظام الاقتصادي العالمي، وبخاصة الدول المتحكمة به، وارتباط هذه النوعيات من الثغر بعضها بالبعض الآخر ، بحيث تقف البلدان العربية بشكل عام عاجزة عن المواجهة الفعَّالة للحل. ثمة إمكانات هائلة تمتلكها بعض الدول العربية، وهي قادرة على المساعدة إذا توفّرت الظروف الموضوعية والذاتية للدول المعنية بالمساعدة، إضافة إلى اقتران الأمر بجوانب أخرى مرتبطة بذلك ، وهي الجوانب الاجتماعية التي تعتبر أشد خطراً.
وتأتي التحديات الاجتماعية عملياً في واجهة التحدّيات التي تعاني منها هذه القمة، وما سيليها من متابعات، فالكوارث التي حلت بالمجتمعات العربية، طالت بحسب إحصائية البنك الدولي للعام 2018 أكثر من 87 مليون عربي في مختلف البلدان العربية، إضافة إلى خسائر مالية واقتصادية تناهز الألف مليار دولار، ماذا يعني ذلك؟ بصرف النظر عن التداعيات المالية والاقتصادية التي تستلزم أصولاً وأطراً محددة قابلة للتنفيذ، إلا أن التحدّيات الاجتماعية تستلزم وقتاً وجهداً ومالاً ومراكمات هائلة في المعالجة والخبرات، تمتد لعقود قادمة، لتبدأ النتائج الإيجابية بالظهور، بدءاً بمعالجة الصدوع الاجتماعية الحاصلة في المجتمعات العربية، مروراً بالسلوكيات النفسية التي باتت ظاهرة بصور واضحة في تصرفات يومية معتادة، علاوة على إعادة هيكلة النظم الاجتماعية المتصلة بالقيم والمبادئ التي اتصفت بها المجتمعات العربية لقرون مضت، وصولاً إلى القضايا المتصلة بتلك التحدّيات، وطبيعة إعادة تركيب النظم السياسية للكثير من البلدان العربية ، بما يتوافق مع تطلعات شرائح كثيرة تسعى إلى التحسين والتغيير دون جدوى. 
في مجتمعاتنا العربية، ثمة أرقام مرعبة من البطالة والفقر المدقع والغربة الاجتماعية السياسية عن واقعها المعاش، علاوة على التهميش والدوران في الحلقات المفرغة دون جدوى ، مما يعزز اليأس الاجتماعي في شخصية الفرد والمجتمع العربيين، علاوة على مظاهر السلوك الاجتماعي غير السوي الظاهر في السلوكيات العنيفة، والتي تصل في غالبيتها إلى حالات الإجرام، والتي تنحو ببعض أوجهها إلى سلوكيات إرهابية عمت في بعض المجتمعات العربية. 
لذا ، فإن مسارات التنمية الاجتماعية المتوازية مع التنمية الاقتصادية، باتت أمراً ضرورياً ولازماً لأية معالجات جادة، على أن هذه المعالجات التي بدت في الأدبيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمقررات وتوصيات القمم الثلاث السابقة كثيرة ومتشعبة ، إلا أنها افتقرت بغالبيتها إلى برامج وجداول زمنية وآليات تنفيذية قابلة للتطبيق بالفعالية المطلوبة، ولكي لا تأتي هذه القمة متممة لما سبقها شكلاً ومضموناً، ينبغي اجتراح معجزات لسد متطلبات الكثير من التحدّيات القائمة.
إن إعادة ترميم وهيكلة النظم الاجتماعية والاقتصادية القائمة من بوابات التنمية الشاملة، تعتبر مدخلاً أساسياً ورئيسياً لإعادة تكوين النظام الإقليمي العربي الذي أصابه مقتلاً في العقود الأخيرة الماضية، وباتت إعادة هيكلته، أمراً وجودياً لمجمل الدول العربية ، وسط ضغوط قوى إقليمية ودولية، باتت وللأسف صاحبة الحل والعقد في المنطقة العربية، فهل ستتمكن القمة الرابعة من فعل ذلك؟ الأمر مرهون بظروف كثيرة ربما خارجة عن قدراتها الفعلية.  

الخليج الاماراتية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد