قضية بيلسا وعموم المصريين

لم يعد الأمر يمثل أى مشكلة لعموم الإنجليز.. فقد فوجئوا بالحكاية وقرروا إدانة صاحبها والرفض القاطع لما قام به.. لكن يصعب جدا تصور رد فعل عموم المصريين وكيف سيرون هذه الحكاية وصاحبها.. وقد بدأت هذه الحكاية منذ أسبوعين حين كان فريق ديربى كاونتى يمارس تدريبه المعتاد فى ملعبه استعدادا لمواجهة ليدز يونايتد فى الدورى الإنجليزى.. ولاحظ مسؤولو ديربى كاونتى وجود شخص غريب لا ينتمى للنادى.. فقرر المدرب فرانك لامبارد إيقاف التدريب، وبدأ مسؤولو النادى مطاردة هذا الشخص الذى هرب جريا، لكنه اتضح فيما بعد أنه من نادى ليدز يونايتد.. واتضح أيضا أنه جاء للتجسس على تدريب ديربى كاونتى قبل مباراته أمام ليدز يونايتد.. ثم كانت المفاجأة هى اعتراف الأرجنتينى مارسيلو بيلسا، مدرب ليدز يونايتد، بأنه هو الذى أرسل هذا الشخص للتجسس على تدريب ديربى كاونتى.. اعترف بيلسا أيضا بأنه قام بذلك كثيرا وتجسس على تدريبات كل الفرق الإنجليزية قبل مواجهتها، بل قام بذلك أيضا حين كان يقود المنتخب الأرجنتينى وتجسس على تدريبات المنتخبات الأخرى قبل مواجهتها وأنه لا يرى ذلك أمرا غير قانونى.. وعلى الرغم من اعتذار تقدم به بيلسا إلى فرانك لامبارد، إلا أن الأخير رفض هذا الاعتذار.. أما الاتحاد الانجليزى فقد أرغم نادى ليدز يونايتد على تقديم اعتذار رسمى لديربى كاونتى مع إحالة بيلسا للتحقيق.. وبدأ هذا التحقيق الثلاثاء الماضى وتقوم به رابطة الدورى الإنجليزى.. وعلى الرغم من إصرار بيلسا على أنه لم يخالف أى قانون، إلا أن الإنجليز أكدوا له أن ما قام به ضد الأخلاق وضد النزاهة والأمانة أيضا.. وعلى الرغم من أن الحكاية باتت حديثا صاخبا يتقاسمه كل الوسط الكروى الإنجليزى هذه الأيام، إلا أن أحدا لم يجرؤ على التضامن مع بيلسا والمناداة ببراءته.

وأعود هنا إلى سؤالى الذى بدأت به عن آراء عموم المصريين وأحكامهم بشأن سلوك بيلسا: هل يرفضون هذا السلوك أم يعتبرونه أمرا عاديا فى مجال كرة القدم أو ربما سيراه البعض ذكاء من المدرب الذى يحاول كشف أسرار المنافسين؟!.. وأخشى أن نكون قد اعتدنا هذا السلوك لدرجة أنه لم يعد يزعجنا.. فنحن لا نحترم سرية أى تدريبات، ولايزال معظمنا يكره ويحارب المدربين الذين لا يريدون جمهورا أو إعلاما يشاهدون تدريبهم لفرقهم.

المصري اليوم