حكيم وطموحات إنفانتينو

هناك قضايا لا تسهل الكتابة عنها وسط طوفان الظنون والشكوك والاتهامات سابقة التجهيز.. منها قضية حكيم العريبى لاعب كرة القدم البحرينى المسجون حاليا فى تايلاند.. وقد أصبحت هذه القضية طيلة الأيام القليلة الماضية مثار اهتمام الإعلام العالمى سواء كان سياسيا أو كرويا.. وبدأت حكاية حكيم منذ سنوات حين عاشت البحرين اضطرابا سياسيا واجتماعيا ووجهت السلطات البحرينية لحكيم تهمة الاعتداء وحرق أحد مراكز الشرطة.. وبعد تفاصيل كثيرة هرب حكيم إلى استراليا طالبا حق اللجوء السياسى الذى حصل عليه واستقامت حياته هناك وظل يلعب الكرة لأحد أندية ملبورن فى استراليا.. وأصدرت محكمة بحرينية العام الماضى حكما غيابيا بسجن حكيم عشر سنوات.. وفى شهر نوفمبر الماضى سافر حكيم مع زوجته إلى تايلاند لقضاء إجازة هناك.. وألقت السلطات التايلاندية القبض على حكيم استجابة لنشرة الإنتربول الذى لجأت إليه سلطات البحرين بعد الحكم القضائى الصادر ضد حكيم.. وبدأت السلطات التايلاندية تستعد لتسليم حكيم إلى البحرين.. وبدأت أستراليا تعارض ذلك وتحاول استعادة حكيم الذى منحته أستراليا حق اللجوء السياسى.. وإلى هنا تبدو القضية سياسية وتحتمل أكثر من وجهة نظر.. فالسلطات البحرينية تؤكد صحة اتهاماتها وشرعية حكم قضائها وأنها تريد تسلم حكيم وإعادة محاكمته حضوريا.. وحكيم نفسه ينفى هذا الاتهام تماما ويؤكد أنه كان يلعب مباراة كروية أثناء حرق مركز الشرطة المشار إليه فى قضيته وأن اثنين من المتهمين معه فى نفس القضية تمت تبرئتهما أمام القضاء البحرينى.. لكن الجديد فى هذا الأمر كان تدخل الفيفا.. باعتبار حكيم لاعب كرة قدم رغم أن كل تفاصيلها لا علاقة لها بكرة القدم.. كان صوت الفيفا هو الأعلى على الإطلاق والأكثر صخبا أيضا.. فهل الفيفا يتضامن مع حكيم اقتناعا ببراءة هذا الشاب أم أنها حلقة جديدة فى إطار محاولات إنفانتينو رئيس الفيفا لأن تمارس المؤسسة الكروية الكبرى دورا سياسيا فى العلن وليس فى الخفاء.. فإنفانتينوحاول القيام بمصالحة خليجية تحت لافتة تنظيم مشترك للمونديال المقبل.. والآن يتحدث إنفانتينو عن حرص الفيفا على حقوق الإنسان.

المصري اليوم