الفارق الكبير بين الفوز والخسارة

رغم تاريخنا الرياضى الطويل.. لانزال نعجز غالبا عن التفرقة بين التهنئة والاحترام أو بين الفرحة والتقدير.. ففى الرياضة لا يستحق التهنئة والفرحة إلا من فاز فقط.. ومن الممكن أحيانا أن يستحق الذى خسر تقدير الجميع واحترامهم لكن دون تهنئة أو فرحة بخسارته.. لكننا فى مصر يختلط علينا الأمر فنهنئ فريقا لنا رغم خسارته لمجرد أنه لعب جيدا وامتلك حماسة وروحا ولم يبخل بجهد وعطاء.. وهو الأمر الذى انتهى بنا لاختراع عبارات رياضية مصرية خالصة مثل التمثيل المشرف أو الخسارة والتعادل بطعم الفوز أو صرف مكافآت فوز لفريق خاسر أو حتى الإشادة المبالغ فيها بمن خسر كأنه فاز أو كأننا لم نعد نعرف الفوارق الحقيقية بين الفوز والخسارة.. وأكتب ذلك تعليقا على خسارة منتخب مصر لكرة اليد منذ يومين أمام المنتخب السويدى.. لعب المنتخب المصرى واجتهد لاعبوه وقدموا غاية ما يستطيعونه لكنهم خسروا فى النهاية وفازت السويد.. وكان المنتخب المصرى فى هذه المباراة يستحق بالفعل الاحترام لكنه أبدا لا يستحق التهنئة وهذه المبالغة والحفاوة به..

ولست ضد منتخبنا لكرة اليد وكنت أتمنى فوزه لكننى فقط ضد خلط الأوراق والحسابات.. والذين قالوا إن إشادتهم وتهنئتهم لمنتخب اليد كان دافعهم الأول لها هو أن المنتخب كان يواجه منتخب السويد القوى وأحد المرشحين للفوز ببطولة العالم.. لا يعرف هؤلاء أن منتخب مصر سبق له الفوز على منتخب السويد فى الدورة الأوليمبية الماضية فى ريو دى جانيرو.. وسبق أن تعادل معه فى بطولة العالم التى أقيمت فى قطر منذ أربعة أعوام.. أى أن فوزنا على السويد لم يكن مستحيلا أو لم يحدث من قبل.. وإذا قد خسرنا منذ يومين فهى رياضة تحتمل فى النهاية الفوز أو الخسارة.. ولا أطالب بحزن عميق بعد خسارتنا لكن الأمر فى المقابل لا يستحق هذه التهنئة والإشادة.. وهو نفس ما جرى مع منتخب كرة القدم الذى خسر أولى مبارياته فى المونديال الروسى العام الماضى أمام أوروجواى.

المصري اليوم