أمريكا قبل وبعد 9/11.. إلى ترمب !
حین بدأت أكتب ھذا المقال تخیلت وتساءلت أین سیقع ھذا الطرح من سیاق الأحداث التي تجتاح العالم في ھذه المرحلة ولماذا نحتاج للحدیث عن أمریكا وسیاستھا الداخلیة والخارجیة وسلوك قادتھا خاصة الرؤساء..! وقد ا یستغرب البعض لماذا الاھتمام بأمریكا وسیاستھا، والإجابة تأتي لأنھا أقوى دولة عسكریًا واقتصادیًا وتفوقً علمیً ً ا وتأثیرا في إدارة شؤون العالم من خلال تحكمھا في النظام العالمي في الحرب والسلم وسیطرتھا المحكمة على المنظمات الدولیة وصناعة القرار في أروقة تلك المنظمات التي كتبت أمریكا بحبرھا أحرف معاھداتھا بعد .الحرب الكونیة الثانیة، ومن بعد 9/11 ً بدأت تمحو بیدھا أسطر تلك المعاھدات شكلا ومضمونًا عندما تولى جورج بوش الابن الرئاسة بطریقة ھزلیة ظن كثیرون بأن ذلك نھایة المطاف ولكنھ كان یعتمد على مستشارین ضلیعین في السیاسة الدولیة والمحلیة -دیك شیني ورامس فیلد- من المحافظین المتمكنین بعقیدة الغایة تبرر الوسیلة. كما أن حادثة 9/11 وحرب الخلیج الثانیة غیرت الصورة ومكنتھ من ولایة ثانیة في البیت الأبیض ومع نھایتھا كانت أمریكا تمر بأزمة مالیة نجح أوباما والحزب الدیموقراطي في تجاوزھا بخطة جدیدة لتصحیح المسار حتى تحسنت الأوضاع الاقتصادیة واستعادت البنوك والشركات الكبرى عافیتھا وظن الدیموقراطیون أنھم سیكسبون ولایة أخرى ویجنون ثمار نجاحھم، ولكن القدر كان لھم بالمرصاد عندما نجح ترمب الذي استبعدت كل الأوساط المتابعة للانتخابات الأمریكیة نجاحھ وأتى فوزه مفاجئًا وصدمة كبیرة لأن ھیلاري كلنتون السیدة الأولى في عھد زوجھا، وعمدة نیویورك في ولایة بوش الابن ووزیرة الخارجیة في ولایة باراك أوباما كانت إلى آخر لحظة المرشحة المفضلة للفوز لتكون أول امرأة ترأس الولایات المتحدة الأمریكیة. ترمب في كل ً مراحل حملتھ الانتخابیة كان مثیر ً ا للجدل حیث لم یوفر أحدا من الانتقاد لكل مكونات أمریكا المؤثرة في الحیاة السیاسیة ولكنھ ركز على تجییش الأغلبیة الصامتة التي لھا مواقف ضد واشنطن بصفة عامة وعندما ضغط على الزر الشعبوي أیقظ الجماھیر المھمشین وكسب الجولة بأغلبیة ساحقة ودخلت السیدة كلنتون والحزب الدیموقراطي في حالة من الذھول وخیبة الأمل. الرئیس ترمب لم یحسن إدارة النجاح السیاسي كما كان یفعل في ّ عالم التجارة والمال. بدأ ینفذ كل وعوده الانتخابیة بطرق فجة خو َّ ف الحلفاء التقلیدیین في أوروبا وغیرھا وأزم العلاقات في المجتمع الأمریكي بشكل غیر مسبوق، وخسر الأغلبیة في مجلس النواب في الانتخابات النصفیة ً وأصبح مھددا من قبل الدیموقراطیین بالإزاحة إذا ثبتت علیھ بعض الادعاءات المخالفة للقانون والدستور .الأمریكي كل ذلك شأن أمریكي داخلي ولكن أمریكا تھم كل العالم بدون استثناء. ولأن القرن العشرین كان قرنًا أمریكیًا فإن ظھور أقطاب دولیة منافسة مثل الصین وروسیا بوتین والھند قد یغیر AMERICANA PAX بامتیاز الموازین وتتراجع أمریكا عن عرشھا الإمبراطوري الذي اعتلتھ لمدة قرن من الزمن بعد تراجع الإمبراطوریة البریطانیة في بدایة القرن العشرین التي تعاني حالیًا معضلة خروجھا من الاتحاد الأوروبي ولم یعد بمقدورھا مد .ید العون لحلیفتھا التقلیدیة عبر الأطلنطي ویبقى السؤال ھل الولایات المتحدة الأمریكیة بأزماتھا الداخلیة والخارجیة مشرفة على التراجع عن قیادة العالم لتصبح روسیا بقیادة بوتین المناور الطموح والصین العملاق الاقتصادي ھما البدیل لأمریكا ویصبح ترمب .!عراب سقوط الھیمنة الأمریكیة على العالم خلال مائة عام مضت؟ إن التوجس من ھذا السیناریو ینذر بخطورة اعتماد الدول على حلیف واحد أیاً كان الحزب الحاكم على حساب .الاعتماد على تبادل المصالح المشتركة بین الدول.
المدينة
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews