فوز تستحقه مصر..
هذا فوز كبير لمصر ولكرة القدم وللرياضة. هذا مكسب كبير على المستوى الرياضى والسياسى والاجتماعى والسياحى والاقتصادى. ويجب أن يكون إسناد تنظيم بطولة الأمم الإفريقية لمصر هو كل هذا وأكثر شأن العديد من الدول التى تتسابق من أجل تنظيم البطولات والأحداث الرياضية والألعاب الأولمبية، فنخرج منها بمكاسب على كل المستويات.. وأهم تلك المكاسب أن يشعر ضيوفنا بالسعادة وبالبهجة.. وهى مسئولية كل المصريين.
هذا الفوز كان متوقعا بالمنطق. وهنا أشير إلى أنه لحظة اعتذار المغرب عن عدم تنظيم البطولة سارعت مصر بالإعلان عن تقدمها بطلب التنظيم للمرة الخامسة فى تاريخ البطولة، وكان ذلك مؤشرا على موافقة ودعم من جانب الاتحاد الإفريقى، ترتب عليه دعم الدولة والحكومة، فمثل تلك القرارات ليست ملكا للاتحادات الرياضية وحدها وإنما هو قرار دولة.
القرار كان مهما، وقد أشرت من قبل إلى أهمية تنظيم مصر للأحداث الرياضية والفنية والأدبية والثقافية. وغيرها من الأحداث، وكم كان جديدا وجميلا أن أرى القاهرة مركزا للعديد من المعارض المتنوعة.. فمصر تستحق أن تكون مركزا اقتصاديا وتجاريا وماليا بموقعها الجغرافى العبقرى وبمكانتها وريادتها، وهى ريادة ضاربة فى جذور الدولة القائمة فى هذا الموقع منذ سبعة آلاف سنة..
استضافت مصر كأس الأمم الإفريقية فى أعوام 1959 و1974 و1986 و2006.. وكانت البطولة الأخيرة أفضل وأنجح بطولات الأمم الإفريقية من جميع النواحى، الفنية والتنظيمية والاجتماعية والوطنية أيضا، فقد عززت تلك البطولة علاقة المواطن المصرى بعلم بلاده الذى ظلل جميع مباريات المنتخب وميادين وشوراع وطرقات مصر.. فكنا نرى الأطفال والكبار والرجال والسيدات وهم يتباهون وفخورون بالعلم الذى يرفرف فى الأيدى.
هذه البطولة يشارك بها 24 منتخبا إفريقيا وسوف تفتح مصر ذراعيها لشباب وجماهير ونجوم القارة. فالرياضة قوة ناعمة مذهلة ليس لها مثيل فى تأثيرها. ومصر التى غابت عن إفريقيا لسنوات وعادت بقوة منذ 2014، ها هى تحتفل بهذا الحدث الذى يمثل تحديا كبيرا، وسوف تلتف كل الأيدى المصرية حول هدف واحد وهو إنجاح البطولة. فتتحول المدن التى تستضيف مباريات المجموعات الست إلى حالة شعبية إحتفالية فيها المثير من البهجة والمتعة.
هذه البطولة ستساهم فى الإسراع من معالجة ملفات معلقة مثل إصلاح ملاعب وغرف ملابس ومدرجات وعودة الجماهير، وتنظيم الدخول والخروج من الاستادات وأساليب نقل المباريات وتصويرها، وتسويق البطولة والشعار واللعبة والصناعة، وعلينا أن نحتفل بذلك جميعا فالتحدى خاص بكل مصرى محب لبلده ولكرة القدم.
أرجو أن تشكل اللجنة المنظمة سريعا، وأن يجرى تصميم الشعار والتعويذة والنشيد ويكون كل منها معبرا عن الروح والثقافة المصرية، وأن نستعين بالشباب المبدع والمبتكر صاحب الأفكار الجديدة، وأن نستفيد من تجربة الدول التى نظمت أحداثا رياضية ومنها كأس الأمم الآسيوية الحالية، وكيف كان الإبداع فى حفل الافتتاح، وكيف استخدم شعار الدورة كختم للجوازات الزائرة وهى بالآلاف..
فوز مصر بتنظيم الأمم الإفريقية 2019 وللمرة الخامسة.. هو فوز جديره به مصر.
الشروق المصرية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews