لتوتر بين عباس وحماس يدهور الوضع الأمني في غزة في توقيت غير مريح لنتنياهو
التصاعد الجديد في التوتر الداخلي بين حماس والسلطة الفلسطينية هو الذي يعكس نفسه الآن على الوضع الأمني على حدود قطاع غزة. كلما زاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شدة منحى الانفصال عن القطاع، يزداد الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له حماس. تبادل التهديدات والأحداث العنيفة بين المعسكرين الفلسطينيين المتنافسين يهدد بتحطيم الهدوء (النسبي والجزئي جداً) الذي تم التوصل إليه في الأسابيع الأخيرة بين حماس وإسرائيل. هذه الأمور تحدث في وقت غير مريح لحكومة نتنياهو بسبب الانتخابات القريبة.
مؤخراً قرر عباس إخلاء رجاله من المعابر على حدود القطاع، الذين وصلوا إليها قبل سنة تقريباً كخطوة أولى في إطار التفاهمات بشأن المصالحة التي لم تنفذ بين السلطة وحماس. في الوقت نفسه زاد عباس من شدة التهديدات لتقليص أموال أخرى من أموال المساعدة التي تنقلها السلطة لحماس، من أجل التزود بالمياه والكهرباء. رئيس السلطة قلق من الصعوبات الاقتصادية التي هو نفسه غارق فيها، على خلفية تقليص المساعدات الأمريكية للسلطة ووكالة الغوث، الأونروا، التي تساعد الفلسطينيين في الضفة. هذا أحد تفسيرات تهديداته لحماس.
ولكن من وراء خطوات عباس يقف إحباط أكبر يتعلق بشعوره أن حماس تأخذ منه الأموال ولا تعطيه أي شيء في المقابل. كما أن إسرائيل، حسب رأيه، ترد على حماس باعتراف غير مباشر بسيادتها على القطاع بواسطة وقف فعلي لإطلاق النار وتسهيلات في الحصار، في حين أنها تتجاهل كل دعوات السلطة الفلسطينية لتجديد المفاوضات السياسية. من الجدير التذكير بأن موجات التصعيد في القطاع بدأت في نهاية شهر آذار الماضي، مع بداية «مسيرات العودة»، كنتيجة للتقليصات الأولى في المساعدة التي تمنحها السلطة لحماس.
في الأسبوع الماضي كانت هناك أحداث عنيفة بين نشطاء حماس ونشطاء فتح في القطاع. نشطاء فتح أرادوا إحياء الذكرى السنوية لتأسيس الحركة في الأول من كانون الثاني من خلال مسيرة، ولكن حماس منعت ذلك. بعد ذلك، تم الحديث عن مسيرة أخرى، يبدو بمبادرة من مؤيدي محمد دحلان، عضو فتح المناوئ لعباس وقيادة السلطة. في هذه الأثناء حدثت حادثة أخرى عندما قام عدد من الأشخاص ـ يوجد خلاف حول هويتهم التنظيمية ـ باقتحام قناة التلفاز المتماهية مع السلطة في القطاع، ودمروا المعدات.
خطوات عباس تثير قلق حماس على خلفية احتمال المس بتزويد الكهرباء في ذروة فصل الشتاء. ويبدو أن زعماء حماس وحتى المصريين يجدون صعوبة في قراءة خطوات عباس القادمة. التوتر الداخلي ينزلق مرة أخرى إلى الجبهة الأمنية. يوم الأحد الماضي تم إطلاق عبوة ناسفة بواسطة طائرة مسيرة وبالونات على النقب. الجيش الإسرائيلي قصف موقعين لحماس رداً على ذلك.
في ليلة الأحد بعد هدنة طويلة نسبياً، أطلق من القطاع صاروخ على عسقلان، وتم اعتراضه من قبل القبة الحديدية.
في هذه الأثناء يتم تعويق إدخال المساعدة المالية القطرية الشهرية إلى القطاع، التي تبلغ 15 مليون دولار، وكان يتوقع أن تدخل قبل 10 كانون الثاني. يبدو أن التأخير يتعلق بضغط فترة الانتخابات. وزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان هاجم نتنياهو دائماً على استمرار تحويل أموال قطر لحماس. صور الأوراق النقدية المحولة في الحقائب غير مريحة لنتنياهو بسبب تأثيرها السيئ على مصوتي اليمين. مع ذلك، لم ينحرف رئيس الحكومة عن سياسته خلال السنة الأخيرة في القطاع. وقد هدد حماس مؤخراً من خلال الرسائل التي نقلها بواسطة المخابرات المصرية، بأن لا تحاول إشعال الوضع على حدود القطاع في فترة الانتخابات لأن إسرائيل سترد بشدة استثنائية. ولكن التعليمات لقادة الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق باستخدام القوة في القطاع بقيت على حالها: ضبط النفس، وبذل كل ما في استطاعتهم من أجل الحفاظ على الهدوء دون أن يؤدي إلى تصعيد. هذا صحيح حتى الآن، هذا ما يريده القائد، وهو مفهوم جيداً في كل مستويات جهاز الأمن.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews