قوة كرة القدم فى مصر

كعادتها فى نهاية كل سنة.. أعلنت شركة جوجل نتائجها الخاصة بمصر، وما قام المصريون بالبحث عنه طيلة سنة 2018 عبر جوجل.. وكعادتنا نحن أيضا فى كل سنة.. لا نهتم كثيرا بهذه النتائج ولا نلتفت أو نتوقف أمام دلالاتها رغم أنها نتائج رقمية بدون أى تدخلات ووجهات نظر وآراء وأحكام مسبقة.. ووفقا لشركة جوجل كان ترتيب ما قام المصريون بالبحث عنه هو كالتالى.. نتيجة الثانوية العامة ثم نادى ليفربول ثم دعم مصر ثم مسلسل نسر الصعيد ثم معرفة اللجنة الانتخابية ثم جمال حاشقجى ثم مواقيت الصلاة ثم شهر رمضان ثم نتائج دبلوم الصنايع ثم الموقع الخاص بمدرسى وزارة التربية والتعليم.. وقد لا تتوافق هذه النتائج مع آراء وأحكام كثيرين يظن كل منهم أن اختياراته هى القاعدة والحقيقة أيضا.. وسيكون هناك من يصدمه هذا الترتيب،

وأن هناك أحداثا أخرى كانت أحق بدخول القائمة وأخرى لم يكن يليق أن تدخلها أصلا.. ومن حق أى أحد بالطبع أن يحدد الأهم من وجهة نظره شخصية وأن يبقى متمسكا بذلك وفق قناعاته ورؤاه ويتجاهل نتائج جوجل مهما كانت دقيقة وصحيحة وواقعية.. لكن حين نتحدث عن مجتمع بأكمله وكل أطيافه.. يصبح من الضرورى التوقف أمام هذه النتائج بكل اهتمام واحترام أيضا.. فهذه النتائج وكل القوائم الأخرى الخاصة بمصر كما أعلنتها شركة جوجل تؤكد أن القضايا السياسية باتت خارج دوائر الاهتمام.. وأن نادى ليفربول فى مصر أهم من جمال خاشقجى.. وأن كل أفلام السينما لا تقترب حتى من المونديال ومباريات منتخب مصر.. وأن الثانوية العامة لاتزال هى الهم الأكبر للبيوت المصرية وأن محمد رمضان لايزال هو النجم ومسلسله هو الباب الوحيد المفتوح أمام الدراما المصرية لنيل اهتمام عموم الناس.. وأن محمد صلاح لايزال هو النجم الأول لمصر فى كل المجالات.. ونتائج أخرى كلها تؤكد أن الإعلام المصرى مرئيا ومقروءا لايزال يعيش حالة انفصال عن الشارع والبيت والمقهى فى مصر.. فقد اختفت تماما كل برامج التوك شو وبقيت كرة القدم يتعلق بها الناس وأنديتها ومبارياتها ونتائجها.. وبالتالى تبقى كرة القدم هى الطريق الأقرب لعقول المصريين واهتماماتهم.. وهى حقيقة لم يعد يليق بأحد تجاهلها أو التعالى غير المبرر على اللعبة التى يحبها الناس ويصدقونها أيضا.

المصري اليوم