حقوق النساء وكرة القدم

كثيرون فى الشرق العربى والإسلامى يشبهون سيد على رضا، ويريدون مثله تخيير الجميع طوال الوقت بين السيئ والأسوأ.. بين القبيح والأكثر قبحاً.. فحين انفجرت مؤخرا قضية أو فضيحة المنتخب الأفغانى النسائى لكرة القدم.. وبدأ رئيس أفغانستان ثم العالم كله وإعلامه ومسؤولو الفيفا التحقيق والحديث عن الانتهاكات الجنسية التى تعرضت لها اللاعبات الأفغانيات من مسؤولى اتحاد الكرة فى بلادهن.. لم يجد سكرتير الاتحاد الأفغانى لكرة القدم ما يقوله للإعلام الغربى إلا أن ينفى أولاً تلك الاتهامات.. ثم بمنتهى البساطة يقول إنه بفرض أن هناك بعض التجاوزات والجرائم، فذلك أفضل من الاستجابة لمطالب جماعة طالبان بمنع فتيات ونساء أفغانستان.. أى أن الرجل يريد من فتيات أو لاعبات بلاده الاختيار بين أن يلعبن ويقبلن التحرش والانتهاكات والاعتداءات الجنسية.. أو يتم منعهن من اللعب أصلا.. كأنه من الصعب أن تحتفظ أى فتاة أو لاعبة أفغانية بحقها فى اللعب إذا أرادت، وحقها أن تلعب دون أن يكون الثمن هو شرفها واحترامها وكرامتها أيضا..

وقد توقفت كثيرا وطويلا أمام ما قاله سكرتير الاتحاد الأفغانى، ورأيت كلامه أهم وأخطر ما فى هذه القضية أو الحكاية التى يتحدث عنها العالم حاليا.. كلام يختصر أزمة الحقوق المنقوصة، وأن تختار حقا مقابل خسارتك حقاً آخر.. ولم يهتم كثيرون فى الغرب بهذا الكلام الذى تجاوزوه منذ زمن طويل.. اهتموا هناك أكثر بالحكاية الأصلية نفسها التى تدور حول الانتهاكات الجنسية التى تعرضت لها لاعبات المنتخب الأفغانى لكرة القدم أثناء معسكرات المنتخب فى أفغانستان أو أثناء معسكر الإعداد الذى كان فى الأردن خلال شهر فبراير الماضى.. وأكد مسؤولو الفيفا أنهم لن يترددوا فى معاقبة كل من تثبت إدانته فى هذه الفضيحة..

وبدأ المدعى العام الأفغانى التحقيق منذ قرابة أسبوعين بطلب من رئيس الجمهورية شخصيا.. وأثناء التحقيقات، أمر المدعى العام بإيقاف رئيس الاتحاد ونائب الرئيس والسكرتير العام ومدرب حراس المرمى للمنتخب النسائى عن العمل لحين انتهاء التحقيق.. وبدأت لاعبات كثيرات يتحدثن لأول مرة وبصوت عالٍ عما لحق بهن من أذى، مثل خالدة بوبال ومدينا عزيزى.. أما اللاعبة نيلاب محمدى فقد اختصرت الحكاية كلها حين قالت إن المسؤولين الأفغان اعتبروا أى فتاة تمارس الرياضة هى فتاة تنازلت بإرادتها عن شرفها وأخلاقها وباتت مستباحة بلا حقوق أو اعتبار أو احترام.

المصري اليوم