تصعيد الوعي والردع ضد حزب الله وإيران
إن كشف الأنفاق المتسللة لحزب الله سحب من أيدي المنظمة ومن أيدي إيران عنصراً هاماً في المعركة ضد إسرائيل، التي من شأنها أن تندلع في هذا الوقت أو غيره. فقد سحب منهم القدرة على مفاجأة إسرائيل من خلال خطوة برية هجومية داخل أراضيها، ما كان يفترض به أن يكون مدماكاً مركزياً في خلق أثر الصدمة في الوعي الإسرائيلي وهز أمنها. كما أن الكشف يستوجب إعادة تفكير في مفهوم المعركة بأسرها. إضافة إلى ذلك، فإنه يحرج إيران وتوابعها مرة أخرى في أنه يبرز التفوق الاستخباري لإسرائيل، وذلك استمراراً لكشف الأرشيف النووي الإيراني وجلبه إلى البلاد.
السؤال الآن هو بأي قدر ستنجح إسرائيل في استخدام الإنجاز في الاستخبارات وفي الوعي لتصميم إطار تدور فيه المعركة في الساحة الشمالية، مع التشديد على الأهداف التالية:
ـ غرس الفهم في لبنان وفي الأسرة الدولية بأن حزب الله، كملحق إيراني، ليس «درع لبنان»، بل يشكل خطراً كبيراً عليه في أنه يطور قدرات هجومية واضحة ضد إسرائيل انطلاقاً من منشآت مدنية، بل ويعمل خلف الخط الدولي (في داخل أراضي إسرائيل) كي يخدم مصالح إيرانية فقط، بشكل يشكل خرقاً فظاً للسيادة الإسرائيلية ويبرر رداً حاداً يمس بدولة لبنان ومواطنيها. إن حرص إسرائيل على الامتناع عن تدهور الوضع يجب أن يعرض أيضاً كجهد إسرائيلي لمنع المس بلبنان. من يعرض لبنان للخطر هو حزب الله وإيران، ومن يحافظ عليه هي إسرائيل.
ـ تصعيد الردع لإيران وحزب الله على خلفية تسللاتهما الاستخبارية، بحيث يترددا في مواصلة محاولات تطوير عناصر أخرى من التهديد على إسرائيل، كتحسين دقة الصواريخ وبناء بنية تحتية في مجال هضبة الجولان.
ـ غرس الفهم في أوروبا بأن المحاولة للفصل بين الذراع العسكري والذراع السياسي لحزب الله سخيفة، إلا إذا اعتقد أحد ما بأن بضعة نشطاء إرهاب عاقين ونشيطين على نحو خاص من حزب الله هم الذين قرروا، بناء على رأيهم الخاص، حفر منظومة أنفاق مركبة ومتفرعة، تحتاج إلى مقدرات كبيرة جداً، وتدخل الأراضي الإسرائيلية. مذهل أن نرى بأن الأوروبيين أعربوا عن تأييدهم لحق إسرائيل في العمل على إحباط الأنفاق، ولكنهم امتنعوا عن إلقاء الذنب على حزب الله أو عن الاعتراف بأنه لا يوجد فصل بين الذراع العسكري والسياسي. إن التغيير في الموقف الأوروبي سيحدث تغييراً هاماً في قدرة حزب الله على المناورة في الساحة اللبنانية، وسيشكل ثمناً باهظاً ومناسباً على خلق سيادة إسرائيل.
ـ تشجيع قوات المراقبين الدوليين على أن ينفذوا أخيراً قرار 1701 القاضي بأن يكون الجيش اللبناني وحده هو المتواجد في جنوب لبنان واستغلال التفويض الواسع الذي أعطي لها قبل سنتين لهذا الغرض. حتى الآن أكدت قوة المراقبين وجود النفق، ولكنها امتنعت عن القول إن حزب الله خرق بشكل جوهري سيادة إسرائيل.
ـ تأكيد دور إيران كعنصر يملي نشاط حزب الله، وواضح أن بناء قوة حزب الله، ولا سيما منذ حرب لبنان الثانية، يرمي إلى خدمة الأهداف الإيرانية والسماح لإيران بالمس بإسرائيل كرد على التهديد على برنامجها النووية. هذا هو السبب الذي يجعل إيران تستثمر مقدرات عديدة جداً في حفر الأنفاق وفي تحسين دقة الصواريخ.
إن التغطية الإعلامية الواسعة التي يوفرها رئيس الوزراء ورئيس الأركان لهذه الحملة تستهدف، على أي حال، التأثير على الوعي الدولي، والإسرائيلي، والعربي، واللبناني والإيراني في هذا الموضوع، ولكن عليها أن تترافق ونشاطاً سياسياً غايته تحقيق هذه الأهداف. المشكلة هي أن التهكمية الأوروبية تشكل عائقاً هاماً في الطريق إلى تحقيق الأهداف، والعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وأوروبا تقلص من قوة الرافعة الأمريكية في هذا السياق.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews