هواوي.. مينغ أمام القضاء اليوم وبكين تتحدث عن "مؤامرة"
جي بي سي نيوز :- دانت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الجمعة توقيف مسؤولة رفيعة المستوى في المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي في كندا بطلب من القضاء الأميركي، معتبرةً أن التحرك يأتي في إطار "نهج دنيء" للحد من طموحات بكين التكنولوجية.
وأثار توقيف المديرة المالية لمجموعة هواوي مينغ وانتشو غضب الحكومة الصينية وسط قلق من انعكاساته المحتملة على الهدنة في الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
مؤامرة على قطاع التكنولوجيا الصيني؟
وقالت افتتاحية في صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية إن "على الحكومة الصينية التفكير جدياً في توجه الولايات المتحدة لانتهاك الإجراءات القانونية بهدف كبح مشاريع التكنولوجيا الصينية المتقدمة".
وأضافت: "من الواضح أن واشنطن تتبع نهجا دنيئا لأنها غير قادرة على وقف تقدم أجهزة هواوي 5 جي ي في السوق".
من جهتها، حذّرت صحيفة "تشاينا دايلي" من أن "التحكم بتوسع هواوي مضر بالعلاقات الصينية الأميركية".
ولم تكشف السلطات الأميركية عن الاتهامات التي تواجهها مينغ بعدما طالبت الأخيرة بفرض حظر على النشر عن القضية.
لكن "تشاينا دايلي" أشارت إلى أن "أمراً واحداً ثابتاً ولا شك في صحته وهو أن الولايات المتحدة تحاول القيام بكل ما يمكن للحد من توسع هواوي عالمياً لأن الشركة ببساطة هي التي تقود شركات التكنولوجيا الصينية التنافسية".
ورغم أن قطاع التكنولوجيا الصيني لا يزال يعتمد على صادرات أميركية معينة على غرار الرقاقات الدقيقة، تسعى بكين للحصول على دور قيادي في قطاع التكنولوجيا عالميا لتتفوّق على الولايات المتحدة وذلك في إطار خطة أطلقت عليها "صنع في الصين 2025".
وتعد هواوي بين أكبر مقدمي خدمات ومعدات الاتصالات في العالم. وتستخدم عدة شركات اتصالات في العالم، بعضها في أوروبا وإفريقيا، منتجاتها.
لكن هناك قيودا مشددة على أنشطتها التجارية في الولايات المتحدة جراء القلق من تأثيرها على المنافسين الأميركيين ومن إمكانية فتح هواتفها المحمولة ومعداتها المستخدمة بشكل واسع في دول أخرى قنوات تجسس لبكين.
واتخذت أستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا إجراءات مماثلة هذا العام عبر رفض بعض خدمات الشركة بناء على مخاوف أمنية.
وانتقد مستخدمو الإنترنت في الصين توقيف مينغ، عبر شبكة "ويبو"، النسخة الصينية من "تويتر"، حيث رأى البعض أن الحادثة هي جزء من الحرب التجارية ومن مؤامرة أوسع لضرب التطور التكنولوجي الصيني.
وقال أحد مستخدمي "ويبو" إن "أحد أهم الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لإطلاق حربها التجارية هو للهجوم على قطاع التكنولوجيا الصيني وخطتها صنع في الصين 2025".
وأضاف أن الهدف هو دفع الصين للبقاء "في الصناعات البدائية والزج بها في فخ الدخل المتوسط". ورأى مستخدم آخر أن اعتقال مينغ هو عبارة عن "لعبة سياسية".
ويأتي توقيف المسؤولة في هواوي عقب تحقيق أميركي في الاتهامات للشركة بانتهاك العقوبات المفروضة على #إيران.
وفي وقت سابق هذا العام، انهارت شركة تكنولوجيا صينية أخرى "زي. تي. أي" تقريبا بعدما حظرت واشنطن على الشركات الأميركية بيعها المعدات الحساسة وبرامج الكمبيوتر لمدة سبع سنوات، رغم أنه تم رفع الحظر بعد موافقة الشركة على دفع غرامة بقيمة مليار دولار.
النظر في إطلاق سراح مينغ وانتشو
وتمثل مينغ وانتشو (46 عاماً) أمام محكمة في فانكوفر اليوم الجمعة لنظر إطلاق سراحها بكفالة بينما تنتظر احتمال ترحيلها إلى الولايات المتحدة.
ولا تزال التفاصيل قليلة في القضية التي تنظرها المحكمة العليا في مقاطعة كولومبيا البريطانية.
وامتنعت وزارة العدل الكندية عن ذكر تفاصيل بشأن القضية، وحصلت مينغ وانتشو على قرار بحظر النشر، وهو ما قيد قدرة وسائل الإعلام على تغطية الأدلة أو الوثائق المقدمة في المحكمة.
وأكدت هواوي القبض على مينغ وانتشو وقالت يوم الأربعاء إن "الشركة ليس لديها سوى القليل جدا من المعلومات بشأن الاتهامات وليس لديها علم بأي مخالفة ارتكبتها السيدة مينغ".
البيت الأبيض أبلغ مسبقا بالتوقيف
في سياق منفصل، أعلن البيت الأبيض الخميس أنه أُبلغ مسبقا بتوقيف مينغ في كندا بطلب من القضاء الأميركي، في اليوم نفسه الذي كان فيه الرئيس دونالد ترمب يلتقي نظيره الصيني شي جينبينغ على العشاء.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون لإذاعة "ان. بي. آر" الخميس: "كنت أعرف ذلك مسبقاً".
لكنه لم يوضح ما إذا كان ترمب أبلغ شخصيا بتوقيف مينغ.
وقال بولتون إن "أمورا كهذه تحدث دائما ولا نبلغ الرئيس بها في كل مرة".
والتقى ترمب السبت الرئيس الصيني على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في محاولة للتوصل إلى تسوية للنزاع التجاري بين واشنطن وبكين الذي يهدد الاقتصاد العالمي.
وبعد عشاء العمل هذا، أعلنت واشنطن وبكين هدنة في حربهما التجارية لتسعين يوما، حتى استكمال المفاوضات.
لكن توقيف المسؤولة في هواوي التي طالبت الصين بالإفراج عنها فورا معتبرة أنها لم "تخالف أي قانون"، يمكن أن يعرقل هذا التقارب الذي بدأ في بوينوس آيرس بين البلدين.
ورفض بولتون كشف التفاصيل المتعلقة بتوقيف المسؤولة الصينية. لكنه أكد أن هواوي كانت مثل غيرها من عدد من الشركات الصينية، مستهدفة من قبل الولايات المتحدة.
وقال "نشعر منذ سنوات بقلق هائل من ممارسات شركات صينية تستخدم ملكيات فكرية مسروقة وتفرض نقل التكنولوجيا وتعمل كذراع مسلحة للحكومة الصينية خصوصا في مجال تكنولوجيا المعلومات".
وكالات
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews