الديربي العجوز
عاشت مدينة جدة على وقع مباريات الاتحاد والأهلي لأكثر من ثمانين عاماً، قبل أن يصبح ديربي الغرب من أهم مناسبات كرة القدم العربية لسنوات طويلة، خاصة أن التحدي الحقيقي الذي بدأ في أواخر السبعينيات ساهم في تغيير وجه البطولات السعودية عموماً.
من خلال قيام الأمير عبد الله الفيصل بإقناع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عن طريق عقيلته السيدة وسيلة، بالسماح للاعبي المنتخب المونديالي في عام 1978 باللعب خارج البلاد، ويومها ظفر الأهلي بطارق ذياب والاتحاد بقائد المنتخب تميم الحزامي وبالهدّاف نجيب غميض.
في تلك الفترة ظهر الأمير طلال بن منصور ليقدم الاتحاد بثوبه الجديد، وكاد يفرض سطوة النصف الاتحادي على جدة بأكملها، بعدما اكتسح الاتحاد جاره الأهلي بثلاثية قادت حارسه التاريخي أحمد عيد للاعتزال، في نهاية غير متوقعة للعملاق الذي سقط يومها داخل المرمى وكبلته الشباك على طريقة الفيلم العربي "أونكل زيزو" !.
في ختام الموسم نفسه، سهر لاعبو الاتحاد حتى الصباح دون اكتراث بنهائي كأس الملك في انتظار مباراة سهلة أمام الأهلي، قبل أن يتعرض الفريق إلى خسارة قاسية تسببت في سيطرة الأهلي على ديربي جدة لسبعة أعوام متوالية، لم يذق فيها أنصار "العميد" طعم الفوز على الجار "المزعج"، وكادت تنهي التنافس إلى الأبد.
ولأن داوم الحال من المحال، عاد الاتحاد في العام 1996 إلى قيادة الديربي لسنوات طويلة، بعدما زاد غلته من الألقاب إلى ثلاث بطولات للدوري، حصدها من أمام الأهلي الذي دخل إلى دوامة بسبب عدم التكافؤ مع جاره، وحينها ظهرت مقولة إن "ديربي جدة انتهى"، وهي مقولة كان يرفضها رؤساء نادي الاتحاد، ويرددون في مجالسهم أنهم لا يريدون لجماهير الأهلي أن تقاطع الديربي، حرصاً على العائدات المالية من بيع تذاكر المباريات!.
وخلال السنوات الست الأخيرة عاد الأهلي لفرض سيطرته على ديربي جدة، وبات أنصار الاتحاد يتوجهون إلى المدرجات على أمل انتهاء سيطرة الجار، غير أن ما يفعله عمر السومة ورفاقه بالنمر المريض منذ سنوات، يضعف احتمالات عودة سريعة للتكافؤ في ديربي جدة.. ويأتي الاتحاد الليلة إلى الديربي من القاع للمرة الأولى، في انتظار حدوث معجزة تقوده إلى فوز ينهي سيطرة الأهلي، ويمنح إشارة الحياة إلى جماهيره التي رأت خلال الموسم الحالي ما لم تره "أليس" في بلاد العجائب.
الرياضية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews