رؤية العالم حولنا لكرة القدم

من حق المغاربة أن يسعدهم ويرضيهم اقتراح الحكومة الإسبانية على لسان رئيسها بيدرو سانشيز بمشاركة المغرب لإسبانيا والبرتغال فى التقدم بطلب استضافة مونديال 2030.. ومن حق الجزائريين أن يحزنوا أو يغضبوا لأنهم كانوا يأملون التقدم بطلب مغاربى لاستضافة هذا المونديال تتشارك فيه المغرب والجزائر وتونس.. وسواء تحول الاقتراح الإسبانى إلى حقيقة وواقع أو تحقق الحلم المغاربى بالوحدة الكروية على الأقل.. فنحن أصبحنا فى عالم لم تعد فيه كرة القدم منذ وقت طوبل مجرد لعبة.. وسواء اقتنعنا نحن فى مصر أو لم نقتنع وبقى إصرارنا على أن الكرة هى فقط لعبة لا علاقة لها بالسياسة أو الدبلوماسية والاقتصاد.. فالعالم لا ينتظر اقتناعنا أو تأييدنا.. فالولايات المتحدة فازت بتنظيم مونديال 2026 بمشاركة المكسيك وكندا ولم تكن المشاركة الكروية هى الدافع الأمريكى لذلك حيث تملك الولايات المتحدة من النفوذ والإمكانات ما يجعلها قادرة وحدها على استضافة المونديال.. لكنها أصرت على مشاركة المكسيك وكندا لأسباب ودوافع سياسية واقتصادية بعيدا عن أى حسابات تخص كرة القدم.. كما أن التفكير فى مشاركة بلدان الخليج لقطر فى استضافة المونديال المقبل هو رغبة ليس معروفا من هو صاحبها الحقيقى فى استخدام كرة القدم لحسابات سياسية واقتصادية تخص الخليج والشرق الأوسط كله.. أما إسبانيا.. التى سبق لها استضافة مونديال ودورة أوليمبية والكثير جدا من بطولات ودورات عالمية.. فهى لا تحتاج للمغرب أو البرتغال من أجل استضافة المونديال إنما تحتاج لتهدئة كثير من الأوضاع مع المغاربة وكسب ودهم وثقتهم أيضا.. وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة الإسبانية لم يقل أكثر من أن حكومته تقترح على اتحادات الكرة فى إسبانيا والبرتغال والمغرب دراسة فكرة التقدم بملف ثلاثى مشترك لاستضافة مونديال 2030.. إلا أن الدوافع وراء ذلك تبقى كثيرة جدا ويمكن توقعها حتى إن لم يتحدث عنها أحد بصوت عال.. ولا يعنى ذلك التقليل من شأن المغرب سواء كرويا أو سياسيا.. فالمغرب وقفت وحدها أمام تحالف أمريكى مكسيكى كندى فى صراع استضافة مونديال 2026 ورغم ذلك فازت المغرب بالعديد من الأصوات التى أكدت قوتها ومكانتها.. وكان ذلك واضحا فى الرد المغربى على الاقتراح أو الطلب الإسبانى حيث أكد مصطفى الخلفى المتحدث الرسمى باسم الحكومة المغربية أن حكومته ستدرس الأمر قبل إعلان قرارها.

المصري اليوم