صلاح!
شاءت الظروف أن أشاهد مباراة كرة القدم بين منتخبى مصر وتونس فى أحد المقاهى بمنطقة العين السخنة على ساحل خليج السويس، فى عطلة نهاية الأسبوع يوم أمس الأول الجمعة «16/11». ولأن علاقتى بكرة القدم تنحصر فى مشاهدة المباريات الدولية، سواء للمنتخب المصرى أو للأندية المصرية الكبيرة، على شاشة التليفزيون... فقد حرصت على مشاهدة تلك المباراة أمام المنتخب التونسى الذى أعرف أنه المنتخب الأول عربيا وإفريقيا. وزاد من هذا الحرص قراءتى أن هناك ما يشبه العقدة فى تنافس مصر مع تونس كرويا، حيث كان الفوز من نصيب المنتخب التونسى طوال الـ35 عاما الماضية. كان المقهى مزدحما بالزبائن الذين تجمعوا لمتابعة المباراة على شاشة كبيرة وكأن على رءوسهم الطير كما يقول التعبير العربى الشائع...، وزاد من إثارة الموقف وتوتره تقدم التونسيين بهدف قبل انتهاء الربع ساعة الأول من اللقاء، وهو أمر أنهاه هدف اللاعب المتميز تريزيجيه فى الدقيقة 32 ليختتم الشوط الأول بالتعادل. ويتكرر الأمر فى الشوط الثانى بهدف تونسى يعادل هدفا للاعب المصرى الواعد باهر المحمدي، ولكن قبل دقيقة واحدة من انتهاء المباراة يسجل صلاح هدفا رائعا ينهى به تاريخا من الإخفاقات أمام المنتخب التونسي. وعندما عدت إلى المنزل فى المساء لأكتب هذا العمود ونقرت كلمة صلاح على الكمبيوتر ظهرت لى فى ثوان مئات الآلاف ـ بل ملايين ـ من النتائج سواء باللغة العربية أو الإنجليزية نركز معظمها على محمد صلاح أكثر من أى صلاح آخر بدءا من القائد الإسلامى الكردى الكبير صلاح الدين الأيوبى مرورا بصلاح سالم وصلاح دياب وصلاح السعدنى وحتى صلاح الغزالى حرب. تلك بالطبع أحد مظاهر عصر الكمبيوتر والإنترنت، ولكن يظل اللاعب المصرى العالمى الموهوب ـ محمد صلاح ـ مستحقا لتلك المكانة المتميزة، ليس فقط لموهبته الكروية الفريدة، ولكن أيضا وقبل ذلك وبعده لخلقه وسلوكه الراقى والمتحضر.
الأهرام المصرية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews