«سوزانا» وكرة القدم

أحترم جداً كل هؤلاء الذين لم يلفت انتباههم فى اختيار سوزانا دينيدج لإدارة رابطة الدورى الإنجليزى إلا أنها المرة الأولى فى تاريخ الكرة الإنجليزية التى تتولى فيها امرأة إدارة شؤون رابطة أول وأكبر وأقوى دورى كرة قدم فى العالم.. ومن المؤكد أن ذلك أمر يثير الدهشة ويحرض على الاهتمام، لكننى أرى أن هناك ما هو أحق بالاهتمام من اختيار امرأة لإدارة رابطة الدورى الإنجليزى.. أمر لابد أن نتوقف أمامه كثيراً وطويلاً وأن نتعلم منه أيضاً.. فـ«سوزانا» التى ستدير هذه الرابطة لم تكن لها سابقاً أى علاقة بكرة القدم.. لم تلعبها ولم تشارك حتى فى إدارتها على أى مستوى فى أى نادٍ إنجليزى.. وكل علاقتها بهذه اللعبة التى ستدير مسابقتها الكبرى كانت أنها مشجعة دائمة لنادى فولهام واعتادت كل عام شراء البطاقة الموسمية التى تتيح لها حضور مباريات فولهام فى الملعب.. وفيما عدا ذلك لا علاقة لـ«سوزانا» بكرة القدم.. فهى زوجة وأم تعيش فى غرب لندن..

وبدايتها الوظيفية كانت مع الموسيقى ثم التليفزيون.. شاركت فى إطلاق قنوات جديدة لمجموعة «إم تى فى».. ثم قادت إطلاق القناة الخامسة الإنجليزية وبعدها انتقلت للعمل فى شبكة ديسكفرى التليفزيونية الأمريكية.. وأصبحت رئيسة لشبكة «أنيمال بلانيت» العالمية.. وتوالت خطواتها ونجاحاتها التليفزيونية وتراكمت خبراتها فى مجالات البث المختلفة حتى وقع الاختيار عليها لإدارة رابطة الدورى الإنجليزى لتخلف ريتشارد سكودامور، الذى أدار هذه الرابطة قرابة السنوات العشرين الماضية.. وكان السبب الأول لاختيار «سوزانا» هو خبراتها التليفزيونية والأمل فى نجاحها فى زيادة العائد المالى لأندية الدورى مقابل حقوق بث مبارياتها.. فالدورى الإنجليزى بيعت مبارياته فى الأربع سنوات مقابل أربعة مليارات ونصف المليار جنيه إسترلينى.. ورأى أعضاء الرابطة أن هذه المهمة لا تحتاج نجماً أو مسؤولاً كروياً بقدر الاحتياج لمَن يلم بقواعد وخبايا البث التليفزيونى وصناعته.. فإدارة شؤون كرة القدم تختلف تماماً عن ممارسة لعبة كرة القدم.. الأمر الثانى الذى يستحق التوقف أمامه أيضاً هو أن «سوزانا» ستتولى مهمتها الجديدة بداية من شهر يناير المقبل.. ولم يكن هناك حرج فى إعلان هذا القرار الآن أو حساسية بين المدير الحالى الذى سيرحل قريباً ومديرة جديدة ستحل محله.. فلابد من منح «سوزانا» بعض الوقت للاستعداد والاستيعاب قبل أن تبدأ مهمتها الصعبة.

المصري اليوم