Date : 25,04,2024, Time : 07:46:20 PM
3314 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 06 ربيع الأول 1440هـ - 15 نوفمبر 2018م 01:15 ص

مقترحات لمعالجة ترهل المنظمات

مقترحات لمعالجة ترهل المنظمات
سعيد بن على العضاضي

تكلمت في عدة مقالات سابقة عن "الترهل الإداري" وكيف يعمل، وكيف يتم الخلط بينه وبين بعض المصطلحات الإدارية الأخرى، كالبيروقراطية التي تعد أحد أعراض الترهل ونتيجة طبيعية من نتائجه. وفي هذا المقال، أريد أن أقدم بعض المقترحات، التي قد تفيد بعض المنظمات التي أصيبت بالترهل في إعادة الحركة إلى جسدها عن طريق تشذيب فروعها وتقليم أوراقها. ولكن قبل أن نذهب إلى ذلك، يتعين أن أعيد بعض الأفكار التي سبق أن عرضتها من قبل حتى نربط الموضوع بعضه ببعض، ما يسهل علينا فهمه.
الترهل عاهة تصيب المنظمات؛ نتيجة ضخامة حجمها الذي يؤدي إلى تفشي عدة أوبئة إدارية وتنظيمية، منها انتشار الفساد بكل أنواعه، وبطء الإجراءات، وصعوبة تدفق البيانات من أعلى الهرم التنظيمي إلى قاعدته، وبالعكس، نتيجة طول خطوط الاتصال، وصعوبة تبادل المعلومات بين الإدارات في المستوى الإداري الواحد، وكل هذا يجعل من المؤسسات بطيئة الحركة، ضئيلة الإنتاجية، بعيدة كل البعد عن أساسيات الجودة ومعايير الاعتماد.
بعض المنظمات تنشر إحصائيات بين الوقت والآخر، توضح فيها كيف كانت قبل عشر سنوات وكيف أصبحت الآن، باستخدام معيار ساذج يتمثل في القفزة الهائلة في الأقسام أو الإدارات أو الموظفين. وإنني أتساءل: كيف تتحرك منظمة تضم بين جنباتها أكثر من 50 قسما وما يقارب 30 ألف موظف وموظفة؟ ولا أدري ما الحكمة من نشر تلك الإحصائيات؟
ومن نتائج الترهل أيضا، انتشار البيروقراطية البغيضة، والعيش في نظام مغلق لا يؤثر ولا يتأثر بالمجتمع، فالمنظمات المترهلة تتحاشى فتح نافذة على المجتمع؛ لأنها تخشى كشف سوأتها، فتلجأ إلى الوحدة والانكفاء على نفسها. ومن مشاكل الترهل صعوبة الرقابة، فالقيادات في المنظمات المترهلة لا تستطيع أن تضبط سير الأعمال، وقد ترى الفساد يستشري في جسدها دون أن تستطيع تحريك ساكن، فتغض الطرف عن كثير من الانحرافات الإدارية والتجاوزات المالية، بخلاف المنظمات المشذبة والرشيقة التي تمتلك القدرة على كشف الانحراف منذ بدايته، بل قد تتنبأ به قبل حدوثه. ومن أبرز مشاكل الترهل محاربة التغيير، وتكون التكتلات غير الرسمية، التي يفضل تسميتها في أدبيات إدارة الأعمال "التنظيمات غير الرسمية"، وقد تفوق سطوتها التنظيمات الرسمية، فتؤثر في غالبية قرارات المجالس واللجان. وعندما تنتشر هذه الأمراض في المنظمات، ستتحول بعد وقت إلى أعراف وقيم تنظيمية، ومن ثم تكون أحد أبرز مكونات الثقافة التنظيمية، وعندها لن تستطيع القيادات تفكيكها؛ لأن المكونات الثقافية للمنظمات تشبه إلى حد كبير المكونات الثقافية للمجتمعات، فلا يمكن التخلص منها بسهولة؛ لأنها تكونت خلال فترة طويلة نسبيا وتحتاج إلى المدة نفسها لتفكيكها.
ولكن كيف نخلص المنظمات من هذا الداء ونعيد إليها الحركة والرشاقة؟ هناك عدة سياسات لتخليص المنظمات من الترهل، منها رقابة مسيرة المنظمة وتقييمها بين الوقت والآخر، وألا تترك تدير نفسها بنفسها، وإذا ثبتت إصابتها بالترهل، فيجب إعادة هيكلتها بعدة طرق، منها السعي إلى تقسيمها إلى منظمتين منفصلتين. فإضافة إلى أن هذا التقسيم يخلص المنظمة من الترهل، فهو في الوقت نفسه سيساعدها على أن تقدم خدماتها بشكل أفضل، ويشعل التنافس في الحقل نفسه. والأهم من ذلك أنه يخدم المنظمة الأم، فيجعلها خفيفة رشيقة، فقد تخلصت من جزء كبير من حملها، فيمكنها الانطلاق بسرعة ومعرفة ما يدور في داخلها. وأهم ميزة عند تقسيم المنظمات المترهلة، تحريك المياه الراكدة، وقتل التكتلات التي أفرزها الترهل، كالفئوية وغيرها.
كما ينبغي عند تعيين قادة للمنظمات الوليدة أن يكونوا من خارج المنظمة الأم؛ حتى لا ينقلوا العدوى إلى المنظمات الوليدة، فتصبح صورة طبق الأصل. وينبغي إعداد قائمة بالقيادات والموظفين، مع وضع تقدير للكفاءة من عدة مصادر، ومن ثم توزيعهم على المنظمات المنقسمة بصورة عادلة. فالعدالة تعتمد - هنا - على توزيع الكفاءات بين المنظمات الوليدة، وليس على كمية وأعداد الموظفين، وألا تعتمد على نقل موظف من المنظمة الأم إلى المنظمة الوليدة؛ بسبب قربه من عائلته أو قبيلته أو لمصلحة يقضيها، بل لكفاءته ولمنفعة المنظمة الجديدة.
كما يجب التخلص من خطط اللعب القديم بإيقاف أي توسع عشوائي للمنظمات الوليدة بعد التقسيم، وأن يكون هناك سقف أعلى لعدد الأقسام والإدارات والكليات، ونشر الوعي بين القيادات الأكاديمية بأن الجودة لا تعني زيادة أعداد الموظفين والأقسام وزخرفة المباني، بل الظفر بالمعايير الدولية والإقليمية وتطوير جودة المخرجات.
هذه بعض المقترحات لمعالجة الترهل في المنظمات، ولمن أراد مزيدا حول موضوع الترهل، يمكن العودة إلى مؤلفات جاك ولش المدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك على مدى 20 عاما.

الاقتصادية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد