الأهلى وأبناؤه والمستقبل
لابد من الاعتراف أولاً بأن الأهلى لم يكن يستحق الفوز والعودة إلى القاهرة بكأس أفريقيا.. وأن لاعبيه ومدربهم كانوا هم السبب المباشر للخسارة وليس حكم المباراة أو أى أسباب أخرى.. لكنها فى كل الأحوال خسارة كروية تعيش مثلها أكبر أندية العالم ولا تنتقص من قدر الأهلى ومكانته ليبقى رغم هذه الهزيمة من أقوى الأندية أفريقيا وعربيا.. فإن كان هناك من عشاق الأهلى وأبنائه من أحزنهم وأوجعهم خسارة نهائى أفريقى عامين متتاليين.. فهناك جانب إيجابى يتلخص فى أن الأهلى كان على رأس قائمة الأندية الأفريقية خلال هذين العامين.. كان معه الوداد المغربى فى العام الأول ثم اختفى فى العام التالى.. وغاب الترجى التونسى فى العام الأول وعاد هذا العام.. وليس ذلك مبررا لعدم الحزن على خسارة النهائى، أمس الأول، أو دعوة للتغاضى عن أى حساب وإصلاح لكثير من الأخطاء وتغيير لكثير من الوجوه والأسماء..
فالأهلى فى نهائى العام الماضى كان أفضل كثيرا من الأهلى فى نهائى أمس الأول.. وهذا أمر يستدعى التوقف والانتباه وليست الخسارة وحدها.. وربما كانت الفائدة الحقيقية للأهلى بعد خسارته هذا النهائى وبهذا الشكل الموجع هى اقتناع الجميع الآن بضرورة التغيير والإصلاح حتى يصل الأهلى العام المقبل للنهائى الثالث على التوالى.. ومن المؤكد أن إدارة الأهلى اقتنعت تماما بضرورة هذا التغيير الآن حفاظا على الأهلى، وهى تستطيع ذلك بعيدا عن أى اتهامات وتجاوزات قد يكون الانفعال والحزن والغضب هما دافعها الأول وسببها المباشر.. فإن كان أبناء الأهلى يحبونه ويفرحون به ومعه، فائزا أو منتصرا، فإنهم يحبونه أكثر حين يواجه ناديهم أى أزمة أو مشكلة.. وبسرعة تتحول أى خسارة للأهلى إلى دعوة لكل أبنائه لنسيان مؤقت لكل وأى خلافات فى الرؤى والآراء ويلتف الجميع حول ناديهم يفتشون عن حلول ويقدمون اقتراحات كلها مهمة وضرورية ولازمة.. خاصة أن جماهير الأهلى لم تتهم حكما بالتواطؤ ولم تبحث عن مبررات تخترعها وتتخيلها للهزيمة.. وفى المقابل لابد أن تصغى الإدارة لهذه الاقتراحات بمنتهى الجدية والاهتمام واحترام أصحابها.. ففى كرة القدم قد يأتى الرأى الصائب ممن لم يتوقعه أو ينتظره أحد ويصبح رأيا أكثر عمقا من آراء الذين تلتفت إليهم كل العيون.. ولابد فى النهاية من تهنئة الترجى الذى كان الأحق بالفوز والأجدر ببطولة أفريقيا.
المصري اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews