Date : 19,04,2024, Time : 03:13:50 AM
2766 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 21 صفر 1440هـ - 01 نوفمبر 2018م 12:36 ص

معالجة الإرهاب... أميركياً

معالجة الإرهاب... أميركياً
عثمان ميرغني
خلال الأيام القليلة الماضية، كانت الولايات المتحدة مسرحاً لأعمال إرهاب محلية الطابع، والدوافع؛ لكنها إرهاب في كل الأحوال، وبكل المعايير. من هذا المنطلق، كان يفترض أن نسمع كثيراً من التحليلات والتصريحات عن الأعمال «الإرهابية»، وعن المنفذين «الإرهابيين»، وأن نرى ونسمع كثيراً من العناوين التي تركز على تكرار كلمة «الإرهاب» في وصف هذه الأحداث ومنفذيها.
لكن من خلال متابعة المعالجة الأميركية للموضوع؛ سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، لم نسمع كلمة «الإرهاب»، أو نعت «الإرهابي» تُرددان كثيراً. سمعنا أكثر كلمات مثل: «قتل»، و«إطلاق النار»، و«جريمة كراهية»، و«المسلح»، و«المهاجم»، في أعقاب الهجوم على المعبد اليهودي في بتسبيرغ، يوم السبت الماضي. وقبل ذلك بوقت وجيز قرأنا عن «مرسل الطرود»، و«الرجل من فلوريدا»، و«مناصر ترمب»، خلال تغطية عملية إرسال الطرود الملغومة إلى عدد من الشخصيات السياسية والعامة، المناهضة للرئيس دونالد ترمب، من بينها الرئيس السابق باراك أوباما، ونائبه جو بايدن، والمرشحة الرئاسية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) السابق، جون برينان، ورجل الأعمال جورج سوروس، والممثل روبرت دي نيرو، إضافة إلى شبكة «سي إن إن» التلفزيونية.
لم تكن وسائل الإعلام الأميركية وحدها في اتباع هذه «التغطية المتوازنة»، و«الموضوعية»، إذ بدا أن وسائل الإعلام البريطانية سارت على المنوال ذاته، وتبنت الخطاب الأميركي في وصف الأحداث والمنفذين. ربما طغت هذه اللهجة على التغطية الإعلامية في دول أخرى أيضاً، بما في ذلك وسائل إعلام في دول عربية وإسلامية؛ لأن الأخبار في الغالب الأعم تتأثر بالطريقة التي تبث فيها من مصدرها، أو من الجهة التي تحكم لهجتها منذ اللحظات الأولى للحدث. 
لكن إذا تخيلنا لوهلة أن أحد المنفذين أو كليهما في هذه الأحداث كانا من المسلمين، فهل كانت المعالجة ستتم بهذه الطريقة «المتوازنة»؟
المؤكد أو الأرجح أننا كنا سنسمع كلمة «إرهاب» ونعت «إرهابي مسلم» تردد كثيراً. وبدلاً من عناوين مثل «إطلاق النار على معبد بتسبيرغ»، و«هجوم يوم السبت»، و«مطلق الرصاص»، و«مرسل الطرود»، كنا سنقرأ عن «هجوم إرهابي»، و«الإرهاب الإسلامي»، و«الإرهابي المسلم»، وغيرها من التعبيرات التي باتت تستخدم بلا تحفظ أو تردد في مثل الأحوال. فالواضح أنه في مقابل التردد الذي لمسناه خلال الأيام القليلة الماضية في وصف هذه الأعمال بالإرهاب الديني أو العنصري، وعدم الرغبة في استخدام وصف مثل «إرهابي أميركي»، هناك استعداد يصل أحياناً إلى حد التسرع في ربط أي عمل من هذا النوع يقوم به متطرف من عالمنا، بالإسلام، مما أوجد انطباعاً خاطئاً عن المسلمين وعقيدتهم في أذهان كثيرين، وشوه صورتهم وصورة دينهم، بسبب ممارسات تقوم بها قلة ضئيلة منبوذة ومدانة من قبل الأغلبية الساحقة، من أكثر من مليار و800 مليون مسلم حول العالم.
حتى الرئيس ترمب الذي جعل الهجوم على «الإرهاب الراديكالي الإسلامي»، جزءاً من خطابه السياسي، ولم يدع فرصة أي هجوم يحدث في أي بلد؛ خصوصاً في أوروبا، من دون تجديد هذا الخطاب، ومحاولة استخدام الأمر لتبرير كلامه الذي تبناه منذ حملته الانتخابية، عن منع دخول رعايا دول إسلامية للولايات المتحدة، رأيناه خلال الأيام الماضية يقتصد في وصف عملية الطرود الملغومة والهجوم على معبد بتسبيرغ، بالإرهاب. وعوضاً عن التركيز على كيفية مواجهة الإرهاب الداخلي، كان لافتاً أنه استخدم الأمر للهجوم على خصومه وعلى وسائل الإعلام، واتهمهم بأنهم تسببوا في تأجيج أجواء الكراهية والانقسام؛ واصفاً الصحافيين مجدداً في تغريدة أطلقها هذا الأسبوع، بأنهم: «الأعداء الحقيقيون للشعب».
ولأن الأحداث جاءت في حمى الحملات الانتخابية المستعرة، قبيل انتخابات الكونغرس التي ستجرى الثلاثاء المقبل، فإنها دخلت ساحة التجاذب السياسي. فقد رد معلقون صحافيون وسياسيون من الحزب الديمقراطي على ترمب، باتهامه مجدداً بأنه المتسبب في بث أجواء تأجيج الانقسامات، وفي تشجيع اليمين المتطرف. وركز كثير من المعلقين على أن روبرت باورز، مهاجم معبد بتسبيرغ، وسيزار سايوك، المعتقل الذي يحقق معه في عملية إرسال الطرود الملغومة، من أنصار ترمب، ولديهما كتابات تشير إلى أنهما تأثرا بخطابه السياسي، سواء المعادي لكثير من وسائل الإعلام أو للمهاجرين، بما في ذلك هجومه المتواصل أخيراً على قافلة المهاجرين القادمة من أميركا الجنوبية، والتي كان قد وصفها بأنها «غزو لبلدنا» وتعهد بمنع المشاركين فيها من عبور الحدود. ولعله من المناسب هنا الإشارة إلى أن ترمب كان قد زعم أن مجرمين وأناساً من الشرق الأوسط اندسوا وسط هذه القافلة، وذلك للإيحاء بأنها ربما تضم «إرهابيين»، وبالتالي فإن التصدي لها يعتبر دفاعاً عن الأمن القومي.
الواقع أن هناك الكثير الذي يجعل المسلمين يشعرون بالغبن من استسهال ربطهم بالإرهاب، ومن التشويه المستمر لصورتهم، الذي لا يخدم سوى المتطرفين؛ سواء كانوا في العالم الإسلامي أو في الغرب. الإرهاب يجب أن يدان أينما حدث، وبغض النظر عن هوية أو عقيدة مرتكبه؛ لكن تناوله إعلامياً أو في تصريحات الساسة ينبغي ألا يكون بمعايير مزدوجة تكيل بمكيالين، وتسهم في تأجيج أجواء الشك والكراهية التي لن يكون فيها خير لأحد.
 
الشرق الاوسط 
 



مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد