الإيزيديون ينفذون عمليات تصفية للسنّة في سنجار بسلاح «الحشد الشعبي»
تزايدت عمليات تنفيذ «الثأر» من إيزيديين ضد أفراد من العشائر السنية في قضاء سنجار غرب الموصل، التي يرى الإيزيديون أنهم كانوا سبباً فيما تعرضوا له من محنة قتل واعتقال وسبي أكثر من 6 آلاف شخص من أبنائهم، على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بعد أحداث حزيران/ يونيو 2014.
النائب السابق عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، كشف عن «آخر عملية» جرت في سنجار قبل نحو أسبوعين، تمثلت بنصب الإيزيديين «حاجزا وهميا» اختطفوا خلالها شخصين أحدهم قائمقام قضاء البعاج (غرب نينوى)، وشخص آخر منتسب في الحدود.
اللويزي قال لـ«القدس العربي»، «أنا شخصيا واكبت عمليات التحرير في المناطق التابعة للإيزيديين، وكنت على تماس مع بعض قياداتهم الميدانية. الإيزيديون كانوا سابقاً يتهمون عشائر معينة ومحددة مثل الجحيش والبومتيوت والخواتنة، بأنهم وراء الجرائم البشعة التي تعرضوا لها من خطف وقتل وسبي وغيرها، وفي الوقت ذاته كانوا يقولون إن بعض العشائر العربية وقفت معهم وساعدتهم، ومن بين تلك العشائر عشيرة شمر».
وعلى الرغم من ذلك، لكن الحادث الأخير استهدف شخصين من عشائر شمر، حسب اللويزي، الذي أكد أن «الحادث أدى إلى توسيع دائرة العداء لدى الإيزيديين ليشمل كل العرب».
وأضاف: «كنا نتوقع حدوث هذا الأمر، وهو جزء من إفرازات داعش، وتهتك النسيج الاجتماعي في نينوى، خصوصا بين الأقليات والعرب»، مشيراً إلى إنه دعا إلى «مبادرة صلح مجتمعي، وإعلان الإخوة الإيزيديين الالتزام بالقانون وترك القضاء يأخذ مجراه لمعاقبة أي شخص أساء».
الناب السابق عن نينوى، أوضح أن: «الإيزيديين يستغلون الغطاء الرسمي لوجودهم ضمن قوات الحشد الشعبي بتنفيذ هذه العمليات»، لافتاً إلى أنه «في سنجار، كان هناك صراع على ولاء الإيزيديين، بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وبين حزب العمال الكردستاني. الطرفان سعيا لتسليح الإيزيديين واستغلال شعورهم بالظلم والقهر لاستمالتهم لصالحهم».
واعتبر اللويزي أن ذلك الأمر دفع الحكومة العراقية وهيئة الحشد الشعبي إلى «محاولة استيعاب الإيزيديين، شأنهم شأن العرب أيضاً، في حشود عشائرية»، موضّحاً أنه «ليس الخطأ في أن يكون للإيزيديين حشد، أسوة ببقية مكونات نينوى، لكن الخطأ ببدء استخدام سلاح وزي الحشد، مع كل أسف، لتنفيذ جرائم من شأنها أن تربك الوضع الأمني وتعمق الفجوة بين الإيزيديين وجيرانهم العرب».
وفي شأن ذي صلة، تحدث اللويزي عن «مشكلات أخرى» في مناطق سهل نينوى (غرباً) التي يتمركز فيها المكوّن الشبكي، مبيناً أن هذا المكون «يواجه معارضة وصراعا سياسيا ومسلحا مع الديمقراطي الكردستاني، الذي يعتبر بعض مناطق السهل كردستانية».
وتؤكد منظمات إنسانية إيزيدية أن عدد المختطفين الإيزيديين تجاوز الـ6 آلاف شخص، توزعوا بين رجل وامرأة وطفل وشيخ، تم تحرير نصفهم تقريباً حتى وقت إعداد التقرير.
وكشف مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان العراق (غير حكومي)، عن آخر إحصائية لعدد المختطفين الإيزيديين الذين تم تحريرهم من قبضة التنظيم.
وقال المكتب في بيان له، إن «الهجمات على قضاء شنكال (سنجار باللغة الكردية) من قبل تنظيم داعش الإرهابي بدأت في يوم 3 آب/ أغسطس 2014»، مضيفاً إنه «ووفقاً للإحصاءات الموجودة لدينا قامت المجاميع الإرهابية باختطاف 6 آلاف و417 مواطناً إيزيديا من نساء وأطفال ورجال وشباب، تم تحرير 3 آلاف و333 شخصا منهم لحد الآن».
وعن أعداد الجثث التي تم الكشف عنها في مقابر جماعية، أشار البيان إلى «العثور على 69 مقبرة جماعية في قضاء شنكال وأطرافه، احتوت على رفات العشرات من الشهداء الإيزيديين»، مؤكداً ان «تلك المقابر الجماعية هي دليل واضح وقوي على جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون من قبل المجاميع الإرهابية».
وتابعت المنظمة بيانها قائلة: «360 ألف مواطن ايزيدي نزحوا من مناطقهم، وتم إسكانهم في 15 مجمعاً في إقليم كردستان والعراق وسوريا وتركيا، كما توجه 100 ألف مواطن إيزيدي الى خارج البلاد».
القدس العربي
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews