Date : 18,04,2024, Time : 05:20:30 PM
2045 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 17 صفر 1440هـ - 28 أكتوبر 2018م 12:18 ص

العراق..بين السيستاني والخميني

العراق..بين السيستاني والخميني
جينيف عبدو

استغرق الأمر خمسة أشهر منذ الانتخابات الوطنية في العراق، لكن أصبح للدولة أخيراً رئيس وزراء جديد هو عادل عبدالمهدي. لكن في الحقيقة، لا هو ولا الرئيس الجديد برهم صالح، ولا الزعيم الديني مقتدى الصدر، الذي فاز تحالفه بأغلبية المقاعد البرلمانية في مايو، سيكون له التأثير الأكبر على ما إذا كان العراق سيجري الإصلاحات الضرورية ليصبح دولة مستقرة ومزدهرة. والشخصية المحورية هو آية الله علي السيستاني، البالغ من العمر 88 عاماً، وهو رجل الدين النافذ بين الشيعة في العراق. 
وعلى رغم من أن السيستاني يتبع عرف البقاء عموماً بعيداً عن الدور المباشر في السياسة، فإنه انخرط على مدار أشهر في المفاوضات الجانبية لجمع الفصائل المتنازعة التي توصّلت في نهاية المطاف إلى اتفاق حول تسمية عبدالمهدي، وهو خبير اقتصادي ونائب رئيس سابق.
ويعتبر وضع السيستاني في قمة هرم سياسي أمر غير مسبوق بالنسبة لرجل دين عراقي. وطوال تاريخ الشيعة، وحتى ثورة 1979 التي أدت إلى إنشاء نظام ثيوقراطي في إيران، كان رجال الدين الشيعة يرفضون الاضطلاع بأنفسهم بصورة مباشرة في شؤون الدولة.
لكن آية الله الخميني، مرشد الثورة الإيرانية، هو من أحدث تغييراً جذرياً في دور كبار القادة الدينيين بمفهومه ولاية الفقيه، وكان منطق الخميني في دخول السياسة مرتكزاً على فكرة أنهم كنواب على الأرض للإمام الغائب، المهدي، فإن رجال الدين، لاسيما نفسه، لهم سلطة سياسية مطلقة على كل الشيعة. 
ويرفض السيستاني، وهو أيضاً مواطن إيراني، فكرة ولاية الفقيه، لأنه يعتقد أنها تفضي إلى الديكتاتورية، وخير مثال على ذلك إيران. لكنه تخلى عن عرفه غير السياسي لأنه يدرك أن الدولة العراقية ضعيفة في الوقت الراهن، ومحاصرة في صراع حزبي وعرضة لخطر الطموحات الاستراتيجية الإيرانية. 
ونقل عنه قلقه الشديد من أن إيران لعبت دوراً كبيراً بصورة متزايدة في العراق منذ سحب الولايات المتحدة معظم قواتها من العراق في عام 2011. ولا يعني ذلك أن رجل الدين الأقوى في العراق متحالف دائماً أو خاضع للمصالح الأميركية، فهو أولاً، وقبل كل شيء، قومي. 
وتشير مصادر دينية في مدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة أن لعب السيستاني دور بارز في الحكومة حالياً، هو بدافع «الضرورة». بيد أن الخميني استخدم المفهوم ذاته عندما نصّب نفسه زعيماً مطلقاً لإيران، بعد أقل من عام على عودته من المنفى لقيادة الثورة. 
وعلى رغم من ذلك هناك فارق مهم بين الطريقتين اللتين فسّر بهما الرجلان «الضرورة». فالسيستاني يرى أنه من الضروري اجتماعياً وأخلاقياً الحفاظ على المصلحة العامة، والتي يطلق عليها «الحسبة»، وتقتضي وجود شخص نافذ للتدخل من أجل «التوجيه بتطبيق الصالح ومنع الخطأ». وأما الخميني لم يُفرّق بين مصلحة الشعب ومصلحة الحكومة.
ولا يستمد السيستاني نفوذه بالتعيين مثل المرشد الإيراني علي خامنئي. ورغم أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها نفوذه الديني على الحياة اليومية لأتباعه في العراق وخارجها، للانخراط بصورة مباشرة في السياسة الحزبية، إلا أنه أكد في السابق سلطته في مساعدة الدولة. فقد حضّ العراقيين على محاربة تنظيم «داعش»، ولعب في عدد من المناسبات دور الطرف المحايد بين إيران والولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، كان على خلاف مع الصدر، الذي حارب أنصاره في السابق القوات الأميركية واعتبروا أن على الولايات المتحدة مغادرة بلادهم.
وبتوسيع دوره إلى خارج النطاق الديني ليتضمن قضايا مثل الحفاظ على النظام العام، يمكن أن يرسم السيستاني مساراً جديداً ودائماً للمؤسسة الدينية العراقية المعروفة بـ«المرجعية». لكن المهم هل يمكنه مواصلة القيام بهذا الدور الكبير؟ وهل سيخرج بعد وفاته مزيداً من رجال الدين القادرين على ممارسة تأثير مماثل؟ 
ربما يرغب بعض العراقيين في استمرار تدخل السيستاني، لأنه على أي حال شخص يمكنه التوصل إلى الحلول الوسط، فهو لم يستخدم نفوذه القوي للمساعدة في حلحلة الجمود بشأن تشكيل الحكومة الجديدة فحسب، لكنه أسهم أيضاً في وصول «برهم صالح» إلى منصب الرئيس. (وعبدالمهدي، من التكنوقراط ويعتقد أنه أكثر حياداً في المنافسة بين الولايات المتحدة وإيران). 
وقد أظهر دور السيستاني في كل ذلك ذكاء سياسياً. ففي البداية أصدر فتوى بأنه لا ينبغي أن يتولى أي سياسي خدم في منصب عام في الماضي منصب رئيس الوزراء. لكن بحسب محمد رضا، نجل السيستاني، تم إعفاء عبدالمهدي من هذا القيد لأنه كان قد استقال من أحدث مناصبه كوزير للنفط العراقي قبل إتمام مدته. 
وقد تمكن السيستاني، في معرض مساندته لعبدالمهدي، من الإطاحة بمرشحين آخرين من المنافسة يخضعان بقوة للنفوذ الإيراني، هما: نوري المالكي الذي تولى رئاسة وزراء العراق من 2006 إلى 2014، وهادي العامري، زعيم الميليشيا الذي حصل ائتلافه على ثاني أكبر عدد من مقاعد البرلمان في مايو. واستغل السيستاني إحدى خطبه في أيام الجمعة لانتقاد المالكي بصورة غير مباشرة، قائلاً للعراقيين: «إياكم والسقوط في فخ من أفسدوا ومن فشلوا».
ويرى السيستاني ورجال دين آخرون أن إيران تمارس نفوذاً أكبر مما يحتمل على العراق، وعملوا لسنوات على تقليص نفوذ طهران. ويقول جواد الخوي، الباحث الديني والأستاذ في النجف، «إن هناك رغبة بين المرجعية والشعب في تولي حكومة وحدة وطنية حقيقية جديدة». لكن مثل كثيرين في العراق، تخشى المؤسسة الدينية من التدخل الخارجي. 

الاتحاد 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد