Date : 20,04,2024, Time : 05:37:01 PM
3192 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 16 صفر 1440هـ - 27 أكتوبر 2018م 12:20 ص

إيران.. تكتيك أم استراتيجية؟

إيران.. تكتيك أم استراتيجية؟
إميل أمين

قبل نحو أسبوعين من انطلاق الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران، تلك التي ستشمل تضييقاً غير مسبوق على اقتصاد إيران، لاسيما على تصدير نفطها، فوجئ العالم برمته بتصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن استعداد بلاده لخوض محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص العقوبات الأميركية، لكن في إطار احترام إيران.
التصريح المذكور زئبقي، وإلا فما معنى الاحترام الذي يقصده «ظريف» هنا؟ وما هي أبعاده وملامحه؟
مهما يكن من أمر الجواب فإن المشهد الإيراني الجديد مثير للجدل، ذلك أنه في أغسطس الماضي صرّح مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي بأنه محظور عقد أي محادثات مع أميركا، سيما وأنها لا تفي أبداً بتعهداتها في المحادثات، على حد قوله. كان خامنئي يتحدث أمام آلاف الإيرانيين وتلفزيون بلاده ينقل مباشرة الحدث، والرجل يؤكد على أن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي برهان واضح على أنه لا يمكن الوثوق بها.
تصريحات «ظريف» لا تحتمل إلا معنى واحداً، وهو أن إيران تفكر في تغيير توجهها بسبب الخوف مما هو أسوأ، ومن الطبيعي الاعتقاد بأن ظريف لا يمكن أن يطلق هذه التصريحات من عنده، ففي ظل نظام استبدادي مثل النظام الإيراني كل الخيوط والخطوط يمسكها الرجل الأكبر، الذي يوجه الجميع برؤاه الديماغوجية والتي تعلو على أي توجه أيديولوجي.
شيء ما يجري في إيران يدلل على أن هناك محاولات محمومة للالتفاف على العقوبات الأميركية وبهدف فتح ثغرات في جدارها.. ماذا عن ذلك؟
في 13 أكتوبر الماضي كان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني «حشمة الله فلاحت بيشه»، يدعو للتفاوض مع حركات مناهضة لترامب في الداخل الأميركي، بغية التخفيف من تأثير العقوبات الأميركية على بلاده.
يقول «بيشه» إن «أميركا ليست ترامب، وهناك مناخ دبلوماسي جديد لتخفيف التصعيد مع أميركا، ومن المناسب لإيران أن تسلك دبلوماسية التفاوض واستمالة الحركات المناهضة لترامب في الداخل الأميركي». ثم أضاف أن من شأن ذلك أن يساعد في تخفيف الضغوط الناجمة عن استخدام واشنطن «القوة الواسعة المرتكزة على العقوبات».
ويكاد الناظر للمشهد الإيراني يرى توزيعاً تقليدياً للأدوار، وهي لعبة تجيدها طهران عندما تدخل في مآزق تاريخية. ومع صمت خامنئي أمام تصريحات كل من «ظريف» و«بيشه» يتيقن المرء بأن المرشد هو من يدير الأزمة على هذا النحو، مقتدياً بما فعله من قبل الخميني الذي صرح بأن الحرب مع العراق سوف تمضي إلى أجل غير مسمى مهما كلّف الأمرُ إيرانَ من تضحيات، غير أنه عندما ضاقت عليه دائرة الضغوطات ولاحقته الهزائم، قال قولته الشهيرة قبل وقف إطلاق النار والتوقيع على إنهاء الحرب: «أتجرع كأس السم مرغماً».
كان موقف الخميني الأول من نوعه في إطار البراجماتية الإيرانية التقليدية في عهد الملالي، وقد مضى على هديها الإيرانيون لاحقاً. فعلى سبيل المثال، وبعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في عام 2001، تراجعت إيران كثيراً عن مشروعها النووي إلى حد أنها أوقفته، لاسيما وقد رأت أن الولايات المتحدة ماضية قدماً في طريق المواجهة العسكرية الحاسمة والحازمة، وبكل قوة، مع أعدائها.
أرادت إيران أن تعبر الأزمة الحادثة في ذلك الوقت، وقد عبرتها بالفعل من خلال المناورة التكتيكية، حيث قللت اتصالاتها مع الإرهابيين الذين ترعاهم بشكل منفرد أو في صورة جماعات.
عاودت إيران من جديد اللعب على مختلف المتناقضات خلال فترة باراك أوباما واستطاعت أن تنتزع منه اتفاقاً سيئ السمعة، حقق لها مكاسب جمّة، سواء على صعيد تحسين أوضاع الاقتصاد الداخلي أو فيما يخص برنامج الأسلحة النووية الذي لا تنفك تطلق عليه «مشروع توليد الطاقة الكهربائية من مصادر نووية»، رغم أن ما لديها من نفط وغاز يكفيها لخمسة قرون مقبلة.
ما الذي يحدث الآن في إيران؟ وهل هو مجرد مناورة تكتيكية إلى أن تهدأ العاصفة الأميركية الترامبية، وليس توجهاً استراتيجياً حقيقياً يتصل بنوايا ورؤى الدولة الفارسية؟
الجواب يأخذنا إلى تصريحات أكثر جرأة، وهي جرأة تحظى برعاية خامنئي، تصريحات منسوبة إلى الرئيس الإيراني السابق، وزعيم ما يعرف بالتيار الإصلاحي. والتيار الإصلاحي كذبة إيرانية كبرى؛ فلا حمائم ولا صقور في إيران، بل كلهم ملالي مؤدلجون عقائدياً. إنه محمد خاتمي الذي كان يتحدث أمام أعضاء رابطة الطلاب الثقافية في جامعة شيراز جنوب البلاد قبل بضعة أسابيع، وفي حديثه ذلك أكد على أن فشل العملية الإصلاحية يعني انهيار النظام في ظل أزمة اقتصادية خانقة تمر بها إيران جراء العقوبات الأميركية.
يدرك الإيرانيون أن إدارة ترامب تتبع طريق «الضغط الأقصى» الذي سيؤثر حتماً على وضع إيران المالي، خارجياً وداخلياً، فتفقد أذرعها في الإقليم والعالم وتقابل ثورة شعبها الجائع من جانب آخر.
الخلاصة: إيران تمارس تكتيكاً جديداً لن ينطلي أبداً على ترامب.

الاتحاد 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد