حرب مصر من أجل الاسكواش

ليس من الضرورى أن تكون من هواة لعبة الاسكواش ومتابعيها لتتوقف قليلا أمام اجتماع دولى مهم جدا لأسرة الاسكواش فى العالم تستضيفه مصر الآن.. فقد استقبلت القاهرة منذ أمس الأول مسؤولى الاسكواش القادمين من خمس وثمانين دولة فى العالم للمشاركة فى الجمعية العمومية الثامنة والأربعين للاتحاد الدولى للإسكواش.. وبعيدا عن أى جدول أعمال روتينى لهذه الجمعية وأى ملفات فنية واقتصادية ستتم مناقشتها.. فقد شاءت الظروف والمصادفات أن يصبح هذا الاجتماع استثنائيا للغاية لأنه بداية المحاولة الجادة والأخيرة لإدراج الاسكواش كلعبة أوليمبية بعد إخفاق محاولات كثيرة سابقة فى الماضى.. وأن تكون القاهرة بالتحديد هى مقر هذا الاجتماع بعدما أصبحت مصر هى كلمة السر سواء فى الاعتراف الأوليمبى بالاسكواش أو عدم الاعتراف بها.. وسواء كنت متابعا أم لا فمن المؤكد أنه يسعدك أن تعرف أن مصر باتت هى الدولة الأهم والأقوى فوق خريطة إسكواش العالم.. فهى الآن تحتكر معظم بطولات الدنيا وبناتها وأبناؤها يتصدرون قوائم الأفضل عالميا.. وأدت هذه الانتصارات الدائمة والمتتالية إلى تمسك كثيرين بأن تقود مصر حاليا كل الجهود العالمية لإدراج الاسكواش فى القائمة الأوليمبية لأنه ما من دولة أخرى فى العالم تستطيع ذلك أو تملك هذا الحق أكثر من مصر..

كما أدت نفس تلك البطولات والانتصارات إلى إحجام كثيرين أيضا فى المقابل عن المشاركة فى أى جهود لضمان الاعتراف الأوليمبى بالاسكواش.. وعلى لسان أكثر من مسؤول أوروبى ترددت وتكررت هذه العبارة أو هذا السؤال.. هل سنحارب من أجل ضم الاسكواش للألعاب الأوليمبية لكى نضمن لمصر مزيدا من الميداليات الأوليمبية.. وحاول البعض الرد على هذا السؤال بأن مصر لا تضمن أى ميداليات أوليمبية فى الاسكواش وإنما ستخوض المنافسة مثل أى دولة أخرى.. واضطر الجميع لانتظار التجربة الأوليمبية للإسكواش فى دورة بوينس آيريس للشباب.. ولا أذيع سرا حين أقول إن المصريين تمنوا فوز أى لاعب فرنسى أو إنجليزى بميدالية التجربة حتى يطمئن الجميع ويعودوا كلهم للعمل معا لتنجح محاولات ضم الاسكواش لدورة باريس الأوليمبية 2024.. إلا أن مصر فى النهاية فازت أيضا بتلك الميدالية الذهبية فى بوينس آيريس.. وهكذا تضاعفت أهمية تلك الاجتماعات الحالية فى القاهرة.. وهل ستنجح مصر فى إقناع الجميع بمشاركتها من أجل الاسكواش أم ستبقى مصر وحدها تحارب وتحلم وتنتصر أيضا.

المصري اليوم