اقتصاد المملكة متين ومصدر استقرار عالمي
في بيان مختصر، أعلنت المملكة أن أي تحرك ضدها لإصدار عقوبات أيا كان نوعها، فإنها سترد بعقوبات أشد، وأن اقتصادها حيوي ولا يتأثر بتلك العقوبات، إنما يتأثر بالاقتصاد العالمي، باعتبار أن أحد أهم مصادر الدخل للمملكة ناتج عن النفط، والنفط سلعة عالمية تتأثر بالاقتصاد العالمي، بل إن أي إجراء ضد المملكة ستنشأ عنه تقلبات في أسعار النفط، وهذا ما لا يخدم السوق والاقتصاد في العالم؛ باعتبار أن النفط لا يزال سلعة ضرورية للعالم، ولا يمكنه الاستغناء عنها.
عبارات قصيرة أصابت الهدف بدقة، ووأدت كثيرا من التحركات المغرضة ضد المملكة، وأوجبت التزام التأني كثيرا في إصدار الأحكام ضدها، والعمل على تغليب العقل والمنطق، بدلا من تشويه صورتها دون دليل أو برهان، فالأحداث كلها تشير إلى سلامة موقف المملكة وقيمها فيما تتخذه من قرارات.
الحملة الإعلامية الظالمة، التي تتعرض لها المملكة اليوم من قناة الجزيرة في قطر وتوابعها، إضافة إلى بعض المؤسسات الإعلامية في تركيا، ومؤسسات إعلامية في بعض دول العالم - شاهد على حجم المؤامرة التي تتعرض لها المملكة اليوم، تنبئ عن حقد دفين، يصل إلى حد الحماقة، التي جعلت من هذا الإعلام يروج كثيرا من الأخبار الكاذبة واللاعقلانية، ويمارس الإشاعة والحذف، ويكذب الكذبة ويبني عليها كذبة أخرى، فثالثة، فرابعة، رغم تكذيب الكذبة الأولى التي بنى عليها، ويستمر هذا المسلسل، ولن يكون هو الأخير، رغم أن التحقيقات ما زالت لم تُظهِر أي نتائج لما حدث فعلا للصحافي جمال خاشقجي.
هذه الحملة ليست الأولى ولا الأخيرة، وهي شاهد على حجم النجاحات التي تحققها المملكة على المستويين السياسي والاقتصادي؛ إذ إنها لو تعرضت لإخفاقات فلن تكون عرضة لمثل هذه الحرب الشعواء، التي تستهدف المملكة بأبنائها وجميع من فيها. ولعل أحد أهم النجاحات التي تحققت خلال هذه الفترة القصيرة - هو أن العالم كله اليوم أصبح مطلعا على حجم الحب، الذي يكنه كل مواطن ومقيم لهذه البلاد وحكومتها، وثقتهم بالقرارات الحكومية، التي وضعت المملكة في مكانها الذي تستحقه بمواردها وأبنائها وحكومتها.
اقتصاد المملكة يختلف عن اقتصادات كثير أو معظم دول العالم؛ باعتبار أنه يعتمد بشكل كبير على النفط، كما أن المملكة تأتي في المركز الأول في حجم الاحتياطيات، وتتبادل هذا المركز مع الولايات المتحدة في حجم الإنتاج، وهي الأكثر قدرة على صنع توازن في سوق النفط، خصوصا في الأزمات، فالعالم اليوم لا يمكن أن يستغني عن النفط، وجهود المملكة في استقرار هذه السوق أمر يعرفه حتى المواطن العادي في أوروبا وأمريكا الشمالية، ولذلك فإن أي تحرك ضدها سيضاعف الأسعار بصورة تؤثر في الاقتصاد العالمي، الذي لا يتحمل أبدا أي أزمات اقتصادية جديدة.
هناك مجموعة من الأمور المتعلقة بهذه الأزمة؛ حيث إنه رغم ما يظهر من ضخامتها إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي أدت دورا كبيرا في تضخيمها، علما بأنها ليست أكبر أزمة تواجهها المملكة، بل استطاعت - بحمد الله - أن تواجه أزمات أصعب وأعقد وأخطر، وخرجت منها - بحمد الله - أقوى من ذي قبل.
إن هذه الأزمة تؤكد كفاءة القرارات في المملكة، التي اعتمدت على التخطيط للمستقبل، وتنويع مصادر الدخل، والاعتماد على مواردها البشرية والمادية، إضافة إلى العمل على ترسيخ علاقاتها دوليا، وفرض احترام سيادتها، وعدم التدخل في شؤونها، ويبقى أن المواقف الشاذة هي لفئات ملأ الحقد قلبها، أو تسترزق من هذه الأزمات؛ باعتبار أنهم تجار للأزمات، وهذه فرصة للحصول على مبالغ قد لا يحلمون بها مقابل افتراءات لا أساس لها، خصوصا في ظل انتهاك مواثيق المهنة الإعلامية، التي لم يعد لها أي وجود حاليا في العالم؛ إذ لم نسمع عن عقوبة على مؤسسة أو إعلامي بسبب استغلال منابر المؤسسات الإعلامية لترويج الكذب والافتراء، حتى في حال انتهاك خصوصيات بعض المواطنين، الذين تم التشهير بهم من أجل لعبة سياسية فاشلة.
فالخلاصة؛ إن المملكة رغم هذه الحملة إلا أنها تؤكد علو مكانتها في الالتزام بالقيم والأخلاق الإنسانية والإسلامية، وأن هذه الأزمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، في ظل استمرارها في تحقيق نجاحات اقتصادية وسياسية وفي محاربة الإرهاب، ويبقى تلاحم أبناء الوطن أكبر مجهض لهذه المؤامرات.
الاقتصادية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews