التربية الاقتصادية
كما أننا نقدم لأبنائنا وبناتنا عبر الأسر والمدارس: تربية أخلاقية، وتربية رياضية، نحتاج ويحتاجون أن نقدم لهم تربية اقتصادية. المشكلة أن البعض لا يكتفي من أنه لا يقدم هذه التربية، بل يمارس النقيض مع أولاده وأسرته أو أسرتها! ما الذي أقصده بالتربية الاقتصادية؟
الذي أقصده: أن يُربى الناشئ على إدارة نفسه مالياً إدارة ناجحة. وأصل هذه التربية في قول الله عز وجل: (فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) يعني: أنهم لا يمكنون من التصرف في الأموال وإن كانت ملكاً لهم عن طريق الإرث أو غيره، إلا إذا تبين أنهم راشدون في إدارة أموالهم، ولا شك أن هذا الرشد لا يمكن أن يكون فجأة بدون تعليم وتدريب وتربية.
للأسف أن كثيراً من الشباب من الجنسين ينشأ على الاستهلاك الزائد، في حين أنه لا يملك مهارة يتكسب بها، ولذلك نحن في حاجة ماسة إلى مراجعة ثقافتنا في هذا الموضوع، وإذا كنا نحرص على أن نقدم تربية رياضية لكلا الجنسين، فيجب -أيضاً- أن نحرص على تقديم تربية اقتصادية، تقدم عن طريق دورات علمية، وورش عملية. ويمكن أن تعقد شراكات ما بين التعليم وبين عدد من شركات القطاع الخاص، وسيكون في ذلك خدمة عظيمة للمجتمع، وسيفتح أذهان الناشئة ويجعلهم أكثر مسؤولية، كما أنه سيحفز الاقتصاد بلا شك.
فنحن بحاجة -دائماً- إلى رجال وسيدات أعمال يبدؤون ثروتهم وتجارتهم من الصفر، لا آلت إليهم الثروة بالوراثة.
التربية الاقتصادية تقوم على ثلاثة أركان، وربما أكثر:
1/ الاقتصاد: فيعوّد الناشئ على المحافظة على أصوله وأشيائه، ويدرّب كذلك على أن ينفق باعتدال؛ مراعياً ما تذكره الدراسات: «أن الناس يبنون نفقاتهم على أساس اتجاهات الدخل بعيدة المدى إضافة إلى الدخل الحالي» وفي ضمن ذلك يمكن أن يُدرَّس بعض النظريات، مثل «نظرية الدخل الدائم» ونظرية «فرضيات دورة الحياة».
2/ الادخار: ومن المهم جداً أن يكون الادخار عادة، حتى لو كان الدخل ضعيفاً، وانخفاض معدل ادخار الأفراد يزعج الاقتصاديين؛ لأن ذلك ينعكس على معدل الادخار القومي الذي يقرره مجموع مدخرات الأفراد، والحكومة، وقطاعات الأعمال.
3/ الاستثمار: ويا ليت وزارة التعليم والوزارات والمؤسسات المعنية تتعاون لإدخال مهارات الفكر الاستثماري ضمن الخطة التعليمية. ذُكر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إتلاف شباب من قريش أموالهم، فقال: حرفة أحدهم أشدُّ علي من عَيْلته.
الرياض
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews