Date : 26,04,2024, Time : 01:52:26 PM
4159 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 08 صفر 1440هـ - 19 أكتوبر 2018م 12:32 ص

حفتر والسراج على طاولة تفاهمات سياسية وعسكرية جديدة

حفتر والسراج على طاولة تفاهمات سياسية وعسكرية جديدة
العرب اللندنية

من المتوقع أن يلتقي كل من المشير خليفة حفتر قائد المؤسسة العسكرية في ليبيا وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، ويعتقد مراقبون أن اللقاء الجديد من شأنه أن يقلص الهوة بين الطرفين، وأن يقلص الخصومة بينهما نتيجة ما أحدثته معركة طرابلس الأخيرة من متغيرات بالمسار السياسي للبلد، ففي حين يدرك حفتر أن القوة وحدها لا تكفي للحفاظ على رئاسته للمؤسسة العسكرية للبلد، يميل السراج لتوحيد المؤسسة العسكرية لينفي عن نفسه فكرة الدفاع عن الميليشيات.

 كان من الصعب، حتى وقت قريب، الحديث عن عقد لقاء ثنائي جديد بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، وتأتي الصعوبة من الهوة الواسعة بين الطرفين، واعتقاد أن كل منهما ينتظر إعلان الاختفاء السياسي للآخر من على المسرح الليبي.

جميع اللقاءات التي جمعت الطرفين بمفردهما أو معهما أطرا ف أخرى، أخفقت في التوصل إلى اتفاقات قابلة للتنفيذ على الأرض، وفشلت في جسر الفجوة بينهما، وخلقت قناعات بأن حفتر والسراج دخلا معادلة صفرية، تفرض ضرورة غياب أحدهما.

كان من أبرز نتائج أحداث طرابلس التي وقعت يوم 26 أغسطس الماضي، وما بعده، أي عقب دخول اللواء السابع- مشاة، الفضاء العسكري المتشابك في العاصمة، اهتزاز مكانة السراج السياسية، وذهبت تقديرات عديدة إلى أنه أصبح على وشك الخروج من اللعبة، وجاءت المعلومات الكثيفة التي تناثرت حول علاقته بالميليشيات المسلحة، لتهز صورته تماما في الشارع الليبي، وبدأت دوائر كثيرة تنتظر إعلان وفاته سياسيا.

لكن الرجل أعاد ترتيب أوراقه بحنكة، في الداخل والخارج، وحوّل الخسارة إلى مكسب كبير، ونجح في أن يجعل مكانه أكثر تحصينا في الوقت الراهن، في ظل التضارب في طبيعة الترتيبات الأمنية للأوضاع العامة في طرابلس، وغموض مصير المجلس الرئاسي، حال غياب السراج، وارتباك الكثير من التطورات التي تعد لها قوى إقليمية ودولية.

كان من نتيجة الأحداث المتسارعة الحفاظ على استمرار حظ السراج في رئاسة الحكومة والمطالبة بتوسيع صلاحياته، لأن تغييره بأي وسيلة في هذه اللحظة معناه تعثر الكثير من التطورات التي تحتاج وجوده حاليا، ويؤدي إبعاده مثلا إلى جدل جديد حول من يخلفه، ومن أي إقليم، ما يستلزم وقتا قد يتجاوز ستة أشهر، فعملية اختيار الشخص المناسب ومعاونيه تحتاج إلى تباديل وتوافيق متباينة، في وقت يعجز الجميع فيه على إجراء انتخابات، حسب الموعد الذي ضربته المبادرة الفرنسية، أي في 10 ديسمبر المقبل.

أدرك السراج كل هذه المتغيرات وقرأها بطريقة جيدة، وبدا أقل انزعاجا من ذي قبل من تضخم قوة العسكريين، وأخذت بعض الأبواب الإقليمية تُفتح أمامه، بعدما كانت مغلقة من قبل، لذلك أصبح يميل إلى التفاهم مع مناوئيه، وربما يشعر بالمزيد من التفوق السياسي عليهم، فإحساسه أن وجوده في منصبه أصبح مطلوبا خفّف عن كاهله بعض الضغوط التي تعرض لها من قبل، وساهمت في أن يتصرف كرجل مسؤول في الدولة وليس كزعيم ميليشيات أو متحالف معها.

في المقابل، بدأ المشير حفتر يتيقن أن احتفاظه برئاسة المؤسسة العسكرية لن يأتي عن طريق القوة وحدها، والنجاحات اللافتة التي حققها، في شرق ليبيا ودرنة والهلال النفطي والجنوب وتطور علاقته وامتدادها لقوى كثيرة، لن تكون كافية لتوحيد المؤسسة العسكرية تحت رئاسته بدون مضاعفة حظوظه السياسية في الداخل الليبي، والتي تعد المحور الرئيسي لدخول طرابلس بارتياح، وبأقل قدر من الخسائر.

ويقود حفتر وهو في الشرق عناصر عسكرية غالبيتها من الغرب، لكن لا تزال هناك عناصر أخرى لم تنضم تحت جناحه، ويحتاج الوصول إلى هذه النقطة المزيد من اللقاءات مع قوى سياسية وعسكرية في الغرب، ما يجعله يظهر قدرا أوفر من المرونة مع خصومه لإنجاز هذه المهمة، وفي مقدمتهم السراج.

وجعلت السيولة الطاغية على الأحداث في ليبيا جهات كثيرة، لا تعول على طرف بعينه، وتبدي حرصا على الانفتاح على ومع الجميع، مهما كانت درجة الخلاف موغلة في الخصومة، الأمر الذي جعل عقيلة صالح رئيس مجلس النواب يتحالف مع المشير حفتر، ثم يظهر تباعدا عنه بعد ذلك وميلا ناحية السراج، عندما قيل إن حفتر مريض بصورة مزمنة، ثم عاد عقيلة إلى خندق حفتر بعدما عاد إلى بنغازي بصحة جيدة، والآن يمسك الرجل (عقيلة) العصا من منتصفها، لأن كثافة الغيوم جعلته مثل غيره، لا يرى الشمس.

يمكن القياس على هذه الحالة مع جميع القوى الليبية، وكذلك الدوائر المنخرطة بصورة مختلفة في الأزمة، وهي التي جعلت عبارة “لا توجد عداوات دائمة بل توجد مصالح دائمة” تنطبق تماما على الحالة الليبية، ربما هي سمة من سمات التفاعلات الإقليمية الراهنة، ما يجعل الجميع يمعن في الحذر والتريث ولا يستعجل جني الثمار، لذلك تمتد الأزمات ويطول عمرها، ويتزايد عدد المؤثرين فيها.

ويفضل في حالة ليبيا التعامل مع الأحداث العسكرية والسياسية بالقطعة، ومن دون الجزم بموقف معين، لذلك عندما نقول إن حفتر والسراج سوف يتلقيان في القاهرة قريبا، لا يعني ذلك استبعاد أن يغير أحدهما موقفه في اللحظة الأخيرة، فحسب السقف والطموح السياسي لدى كل طرف يتحدد موعد اللقاء، وإن كان كلاهما شرع في قطع مسافة نحو الآخر، لأنهما تأكدا أن المعادلة لم تعد صفرية.

يبدو أن تسارع وتيرة خطوات توحيد المؤسسة العسكرية من أهم النقاط التي يميل فيها السراج ناحية حفتر، لينفي عن نفسه فكرة الدفاع عن الميليشيات، وليبعد عنه شبهة أنها المتحكمة في توجهاته وقراراته، وبدونها لن يبقى يوما في طرابلس.

ويدرك السراج أن الكتائب المسلحة في طرابلس اليوم، ليست هي كتائب الأمس، فقد تعرضت لهزة عسكرية كبيرة، وبدأت تدخل دوامة كبيرة من الاقتتال، وصلت إلى حد التصفيات، كما أن مواقف بعض القوى الدولية الداعمة لها أخذت تتغير، ما يفرض تقليل الاعتماد عليها، كما أنه يطمح ليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، حال التوافق تماما على توحيد المؤسسة العسكرية، وتحديد الاختصاصات، فلماذا يكون قائدا أعلى لكتائب مسلحة؟

يسعى حفتر والسراج إلى دخول مؤتمر باليرمو في صقلية بإيطاليا يومي 12 و13 نوفمبر المقبلين، بدرجة أقل من الخلاف، لأن كليهما يعي أهمية هذا المؤتمر، وقد يكون نقلة نوعية كبيرة في الأزمة الليبية، لما يحظى به من اهتمام دولي، خاصة من جانب واشنطن، التي توفر دعما سياسيا ولوجستيا كبيرا له.

وتريد روما أن تستفيد من الزخم الأميركي والإقليمي لمؤتمرها، وتحاول أن تتحاشى أخطاء مؤتمر باريس المنعقد في 29 مايو الماضي، فهي لا تريد مؤتمرا لـ”الشو السياسي والإعلامي”، وتسعى ليكون نواة لحل حقيقي للأزمة الليبية، وتبعد باريس قليلا عن تشابكاتها، والتي حاولت أن تكون هي الراعي الأول للتسوية الليبية.

ويبدو أن توفيق الأوضاع بصورة عملية بين حفتر والسراج، على قاعدة المصالح المشتركة، أحد أهم التجليات الجديدة في الأزمة، لأن اللقاءات التي كانت تتم لأجل أن يوحي بعض الأطراف أنهم حاضرون وفاعلون في الأزمة لم تعد ذات جدوى، فهي على وشك أن تدخل مرحلة جادة، لن تتحمل فيها بعض القوى مناورات أو مراوغات تعيدها إلى المربع الصفر.

تسير غالبية الدوائر المهتمة بالأزمة على أوتار مشدودة طوال الوقت، خوفا من قطعها وحرصا على عدم امتلاك أي دائرة منها لكل الخيوط، ما يجعل معادلة التوازن مختلفة، وبالتالي فتعظيم فكرة المصالح المشتركة ربما تكون واحدة من إبداعات التسوية الصاعدة، والبناء على قاعدة مصالحة ملزمة لجميع الأطراف، يمكن أن يفضي إلى “حلحلة” كبيرة في قلب الأزمة. لذلك تحتاج الأجنحة المتشعبة نوعا آخر من الحلول، كي تُجبر على أن تصبح جزءا من القلب، يتطلب محاصصة منطقية للحكم والثروة، يتم استبعاد من ليس لهم الحق فيها بشفافية، لذلك تحاول الجهات المعنية قصقصة الروافد الزائدة، التي حالت دون التفاهم طوال الفترة الماضية، وإيجاد حل عملي لمسألة الميليشيات، ضمن خطة توحيد المؤسسة العسكرية التي ترعاها مصر، باعتبارها الرافعة لأي تسوية سياسية، وهو ما يفرض على حفتر والسراج التفاهم بطريقة تحفظ لكل طرف الحد الأدنى من طموحاته.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد