رياضة مصرية ضد الشلل

من المؤكد أنه أمر يستحق صدق الاحترام وحفاوة الاهتمام حين تتم الاستعانة بالرياضة فى مواجهة أى من أزماتنا وأوجاعنا ومخاوفنا وحتى أحلامنا.. وصباح الغد.. وأمام شاطئ الإسكندرية.. سيكون سباقا للجرى يبدأ من مكتبة الإسكندرية حتى نادى اليخت بمنطقة السيالة فى بحرى.. وهو سباق يقام احتفالا باليوم العالمى للقضاء على شلل الأطفال ويشارك فيه عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، وبرونو مايس، ممثل منظمة اليونيسيف، وعبدالحميد العوا، محافظ الروتارى، وآخرون كثيرون سواء من أبطال وهواة الجرى أو أطباء أو ينتمون لمنظمات المجتمع المدنى وأندية الروتارى..

والهدف الحقيقى ليس الاحتفال بالتأكيد لكنه محاولة للفت الانتباه من أجل المحافظة على النجاح الذى حققته مصر بقضائها على شلل الأطفال وانضمامها لنادى البلدان التى نجحت فى مقاومة هذا المرض والانتصار عليه.. ومن الطبيعى أن تكون الرياضة هى الوسيلة الأنسب للاحتفال وزيادة الوعى بضرورة المحافظة على مصر خالية من شلل الأطفال.. فالرياضة التى هى فى أبسط وأصدق وأدق صورها هى احتفاء الإنسان بجسده والقدرة على الحركة بكل أشكالها سواء كانت مشيا أو جريا أو قفزا أو سباحة.. وحين يصاب الطفل بهذا الشلل يغدو عاجزا عن هذه الحركة بكل ضروراتها وحيويتها وسيكبر ومعه هذا العجز قائم ودائم ومؤلم أيضا..

ولهذا كان استخدام الرياضة فى هذا الاحتفال أكبر وأجمل من مجرد رمز.. فمن الرائع أن يكبر الأطفال فى مصر غير خائفين من هذا الشلل الذى سيسرق منهم قدرتهم على الحركة وعلى اللعب.. وقد كان شلل الأطفال أحد ثلاثة أمراض مزعجة ومؤلمة نجحت مصر فى محاصرتها والتخلص من شرورها وأذاها.. البلهارسيا كانت البداية ثم شلل الأطفال وأخيرا فيروس سى.. وإذا كان الوعى الرياضى لم يلحق بحروب مصر الطويلة ضد البلهارسيا.. وأيضا ضد شلل الأطفال.. فإنه من المهم والضرورى أن تحضر الرياضة الآن سواء فى الحرب النهائية ضد فيروس سى أو فى حملات التوعية ضد سرطان الأطفال وأيضا ضد سرطان الثدى.. فالرياضة قاطرة يمكن أن تصل بنا إلى أبعد مما نتوقعه أو نتخيله لو أجدنا اختيار قضبان تجرى فوقها.. ورغم أن الرياضة المصرية تعيش الآن بعض أسوأ أوقاتها وأكبر أزماتها الأخلاقية والإعلامية.. فهى لاتزال رغم ذلك قادرة على تجاوز أزماتها وتلفت لأدوار وواجبات إنسانية واجتماعية من أجل كل المصريين.

المصري اليوم