نفطنا قوة لا تقهر
إن نفطنا قوة لا تقهر ولنا عبرة في مقاطعة النفط 1973م التي زلزلت الأرض من تحت أقدام العدو، تدهور الأسعار في 1986م والمحافظة عليها في 1990م وحالياً استطاعت المملكة إقناع روسيا لتشاركها في اتفاقية الإنتاج الحالية، ولولا المملكة لفقدت الأسواق العالمية توازنها وتضخمت الأسعار ويتضرر المستهلك. أن مملكتنا تمتلك أكبر طاقة إنتاجية نفطية في العالم وهي أكبر مصدر له وتمتلك أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم، بتكاليف استخراجية متدنية.
لقد حان الوقت لنجعل من نفطنا قوة ضاربة في الأسواق العالمية وسياسة اقتصادية تعظم مصالحنا واستفادتنا من العلاقات الدولية التي يربطها ويفرقها المصالح الاقتصاية، فكلما زادت قوة البلد الاقتصادية زاد تأثيره على الاقتصاد العالمي. إن نفطنا له عوائد ملموسة إيجابية على التنمية الاقتصادية وله أيضاً عوائد غير ملموسة تتجاوز ذلك من خلال تعزيز الأمن والاستقرار على جميع المستويات، فعلينا تعظيم تلك العوائد بشقيها الملموس وغير الملموس من أجل اقتصادنا وقوتنا الاقتصادية لتصبح أكثر تأثيراً في المنطقة وخارجها.
إن إعادة النظر في سياسية توازن أسواق النفط العالمية أصبح ضرورياً، حيث إن بعض البلدان المستهلكة تتجاهل ما تهدف إليه سياسة التوازن ولا يهمها إلا مصالحها، فعلينا تفضيل مصالحنا على مصالحهم، حتى يدرك الجميع أن سياسة النفط تمس المستهلك مباشرة ولكنها أيضاً تقوض قدرات بلدان أخرى بطريقة مباشرة وغير مباشرة وفي النهاية تقود أو تحد من نمو الاقتصاد العالمي، مما سيسقط رؤوساً ويرفع رؤوسنا بسياسة المصالح الاقتصادية بدلاً من سياسة النفط المتوازنة.
لم يعد يهمنا إلا اقتصادنا وتنمية مواردنا وتحقيق أكبر عائد على استثماراتنا النفطية وغير النفطية، ألم يقولوا «مصالحنا أولاً» ونحن نقول مصالحنا أولاً. نفطنا سلعة ناضبة وعلينا استثمار عوائدها في سلع دائمة وتنمية مستدامة على أطول مدة من عمر احتياطي نفطنا وبعوائد كبيرة. لذا علينا أن ننتج ونبيع نفطنا في الأسواق العالمية مثل أي سلعة أخرى وتحقيق أكبر أرباح ممكنة، لماذا هو حلال على غيرنا وحرام علينا؟ أليس الأسواق العالمية حرة ويوجد بها عدد كبير من منتجي النفط.
انتهت لعبتهم وانتهت حماقتهم سوف نسعى إلى تعظيم عوائدنا النفطية وبناء اقتصاد متنوع قوي لا يتأثر بتقلبات أسعار النفط مستقبلياً من أجل حاضر ومستقبل الأجيال. هكذا نستثمر في رؤية 2030 وتمويلها بكل كفاءة من عوائد نفطنا بالسعي إلى مضاعفة عوائده، مما ينعكس إيجابياً على عجز الميزانية والمديونيات الحكومية ويحقق فوائض مالية ورصيداً نفطياً طويل الأجل.
الرياض
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews